لماذا لم تصد موسكو الضربة الثلاثية لسوريا؟ خبير روسي يعطي إجابة صادمة
وسائل إعلام مقربة للحكومة نقلت عن قائد عسكري سابق أن الأسلحة الروسية بسوريا تدافع عن القواعد الروسية فقط
منذ نجاح الضربة الجوية الثلاثية الغربية لأهدافها في سوريا فجر أمس السبت، والأسئلة لم تنقطع حول لماذا لم تتصد منظومات الدفاع الصاروخية الروسية الضخمة المتطورة المرابطة هناك.
وعزز هذه الأسئلة أن هذه هي المرة الثانية التي تتعرض فيها مواقع عسكرية للنظام السوري حليف موسكو لقصف صاروخي، وكان الأول قصفا أمريكيا منفردا على قاعدة الشعيرات في مدينة حمص أبريل/نيسان 2017.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" قال في مؤتمر صحفي أمس عقب الضربة الثلاثية (الأمريكية- البريطانية- الفرنسية) لمواقع عسكرية في حمص ودمشق، معلنا "نجاح" الضربة في الوصول لأهدافها إن روسيا لم تستخدم أنظمة الدفاع الجوي التابعة لها في صد الضربة.
وعقب ذلك قدمت وزارة الدفاع الروسية تفسيرا لهذا الأمر في بيان، السبت، جاء فيه إن أيا من الصواريخ لم تستهدف المناطق الموجود فيها الدفاعات الجوية الروسية بقاعدتي "طرطوس" و "حميميم" غربي سوريا.
وكانت موسكو قد حذرت واشنطن من أنها سترد على الفور على أي صاروخ يستهدف المواقع العسكرية الروسية، بحسب ما نشره موقع"روسيا اليوم".
وحول سبب عدم مساعدة السوريين في صد الضربات عن مواقعهم قالت موسكو إن الصواريخ الغربية أسقطها الجيش السوري بمنظومة الدفاع الجوية السورية القديمة السوفيتية الصنع.
ونفت فرنسا تصدي الجيش السوري لأي من صواريخها، فيما أعلنت كل من بريطانيا وأمريكا تحقيق أهداف الضربة بنجاح، ووصف البنتاجون أنظمة الدفاع الجوي السورية بأنها كانت "غير مؤثرة إلى حد كبير".
وأنظمة الدفاع الجوي السوري تتكون من منظومات "بوك" و"إس- 125"، و"إس -200" و"كفادرات"السوفيتية.
ولكن قناة "روسيا اليوم" القريبة من الحكومة الروسية قدمت في أحد برامجها إجابة أكثر جرأة ووضوحا لسبب عدم استخدام منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة لصد الضربة جاءت على لسان ضيفها سيرجي فاروبيوف، العقيد السابق في الجيش الروسي، وأستاذ العلاقات الدولية.
وقال فاربيوف في ذلك صراحة إن القوات الروسية في سوريا "تدافع عن المصالح والمواقع الروسية" فقط، وهذا ما تنص عليه "التفاهمات الرسمية" بين البلدين.
أما عن المواقع السورية فهي "منوط بالدفاع عنها منظومة الدفاع السورية"، مدعومة بالتدريب والخبرات الروسية.
وحول لماذا لم تستطع منظومة الدفاع الجوية السورية "سوفيتية الصنع" صد الضربة الغربية، وللمرة الثانية، لم يجب بشكل مباشر، وقال إن الضربة الغربية كان من أهدافها استطلاع الأوضاع واختبارا لأسلحة الدفاع الجوي السوري.
كما أشار إلى أن الضربة الثلاثية كان هدفها اختبار رد الفعل الروسي واستكشاف المواقع الروسية، في إشارة ربما إلى أن موسكو سعت في مقابل ذلك إلى ضبط النفس.
ويوجد لروسيا العديد من أحدث منظومات الصواريخ المرابطة في قواعدها ومواقعها العسكرية بسوريا منذ 2015، وأشهرها منظومة الدفاع الصاروخي إس 300 وإس 400.
وتدخلت روسيا عسكريا في سوريا عام 2015 تحت غطاء دعم الرئيس السوري بشار الأسد أمام "الإرهاب"، غير أن عددا من مسؤولي وزارة الدفاع الروسية صرحوا عدة مرات بأن الأزمة السورية كانت فرصة لاختبار الأسلحة الروسية الجديدة.
ولكن هذا الاختبار حتى الآن لم يتعدّ الاشتباك مع بعض فصائل المعارضة المسلحة بغارات جوية على المدن السورية التي تسيطر عليها تلك الفصائل مثل إدلب، أو كانت تسيطر عليها مثل حلب.
في المقابل، لم تشهد سوريا أي اشتباك بين القوات الروسية والقوات الأمريكية، أو أي من القوات الغربية الأخرى، العاملة في سوريا، رغم الاتهامات المتكررة من موسكو لها بدعم تنظيم داعش والفصائل الإرهابية الأخرى كجبهة النصرة.