الحرب الكلامية تشتعل.. محاكاة روسية لـ"إبادة" بريطانيا وأيرلندا
اشتعلت الحرب الكلامية بين موسكو ولندن، ففيما عرض إعلامي موال للكرملين محاكاة عسكرية روسية لضرب بريطانيا وأيرلندا، قلل خبراء من قدرة روسيا على توجيه تلك الضربات.
وهدد الإعلامي الروسي الشهير ديمتري كيسليوف، بريطانيا بالإبادة بضربات نووية مرتين عن طريق البحر والجو، وذلك في تصعيد للحرب الكلامية ضد بريطانيا بسبب تعهدها بطرد القوات الروسية من أوكرانيا.
وقال حليف الكرملين، ديمتري كيسليوف، خلال برنامجه عبر التلفزيون الحكومي الروسية، الأحد: "لماذا يهددون روسيا الشاسعة بأسلحة نووية وهم مجرد جزيرة صغيرة؟"، وفق ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأضاف: "صاروخ واحد، يا بوريس، وستختفي إنجلترا. نهائيا. لماذا تعلبون معنا؟"، في إشارة إلى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون.
وبدا أن كيسليوف يتهم رئيس الوزراء البريطاني بتهديد موسكو بهجوم نووي – وهو تأكيد لا أساس له من الصحة يتماشى مع الرواية الروسية المزيفة بأن البلاد تواجه تهديدات وجودية وتتعرض للهجوم.
وكان ويليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قال الشهر الماضي إن واشنطن لا "تستخف" بتهديدات روسيا باستخدام أسلحة نووية تكتيكية أو ذات قوة منخفضة في أوكرانيا، لكن لم تذكر الاستخبارات الغربية أدلة ملموسة على خطط لاستهداف كييف أو حلفائها.
وقلل خبراء آخرون، مثل جون إيفرارد، السفير البريطاني السابق لدى بيلاروسيا، من قدرة روسيا على محو أيرلندا وبريطانيا بسلاح واحد.
وقال إيفرارد لراديو وتليفزيون أيرلندا (RTE)، إنه: "أحث الجميع على الهدوء. بشتى السبل، إذا كان لديهم شعور قوي حيال الأمر، وضحوا ذلك للروس. لكن هلا تذكرنا أن هذا مجرد محاكاة تليفزيونية."
ووجه كيسليوف تعليقاته، الأحد، إلى جونسون، الذي زار كييف الشهر الماضي، للتعبير عن التضامن، ووزيرة الخارجية البريطانية ليز تروس، التي قالت الأسبوع الماضي هناك "ضرورة ملحة استراتيجية" للغرب لأن تفوز أوكرانيا بالحرب المستمرة منذ حوالي عشرة أسابيع.
وأشارت تعليقات تروس إلى أن المملكة المتحدة تستهدف إخراج روسيا من المناطق التي سيطرت عليها مؤخرًا في أوكرانيا وكذلك أجزاء شاسعة من منطقة دونباس الشرقية والقرم في الجنوب، والتي سيطرت عليها في 2014.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر الماضي إنه يعيد توجيه الجهد الحربي تجاه تأمين سيطرة روسيا على الشرق.
ولم يكن كيسليوف مسرورًا، الأحد، من الدعم البريطانيا، قائلًا: "إنجلترا تخادع"، وتتطلع "إلى استنزاق روسيا" بدلًا من التفكير في "تكلفة مواصلة الأعمال العدائية على أوكرانيا والأوكرانيين."، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وأشار كيسليوف إلى رسوم جرافيك لسارمات، أحدث صواريخ روسيا النووية، وهو يضرب الجزر البريطانية ويمحو المملكة المتحدة من على الخريطة.
وقال إن بريطانيا "صغيرة للغاية لدرجة أن صاروخ سارمات واحد سيكون كافيا لإغراقها نهائيا"،وفق حديثه، بدون أن يقدم أدلة على ذلك.
واختبرت روسيا صاروخ سارمات، الذي يطلق عليه "الشيطان 2"، في أبريل/نيسان.
ويستطيع الصاروخ الباليستي العابر للقارات حمل رأس نووي ضخم، لكن قال مسؤولو دفاع وباحثين لـ"واشنطن بوست" في أبريل/نيسان، إنه لا يشكل تهديدا كبيرًا على الولايات المتحدة.
وفي حين لم يشر كيسليوف مباشرة إلى أيرلندا، وصف مشرعون أيرلنديون من بينهم رئيس الوزراء مايكل مارتن المحاكاة للهجوم النووي الروسي بـ"تكتيكات خبيثة جدا تخويفية"، مطالبا روسيا بالاعتذار.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز