تخريب السيل الشمالي.. "منعطف خطير" واتهامات روسية أمريكية متبادلة
اتهامات روسية أمريكية متبادلة عن مسؤولية تخريب خطي أنابيب غاز "السيل الشمالي"، التي تمثل منعطفا جديدا بالصراع على خلفية حرب أوكرانيا.
واستبعد تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية مدى إمكانية أن تكون روسيا مسؤولة عن تخريب خطي السيل الشمالي، موضحا أنه لا يمكن التأكيد بأن عملية التخريب كانت متعمدة.
ووقعت حوادث الانفجار تحت الماء في بحر البلطيق قرب المياه الإقليمية التي يبلغ طولها 12 ميلًا في بورنهولم في الدنمارك.
وفى حين تلمح جهات غربية إلى مسؤولية روسيا عن الحادث الذي وقع قرب دولة تريد أن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لكن تحليل ما حدث من الناحية العملية يشكك في ذلك الاحتمال.
- أين يختبئ الغاز الروسي؟.. سؤال يشغل أوروبا بعد توقف الإمداد
- تسرب غاز "نورد ستريم".. هل حذرت واشنطن من "استهداف" شريان أوروبا؟
فما لم يتضح على الفور كيف كان سيتم تنفيذ أي هجوم. إذا كان من المفترض اكتشاف غواصة تستهدف خطوط الأنابيب في المياه الضحلة نسبيًا في بحر البلطيق، حيث نادرًا ما تتجاوز الأعماق 100 متر، لكن لم يرد ذكر لغواصات من الدول التي تحقق في الحوادث.
كما أن منطقة البلطيق ليست المكان المناسب لنشر غواصات لوشاريك في المياه العميقة، والتي يمكن أن ينشرها الروس لقطع كابلات الاتصالات التي تمتد في أعماق المحيط الأطلنطي، حيث يبلغ متوسط عمق المياه أكثر من 3500 متر.
وتكهن مصدر عسكري بريطاني باحتمال أن تكون الألغام قد زرعت سرا من سفينة تجارية مقنعة وتم تفجيرها بعد أيام أو أسابيع. وهذه عملية يجب إجراؤها ببعض العناية، ولكن ليس بموارد عسكرية متخصصة بشكل خاص.
أصول روسية
وقد سارع المسؤولون الغربيون إلى التأكيد على أن الانفجارات يبدو أنها أثرت على الأصول المملوكة لروسيا.
وخط أنابيب السيل الشمالي 1 بين روسيا وألمانيا مملوك بنسبة 51٪ لشركة غازبروم، عملاق الطاقة الروسي ومقره سانت بطرسبرج، في حين أن الخط الثاني مملوك لشركة سويسرية تابعة لنفس الشركة.
ووفقا للتحليل، فإنه تظل الحقيقة أن خطي أنابيب تحت البحر تمزقا في فترة 24 ساعة.
وتساءل التحليل عن دقة تنفيذ عملية التخريب إذ أن الأنابيب تم تصميمها لتكون قاسية: فكل قسم من خط أنابيب السيل الشمالي 1، كما جاء في منشورات الشركة، يحتوي على غلاف فولاذي بسمك 27 إلى 41 ملم، وهو بدوره محاط بطلاء خرساني من 60 إلى 110 ملم.
وبلغت قوة أحد الانفجارات 2.3 درجة على مقياس ريختر، والذي وصفه خبراء دنماركيون بأنه يتماشى مع قنبلة قوية من الحرب العالمية الثانية. وبالتالي، فهي ليست حادثة تافهة تمامًا.
وفى وقت سابق، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن الاتحاد يعتبر أن التخريب "ليس مصادفة" وأن ثمة مؤشرات على أنه "عمل متعمد". ودعا بوريل إلى إجراء تحقيق.
وكانت عدة جهات قد ألمحت إلى مسؤولية الولايات المتحدة عن الحوادث. ولفتت تقارير روسية إلى إجراء البحرية الأمريكية في يونيو/حزيران الماضي مناورات عسكرية في الدنمارك ركزت على التعامل مع الألغام، بما في ذلك بمساعدة المركبات غير المأهولة تحت الماء، وذلك حيث تمر الأنابيب.
وزاد من التكهنات بمسؤولية الولايات المتحدة عضو البرلمان الأوروبي رادوسلاف سيكورسكي، الذى كتب على تويتر: "شكرا للولايات المتحدة"، في إشارة لتحميل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية.
وقال على موقع "تويتر" إنه سعيد بـ "شلل" خط الأنابيب "الذي حاربت ضده جميع الحكومات البولندية لمدة 20 عاما"، وقال: "الخط مشلول في ثلاث أرباعه وهذا أمر جيد لبولندا".