"فاغنر" في بيلاروسيا.. ماذا يعني ذلك لحلف الناتو؟
بعد خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بات انتقال الآلاف من مقاتلي فاغنر إلى بيلاروسيا أكثر احتمالا، ما يؤجج مخاوف أمنية لدى حلف شمال الأطلسي "الناتو".
وأمس الإثنين أكد الرئيس الروسي في خطاب استمر 6 دقائق، أنه أعطى أوامر بـ"تجنب إراقة الدماء" بخلاف ما كان يرغب به الغرب وأوكرانيا لدى تمرّد مجموعة فاغنر، على حد قوله، بينما أثنى على "وطنية" الروس.
أما بالنسبة لمقاتلي فاغنر، فعرض بوتين عليهم توقيع عقد مع الجيش النظامي أو "العودة إلى عائلاتهم" أو "الذهاب إلى بيلاروسيا"، وهي دولة حليفة يفترض أن يتوجه إليها رئيس المجموعة يفغيني بريغوجين وفق الكرملين.
جاء خطاب بوتين بعد يومين من تمرد فاغنر المسلح بقيادة بريغوجين الذي أكد أمس الإثنين، أن هدفه من إرسال مقاتليه نحو موسكو كان إنقاذ مجموعته المهددة بالحلّ وليس الاستيلاء على السلطة.
خطاب بوتين كشف أن بيلاروسيا لن تكون مقرا لبريغوجين فقط كما كان متوقعا، بل لعناصر فاغنر الذين يريدون الذهاب إليها كخيار، وربما يكون عددهم كبير في ظل "رغبة محتملة في اللحاق بالقائد".
ولم تكشف البيانات الروسية ملامح تواجد عناصر فاغنر في بيلاروسيا، وهل ستكون الأخيرة قاعدة عمليات، أم سيكون هذا التواجد منزوع السلاح والنشاط.
لكن تواجد المجموعة في بيلاروسيا يثير مخاوف أمنية في الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي "ناتو"، إذ قال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرغ، أمس، "نحن نتابع أيضًا الوضع في بيلاروسيا" التي أرسلت إليها موسكو ذخيرة نووية في وقت سابق من الشهر الحالي.
فيما قال الرئيس الليتواني، جيتاناس ناوسيدا، إن تمرد فاغنر الفاشل يمكن أن يؤثر على أمن المنطقة وتمركز مجموعة فاغنر في بيلاروسيا "يمكن أن يشكل عاملا إضافيا" لذلك.
وتابع أنّه يتعيّن على الناتو "تعزيز" جناحه الشرقي إذا كانت بيلاروسيا ستستضيف يفغيني بريغوجين رئيس مجموعة "فاغنر" الروسية المسلّحة.
وأكد نوسيدا أنّ ليتوانيا ستخصّص المزيد من الموارد لأجهزة الاستخبارات لتقييم "الجوانب السياسية والأمنية لبيلاروسيا".
بدوره، أعلن وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، الإثنين، أن ألمانيا مستعدة لنشر حوالى 4 آلاف جندي في ليتوانيا مقابل 850 حالياً لتعزيز الجانب الشرقي لجلف الناتو.
وقال بيستوريوس في فيلنيوس بحسب تسجيل أرسلته وزارته "ألمانيا مستعدة لنشر لواء كبير بشكل دائم في ليتوانيا". وأضاف أنّ الشروط المسبقة لهذا الانتشار هي "البنية التحتية المناسبة" ميدانيا وكذلك "التوافق مع خطط الحلف الأطلسي".
وأشار الوزير الألماني إلى أنّ "ذلك يتطلّب جهداً كبيراً واتفقنا على أنّ نشر اللواء سيتواصل خطوة بخطوة، مع تطوّر البنية التحتية".
وتقود ألمانيا حالياً مجموعة قتالية تابعة لحلف شمال الأطلسي متمركزة في دولة البلطيق حيث تنشر نحو 800 جندي من الجيش الألماني. يضاف إلى ذلك لواء متمركز في ألمانيا يمكنه الانتقال بسرعة إلى ليتوانيا.
ووفق مراقبين، فإن حديث بوتين أمس عن رحيل قوات فاغنر إلى بيلاروسيا، كأحد خيارات ثلاثة أمام هذه العناصر، يؤجج المخاوف الأمنية لحلف شمال الأطلسي قبل قمته المرتقبة في ليتوانيا الشهر المقبل.
إذ من المنتظر أن يمثل وجود فاغنر في بيلاروسيا تهديد للجناح الشرقي للحلف، خاصة ليتوانيا، يضاف إلى مسألة وجود أسلحة نووية روسية في الأراضي البيلاروسية.
aXA6IDE4LjIyNy40OS43MyA= جزيرة ام اند امز