"فاغنر" على عتبة التفكيك.. بوتين يطمئن الروس والسلاح يعود للجيش
تتسارع تطورات ما بعد تمرد اليوم الواحد في روسيا، بين وضع نهاية لمجموعة فاغنر في روسيا، وطمأنة الشعب الروسي على الاستقرار والأمن.
إذ أعلنت السلطات الروسية، الثلاثاء، إسقاط الملاحقات في حق مجموعة فاغنر المتهمة بتنفيذ تمرّد مسلّح للإطاحة بقيادة البلاد العسكرية.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي (إف إس بي) الذي أوردت بيانه وكالات الأنباء الروسية "تم إغلاق القضية الجنائية المرتبطة بالتمرد المسلح التي نفّذتها شركة فاغنر العسكرية الخاصة".
وأوضح "إف إس بي" أن المشاركين في التمرّد "وضعوا حدا لتحركاتهم الهادفة بوضوح لارتكاب جريمة".
وأضاف "بالنظر إلى هذه الظروف وغيرها من الظروف ذات الصلة بالتحقيق، أصدرت سلطات التحقيق قرارا بإنهاء القضية الجنائية".
وكان جهاز الأمن "إف إس بي" اتهم في نهاية الأسبوع، مؤسس فاغنر، يفغيني بريغوجين بمحاولة تنظيم "نزاع مدني"، وحض مقاتلي المجموعة على اعتقاله.
من جهة أخرى، نفى الكرملين أن يكون تمرد فاغنر، أضعف فلاديمير بوتين مع أنه تسبب بأسوأ أزمة تشهدها روسيا منذ وصول الرئيس الروسي إلى السلطة قبل أكثر من 20 عاما.
وأكد الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف "نحن لا نؤيد" هذه التحليلات، معتبرا إياها "نقاشات لا طائل منها ولا تمت إلى الواقع بصلة".
وأضاف "هذه الأحداث أظهرت إلى أي مدى يلتف المجتمع حول الرئيس".
بوتين يشيد بالأمن
الرئيس الروسي نفسه، قال في تصريحات جديدة، اليوم الثلاثاء، "الطيارون الذين لقوا حتفهم أثناء التمرد المسلح قاموا بواجبهم بشرف".
وأضاف "خلال محاولة التمرد لم يكن ضروريا استخدام الوحدات القتالية المشاركة في منطقة العملية العسكرية الخاصة".
وتابعت "لقد ضمنت الإجراءات السريعة والفعالة من جانب قوات الأمن عدم وقوع إصابات في صفوف المدنيين أثناء التمرد"، مضيفا "الجيش والشعب لم يتضامنوا مع المتمردين".
ومضى قائلا "ما من جندي روسي أعيد من أوكرانيا لوقف التمرد".
"تجريد فاغنر"
إلى ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، أن ثمة "تحضيرات" جارية لنقل المعدات العسكرية "الثقيلة" لمجموعة فاغنر، إلى الجيش بعد توقف تمرد هذه المنظمة الذي هز روسيا.
وقالت الوزارة في بيان "هناك تحضيرات جارية لنقل المعدات العسكرية الثقيلة لفاغنر إلى وحدات من القوات المسلحة لروسيا الاتحادية".
وأمس، اتهم الرئيس الروسي، أوكرانيا وحلفاءها الغربيين بأنهم أرادوا حدوث "اقتتال بين الأشقاء" الروس أثناء تمرد مجموعة فاغنر المجهض.
ومضى بوتين قائلا إنه "أصدر أوامر لتجنب إراقة الدماء، ومنح عفوا لمقاتلي فاغنر الذين شكل تمردهم التحدي الأكبر حتى الآن لحكمه المستمر منذ عقدين".
وقال الرئيس الروسي في خطاب متلفز "منذ بدء الأحداث، اتُّخذت إجراءات بناء على توجيهاتي المباشرة لتجنّب إراقة كبيرة للدماء"، مثنيا على "وطنية" الروس.
وأضاف "الاقتتال بين الأشقاء هو ما أراده أعداء روسيا: كل من النازيين الجدد في كييف ورعاتهم الغربيين، والخونة الوطنيين بأنواعهم، أرادوا أن يقتل الجنود الروس بعضهم البعض".
دعم فاغنر
وفي سياق متصل، أكد الرئيس الروسي، الثلاثاء، أن موسكو دفعت العام الماضي ما يزيد قليلاً عن مليار دولار لمجموعة فاغنر المسلحة التي نظمت الأسبوع الماضي تمرداً سرعان ما انتهى.
وقال بوتين، خلال اجتماع متلفز، مع سلطات إنفاذ القانون: "دفعت الدولة لمجموعة فاغنر 86,262 مليار روبل (حوالي مليار دولار) كرواتب للمقاتلين ومكافآت تحفيزية بين مايو/أيار 2022 ومايو/أيار 2023 فقط".
وأضاف في اجتماع مع قوات الأمن إن يفغيني بريغوجين قائد فاغنر، الذي قاد التمرد القصير، السبت الماضي، حقق المبلغ نفسه تقريبا خلال الفترة ذاتها من شركته المتخصصة في مجال الأغذية وتقديم الطعام.
خيار بيلاروسيا
وقال متوجها إلى مقاتلي فاغنر "اليوم لديكم فرصة لمواصلة خدمة روسيا من خلال إبرام عقد مع وزارة الدفاع أو غيرها من وكالات إنفاذ القانون، أو العودة إلى عائلاتكم وأصدقائكم. وكل من يريد الذهاب إلى بيلاروسيا يمكنه ذلك".
ومساء السبت الماضي، ألغى بريغوجين التمرد وانسحب من مقر عسكري سيطر عليه مقاتلوه في مدينة روستوف (جنوب)، ويعد مركز إدارة الحرب في أوكرانيا، في ساعة متأخرة، بعد جهود وساطة من الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشنكو.
الأحداث غير العادية السبت، ومن بينها إسقاط فاغنر ست مروحيات وطائرة قيادة وتحكم للجيش الروسي أثناء تقدمها وفق مصادر روسية، يُنظر إليها دوليًا على أنها أخطر أزمة أمنية في روسيا منذ عقود.
aXA6IDE4LjIyMi41Ni4yNTEg جزيرة ام اند امز