الأمير عبدالعزيز بن سلمان.. إجابات واثقة عن أسئلة سوق النفط
تصاعدت المخاوف المسيطرة على أسواق الطاقة في الفترة الراهنة، بعد حظر دول غربية للنفط الروسي، من الدخول بأزمة شح الإمدادات.
وتشهد الأسواق حاليًا تراجعًا واضحًا في العرض مقابل الطلب في أسواق النفط، حيث ارتفع الطلب بنحو 3 ملايين برميل مقارنة بالعام الماضي ومن المتوقع أن يعود إلى مستويات ما قبل جائحة كوفيد بحلول الربع الأخير من هذا العام.
ليثار معها سؤال فرض نفسه بحكم طبيعة الأحوال المضطربة في الأسواق، حيث وجهت مذيعة فضائية "سي إن بي سي" الأمريكية تساؤلًا حول مدى إمكانية استبعاد روسيا من اتفاق أوبك +؟، لكن جاء رد وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان حاسمًا، موجهًا في الوقت ذاته رسائل استراتيجية تهدف لدعم استقرار أسواق النفط.
رد سعودي حاسم
أجاب الأمير عبدالعزيز بن سلمان، موجهًا سؤالا استنكاريًا للمذيعة الأمريكية، قائلًا: "أسألك.. من الذي يطلق الصواريخ والصواريخ الباليستية على أراضينا؟".
وأضاف الوزير السعودي، قائلًا: "من الذي يمول ويدرب ويزود هذه الجهة بالأسلحة؟ إنه عضو في أوبك.. سأترك لك تخيل الأمر"، حسب قوله.
وأثار هذا المقطع تفاعلا على تويتر، إذ أعرب عدد من المغردين عن إعجابهم بسرعة بديهة الأمير وربطه للأحداث في الإجابة على السؤال.
وتابع الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال ندوة "هل العالم مستعد لمستقبل يتجاوز النفط؟"، في القمة العالمية للحكومات 2022 في دبي، "لولا "أوبك+" لما كنا نحتفل بسوق مستدامة للطاقة على الرغم من التقلبات الحالية، وأن الأمر كان سيصبح أسوأ".
وتابع: "بالنسبة لأوبك+ فالجميع ينحون السياسة جانبا، وإنه إذا لم نقم بهذا فلن نستطيع التعامل مع الكثير من الدول المختلفة في أوقات".
رسائل استراتيجية
وشدد الوزير السعودي، خلال مشاركته في الافتتاح الرسمي لأسبوع المناخ الإقليمي 2022، الذي يُعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتستضيفه حكومة الإمارات على هامش أعمال القمة العالمية للحكومات في دورتها الثامنة، على الدور الفني لتحالف أوبك+، ودوره الكبير في دعم استقرار أسواق النفط العالمية.
تأتي رسائل وزير الطاقة السعودي في وقت تترقب فيه الأسواق اجتماع تحالف أوبك+، يوم الخميس المقبل، لإقرار سياسة الإنتاج في شهر مايو/أيار، وسط توقعات بأن يسير التحالف على خططه بالزيادة التدريجية المقدّرة 400 ألف برميل فقط، متجاهلةً المطالب بضخّ المزيد من الإمدادات.
وأكد الأمير عبدالعزيز بن سلمان أن منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، وتحالف أوبك+، يعملان بمعزل عن التدخلات السياسية، في إشارة إلى مطالب عدد من الدول، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، إلى السعودية والإمارات، لاستخدام الفائض المتاح لديها لسدّ العجز الناتج عن التحول بعيدًا عن النفط الروسي.
وأشار إلى أن روسيا، عضو تحالف أوبك+، تضخّ يوميًا نحو 10 ملايين برميل من النفط، وهو ما يجعل من الصعب على أيّ دول التعويض، مطالبًا إبعاد أسواق النفط عن الخلافات السياسية من أزمة توفير الطاقة للجميع بأسعار مناسبة.
وسجلت أسعار النفط أعلى مستوى منذ 2008 خلال الشهر الجاري، على خلفية تصاعد التوترات السياسية بعد غزو روسيا لأوكرانيا، وقيام الولايات المتحدة بحظر واردات الطاقة من موسكو، مع خطط أوروبية للتحول عن النفط الروسي وتنويع مصادر الإمدادات.
توسيع آفاق الشراكة السعودية-الروسية
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أكد مطلع مارس الجاري خلال مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حرص المملكة على المحافظة على توازن أسواق البترول واستقرارها، منوّهاً بدور اتفاق "أوبك+" في ذلك وأهمية المحافظة عليه.
وأكد الأمير محمد بن سلمان استعداد المملكة للتوسط بين كل الأطراف لحل الأزمة في أوكرانيا. مشيراً إلى موقف المملكة المعلن ودعمها للجهود التي تؤدي إلى حل سياسي يؤدي إلى إنهائها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين قد تحدث عبر الهاتف مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يوم الخميس 3 مارس 2022، حيث جرى خلال الاتصال بحث العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وذكر بيان للكرملين: "شدد بوتين على أنَّه من غير المقبول تسييس قضايا إمدادات الطاقة العالمية" في المكالمة. وأكدت المناقشة على "الاهتمام المشترك بمزيد من التطوير الشامل للشراكة الروسية السعودية".