الأدميرال كوزنتسوف.. روسيا تستعد للتخلص من حاملة طائراتها الوحيدة

بعد سنوات من محاولات الإصلاح والترميم التي شهدت سلسلة من الإخفاقات الميكانيكية والحوادث المتكررة، تدرس روسيا التخلي عن حاملتها الوحيدة للطائرات الأدميرال كوزنتسوف.
وذكرت صحيفة "إزفيستيا" الروسية الرسمية، نقلاً عن مصادر مطلعة، بأن العمل على تحديث الحاملة التقليدية تم تعليقه، وأن نقاشات تجري حاليا بين قيادة البحرية الروسية وشركة بناء السفن حول إحالتها إلى التقاعد وإرسالها للتفكيك والتخريد.
ورغم ما تمثله الأدميرال كوزنتسوف من مصدر للفخر لدى بعض المسؤولين الروس، فإن السفينة لم تغادر الحوض الجاف منذ يوليو/ تموز 2018.
ويخشى البعض أن تكون الحاملة، حتى في حال استكمال أعمال التحديث، قد أصبحت قديمة ومتهالكة ولا تلبي متطلبات الحروب البحرية الحديثة.
ويرى الأدميرال سيرغي أفاكيانتس، القائد السابق لأسطول المحيط الهادئ الروسي، أن الحاملة "من عصر مختلف" وأنها "سلاح بحري مكلف وغير فعال"، مضيفاً أن المستقبل يكمن في الأنظمة الروبوتية والطائرات بدون طيار، واصفاً قرار الحاملة بأنه "الخطوة الصحيحة تماماً".
تاريخ الأدميرال كوزنتسوف حافل بالمشاكل، فقد دشنت عام 1990 واعتمدت في وقودها على "المازوت" الذي ينتج دخاناً أسود كثيفاً يكشف موقعها بسهولة، كما أن مدى إبحارها كان محدوداً إلى 45 يوماً فقط.
إضافة إلى ذلك، كانت الحاملة تعتمد على منحدر انطلاق (سكاي جامب) بدلاً من مدرج تقليدي، وهو ما لم يكن مناسباً لطائرات القتال الروسية.
وقد تعرضت السفينة لسلسلة من الحوادث، منها حريق قاتل عام 2009، وحوادث أخرى خلال عملياتها في البحر المتوسط، حيث أُثيرت مخاوف من غرقها أثناء عودتها إلى روسيا.
وقد واجهت أعمال التحديث التي بدأت في 2017 مشاكل عدة، منها سقوط رافعة على سطح الطيران وحريق آخر في 2019 استغرق احتواؤه نحو 24 ساعة، مما زاد الشكوك حول إمكانية عودة الحاملة إلى الخدمة.
وكان من المقرر أن تنضم الحاملة إلى الأسطول بحلول نهاية 2022، لكن الجدول الزمني تأخر مراراً.
على الرغم من ذلك، لا تزال هناك أصوات داخل روسيا ترى أن حاملات الطائرات ضرورية لمستقبل البحرية الروسية، خاصة لأساطيل الشمال والمحيط الهادئ، مع دعوات لبناء حاملة جديدة قادرة على تشغيل الطائرات المأهولة والدرونز على حد سواء.
وأوضح الباحث إيليا كرمنيك أن روسيا تمتلك الخبرة لبناء سفينة جديدة بحجم مماثل، لكن يبقى السؤال مطروحاً حول كيفية تنفيذ ذلك في ظل العجز عن إتمام تحديث الأدميرال كوزنتسوف.