قوات كوريا الشمالية في أوكرانيا.. غياب يثير التكهنات

هل انسحبت القوات الكورية الشمالية المرسلة للقتال إلى جانب روسيا من جبهات القتال في أوكرانيا؟

في تقرير لها طالعته "العين الإخبارية"، ذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن القوات الكورية الشمالية لم تُشاهد لأسابيع، ما أثار تكهنات بأنها انسحبت، بعد تكبدها خسائر فادحة.

وكانت الاستخبارات في سول، قد أفادت قبل يومين، بأن الجنود الكوريين الشماليين الذي يقاتلون إلى جانب القوات الروسية في منطقة كورسك، لم يشاركوا في أي قتال منذ منتصف يناير/كانون الثاني الماضي.

وقال جهاز الاستخبارات الوطني الكوري الجنوبي: "قد يكون أحد أسباب ذلك وقوع العديد من الإصابات، لكن التفاصيل الدقيقة لا تزال قيد المتابعة".

ورجحت أوكرانيا، الجمعة، انسحاب الجنود الكوريين الشماليين من خطة الجبهة، حيث قال المتحدث باسم قوات العمليات الخاصة الكولونيل أولكسندر كيندراتنكو إنه "خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، لم نر أو نرصد أيّ نشاط أو مواجهات عسكرية مع الكوريين الشماليين".

وتقدر سول وكييف وواشنطن، أن كوريا الشمالية نشرت نحو 11 ألف جندي في منطقة كورسك منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لمؤازرة روسيا هناك.

ولم تؤكد موسكو ولا بيونغ يانغ أو تنفي المعلومات المتعلقة بانتشار قوات كورية شمالية في كورسك.

• ترامب بين مد وجزر.. أوكرانيا تمد جسور الوصل وروسيا توضح

ووفق مسؤولين استخباراتيين في كوريا الجنوبية، قُتل نحو 300 كوري شمالي، وجُرح نحو 2700 في المعارك هناك.

والشهر الماضي، نشر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، مقطع فيديو يظهر جنديين كوريين شماليين أسيرين، قال أحدهما إن قادته أبلغوه أنه سيتم إرساله في "تدريب".

وقيل إن جنود الشمال، الذين لم يروا القتال قبل نشرهم، لم يكونوا مستعدين للحقائق القاسية للحرب في أرض غير مألوفة وعرضة بشكل خاص للطائرات الأوكرانية دون طيار.

وتحدثت تقارير استخباراتية كورية جنوبية عن العثور على ملاحظات مع بعض الجنود الكوريين الشماليين القتلى تشير إلى أن النظام توقع منهم الانتحار بدلاً من أن يقعوا في الأسر.

ولفتت إلى أن السبب في إرسال كوريا الشمالية جنودها للقتال إلى جانب موسكو، هو الحصول على تقنيات الأقمار الاصطناعية الروسية المتطورة والحصول على العملة الصعبة لتمويل برامجها النووية والصاروخية الباليستية.

وذكرت الاستخبارات في سول، أن عدد القتلى الكبير كان عاملاً رئيسيًا في قرار سحب القوات الكورية الشمالية من كورسك، حيث شنت القوات الأوكرانية هجوما مفاجئا على المنطقة في أغسطس/آب 2024.

وقدّر سيث جونز، الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أن ما يصل إلى نصف الجنود الكوريين الشماليين الذين أُرسلوا إلى أوكرانيا قد قُتلوا أو أصيبوا خلال حرب الاستنزاف الروسية.

وقال جونز خلال ظهوره في بودكاست، وفقا لوكالة أنباء يونهاب: "كانت معدلات الضحايا كبيرة".

وأضاف: "وفقًا لمعظم الروايات، تمكنا من إلقاء نظرة على ما بين الثلث وربما على الطرف الأعلى الحقيقي، ربما 50% من الضحايا بين القوات الكورية الشمالية".

وتابع: "من الصعب تحديد الأرقام بدقة، ولكن مع ما يصل إلى 1000 قتيل، فهذه خسائر مذهلة لقوة قوامها 11000 إلى 12000 جندي".