الهجمات الإرهابية على يد عناصر شرطة "لا يمكن منعها"
خبراء أمنيون يؤكدون أن الهجمات والاغتيالات التي ينفذها عناصر شرطة أو جيش، على غرار مقتل السفير الروسي بأنقرة، "لا يوجد وسيلة لمنعها".
تشكل الاعتداءات التي ينفذها عسكريون أو شرطيون يصوّبون سلاحهم ضد الشخصيات العامة التي هم مكلفون بحمايتها، معضلة لأجهزة الامن التي لا تملك عمليا أي وسيلة لتدارك وقوعها، بحسب ما أوضح خبراء.
وأظهر الشرطي التركي مولود ميرت ألتينتاس (22 عاما) شارته، مساء الاثنين، للدخول بسلاحه إلى قاعة المعارض بأنقرة، حيث اغتال السفير الروسي في تركيا أندريه كارلوف أثناء إلقائه كلمة.
وكان وجود ألتينتاس في هذا المعرض طبيعيا، بل حتى مطمئنا بنظر عناصر قوات الأمن التركية الآخرين وحراس السفير الروسي.
ويظهر المهاجم في الصور هادئا مركزا وهو يرتدي بدلة سوداء وربطة عنق واقفا مثلما يفعل عناصر الحراسة، على مسافة أمتار قليلة خلف السفير، قبل أن يشهر مسدسه فجأة ويطلق النار عليه في ظهره.
وقال قائد سابق لجهاز استخبارات فرنسي، لوكالة فرانس برس، طالبا عدم كشف اسمه، "المسألة بسيطة في مواجهة حالة كهذه، لا يمكننا القيام بشيء. لا يمكن إطلاقا تدارك الأمر. نقطة على السطر".
وأوضح: "حين يكون العنصر بقرب شخصية جندي، يرتدي بزته العسكرية ويحمل سلاحا، فإن الحراس الشخصيين لا يحبذون ذلك، يلزمون عادة الريبة ويراقبون" الجنود.
وتابع "لكن شرطيا وسط الحراس الشخصيين لا يثير الشبهات. يجب رؤية معايير اختيار عناصر الحماية المقربة للشخصيات، مثل الجهاز السري في الولايات المتحدة، في الدول الغربية الأخرى، وبالتأكيد في تركيا أيضا. يتم اختيارهم بعناية فائقة، ويجب أن يكونوا مستقرين نفسيا للغاية. لا يثيرون ريبة أحد".
وتصف عناصر التحقيق الأوّلية الشرطي قاتل السفير الروسي، بأنه شاب تبِع مسلكا تقليديا، فهو متحدر من محافظة آيدين بغرب تركيا، متخرج من كلية الشرطة في أزمير، وألحق منذ أكثر من عامين بقوات شرطة مكافحة الشغب في أنقرة، وكان عضوا في الفريق الأمني المكلف بحماية الرئيس أردوغان 8 مرات منذ محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو/تموز.
وتعرضت القوات المسلحة الغربية ولا سيما الأمريكية لعشرات الهجمات من هذا النوع في أفغانستان. ففي 5 أغسطس/آب 2014، قتل الجنرال الأمريكي هارولد جرين برصاصة من بندقية "إم-16" أطلقها عليه عن كثب جندي أفغاني داخل حرم الجامعة الوطنية للدفاع في كابول، فكان أعلى عسكري أمريكي رتبة يقتل في الخارج منذ حرب فيتنام.
وبالرغم من تدابير الحماية الصارمة، وإنشاء قوة حراسة مكلفة بمراقبة الشرطيين والجنود من القوات الصديقة داخل القواعد العسكرية، ما زال هذا النوع من الحوادث يقع ولو أنه بات نادرا منذ سحب القوات المقاتلة من العراق وأفغانستان.
وقال القائد السابق لجهاز استخبارات إنه "بالنسبة للجنود كما للشرطيين، فإن دور القادة يكمن في مراقبة رجالهم على أمل رصد أي مؤشرات تنذر بانتقالهم إلى التحرك".
وختم قائلا: "هنا تظهر أهمية منحى العلاقات الإنسانية لدى القيادة. ما أن يبدل أحد الأفراد سلوكه، ولو بصورة طفيفة، ينبغي لزوم الحذر. لكن ليس هناك ما يمكن أن يمنعه من فعل ما قام به هذا الشرطي التركي عندما يحين أوانه. هذا أمر لا يمكن تداركه".
aXA6IDEzLjU5LjIzNC4xODIg جزيرة ام اند امز