صواريخ إسكندر الروسية.. ترسانة موسكو "المرعبة" للغرب

مبكرا تم تداول اسم صواريخ إسكندر في الحرب الروسية الأوكرانية كسلاح من أشد ترسانة موسكو فتكا وتأثيرا في المعادلة العسكرية برحى الصراع.
وتحدثت تقارير إعلامية عن أهمية تلك الصواريخ لدى روسيا، واهتمام خصومها الغربيّين، خاصة الولايات المتحدة، بطبيعة هذا السلاح الباليستي، بل أشارت معلومات إلى ارتعاد فرائص واشنطن من سلاح موسكو الخطير.
ويطلق الروس على منظومة إسكندر الذي يحمل اسم القائد التاريخي "الإسكندر المقدوني" "رب أسرة منظومة الصواريخ العملياتية والتكتيكية"، وهو السلاح، الذي سبق وأن هددت موسكو واشنطن بنشره في جيب كالينينجراد في حال عدم التوصل لاتفاق مع الولايات المتحدة بشأن الدرع الصاروخية الأمريكية في أوروبا، وذلك في عام 2014، ونفذت تهديدها في عام 2018.
فما هي صواريخ إسكندر الروسية، وطبيعتها ومدى خطورتها؟
تمتلك روسيا ضمن منظومة إسكندر الصاروخية عدة نسخ، أشهرها إسكندر- أم، وإسكندر- أي، والأخير متاح للتصدير من قبل الشركة المصنعة، كما تتضمن المنظومة نسخا أخرى مطورة منها إسكندر- كي، وإسكندر- إم أس، وغيرها.
تنقل وكالة "رويترز" في تقرير سابق لها عن تيموثي رايت؛ المحلل الباحث لدى المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية أن روسيا استخدمت على الأرجح الصاروخ إسكندر-إم في الحرب ضد أوكرانيا، قائلا إنه الطراز الوحيد من الصواريخ الباليستية قصيرة المدى المستخدم في الخدمة العسكرية الفعلية.
وعن دخول "إسكندر" للخدمة، يقول مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن هذا الصاروخ استخدم في القتال للمرة الأولى عام 2008 في جورجيا، وهو مصمم لإرباك الدفاعات الصاروخية بطيرانه على ارتفاع منخفض والمناورة أثناء الطيران لضرب أهداف تبعد 500 كيلومتر بدقة إصابة من مترين إلى خمسة أمتار.
ويقول خبراء عسكريون، إن صواريخ إسكندر قادرة على الأرجح على استهداف الأهداف التي تُطلق عليه، وبدقة تدميرية هائلة.
رعب واشنطن
وفيما يقول بعض المحللين إن صواريخ روسيا الباليستية قصيرة المدى، لا يمكنها الوصول إلى الولايات المتحدة، يرجح آخرون أن الرعب يتملك القادة العسكريين في واشنطن، خوفا من مفاجأة لم تكن في الحسبان.
وأعلن الجانب الأوكراني قبل أيام على لسان مستشار لوزير الداخلية في كييف إن صواريخ إسكندر الروسية دخلت الحرب فعلا، وانطلقت من روسيا البيضاء مستهدفة أهدافا أوكرانية، في الـ27 من الشهر الماضي.
غير أن صواريخ إسكندر بالطرازات المختلفة للمنظومة مصممة لتدمير أهداف العدو البالغة الأهمية على مسافات ما بين 300 إلى 500 كيلومتر، وفق وسائل إعلام روسية، وهي مسافة تجعل مصالح الولايات المتحدة في مرمى نيران موسكو بدقة.
وفي وقت سابق من العام الماضي قال المدير الصناعي لمؤسسة "روستيخ" الحكومية الروسية بيكخان أوزدويف لوكالة "نوفوستي" إن إحدى منظومات إسكندر أجرت تجربة في أراضي "زبون أجنبي" للمؤسسة، دون أن يسميه.
موضحا أن صاروخا أطلقته نسخة "إسكندر-أي"، قطع مسافة 180 كيلو متر، وأصاب الهدف في وسطه؛ ما أكدته كاميرات مراقبة نصبت حول الهدف، وكان ذلك قبل الاستخدام الجديد للصاروخ في الحرب الروسية الأوكرانية.