هل تخرج الأسمدة الروسية من قائمة أسلحة الحرب الأوكرانية؟.. بوتين يلوح
في 24 فبراير/شباط، ومع اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، فإن صدى الأزمة سمع بالمزارع البرازيلية، التي تعتبر سوقا رئيسية للأسمدة الروسية.
البرازيل التي تعتمد على الأسمدة في زيادة محاصيلها الزراعية بمتوسط 30%، واجهت أزمة شح إمدادات الأسمدة الروسية، الذي هدد بأزمة غذاء على مستوى العالم.
والأربعاء، نقلت وكالة تاس للأنباء عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوله، إن بلاده مستعدة لزيادة صادراتها من الأسمدة.
وتضغط روسيا على الغرب لتخفيف عقوبات فرضها عليها وتقول إنها تعيق قدرة موسكو على شحن الأسمدة والمنتجات الزراعية لتصديرها حول العالم، وهو ما ترى موسكو إنه يفاقم من أزمة غذاء عالمية.
قوة روسيا في الأسمدة
بالأرقام، تمثل روسيا ما يقرب من 15% من صادرات الأسمدة في العالم؛ ما يعني أن فرضية منع هذه الصادرات من شأنه أن يحرم العالم من محاصيل زراعية حول العالم، وبالتالي التهديد بأزمة إمدادات للغذاء.
ولطالما حذر مسؤولو الأمم المتحدة وخبراء آخرون، من أن القيود المفروضة على الأسمدة الروسية سترفع الأسعار أكثر وتستنفد الإمدادات الغذائية.
وما زالت أزمة الأسمدة تهدد بمزيد من الحد من الإمدادات الغذائية في جميع أنحاء العالم، والتي تقيدها بالفعل تعطل شحنات الحبوب المهمة من أوكرانيا وروسيا.
ويثير فقدان تلك الإمدادات ذات الأسعار المعقولة من القمح والشعير والحبوب الأخرى احتمالات نقص الغذاء وعدم الاستقرار السياسي في الشرق الأوسط وأفريقيا وبعض الدول الآسيوية حيث يعتمد الملايين على الخبز المدعوم والمعكرونة الرخيصة.
روسيا هي المصدر الأول في العالم للأسمدة النيتروجينية
وتقول الأمم المتحدة إن روسيا هي المصدر الأول في العالم للأسمدة النيتروجينية والمرتبة الثانية في إنتاج أسمدة الفوسفور والبوتاسيوم. وحليفتها بيلاروسيا، التي تتعامل أيضا مع العقوبات الغربية، هي منتج رئيسي آخر للأسمدة.
تعتمد العديد من البلدان النامية - بما في ذلك منغوليا وهندوراس والكاميرون وغانا والسنغال والمكسيك وغواتيمالا - على روسيا في ما لا يقل عن خمس وارداتها.
كما أدى الصراع إلى ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي الباهظة بالفعل، والتي تستخدم في صناعة الأسمدة النيتروجينية؛ والنتيجة أن أسعار الطاقة الأوروبية مرتفعة للغاية لدرجة أن بعض شركات الأسمدة "أغلقت أعمالها وتوقفت عن تشغيل مصانعها.
ارتفاع أسعار الأسمدة في الصين
وفي الصين، ارتفع سعر البوتاس -الملح الغني بالبوتاسيوم المستخدم كسماد- بنسبة 86% خلال الربع الثالث 2022 عن العام السابق؛ وارتفعت أسعار الأسمدة النيتروجينية بنسبة 39%، كما ارتفعت أسعار الأسمدة الفوسفورية بنسبة 1%.
تمثل روسيا 15% من التجارة العالمية في الأسمدة النيتروجينية و17% من صادرات أسمدة البوتاس العالمية. وتمثل بيلاروسيا حليف روسيا والتي تستهدفها بالفعل بعض العقوبات الدولية، 16% إضافية من حصة السوق العالمية من صادرات البوتاس.
في نهاية المطاف، فإن الاقتصادين الروسي والبيلاروسي يؤثران على صادرات الأغذية والأسمدة بشكل معقد من خلال عدة عوامل.
الأول هو نقص بيانات التصدير: توقف كلا البلدين عن إبلاغ بيانات التجارة إلى الأمم المتحدة وشركاء البيانات الآخرين بعد فترة وجيزة من الحرب في فبراير.
ثانيا، بالنسبة لجميع السلع التي تم النظر فيها، كانت الأسعار في ارتفاع منذ عام 2021، مما أدى إلى انخفاض الطلب العالمي؛ وبالتالي من المتوقع حدوث مزيد من الانخفاض في صادرات روسيا وبيلاروسيا.
كما انخفضت واردات الأسمدة من روسيا مقارنة بمستويات 2021 بين يناير وأغسطس 2022، إذ انخفضت واردات البوتاس واليوريا بنسبة 16.5% و 22.8% على التوالي.
وحدثت أهم الانخفاضات في واردات الأمونيا اللامائية من روسيا (بانخفاض 63%) وواردات البوتاس من بيلاروسيا (انخفاض بنسبة 50%).
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA== جزيرة ام اند امز