سباق الكرملين.. «العين الإخبارية» ترصد المزاج الانتخابي في الشارع الروسي
يضبط الروس عقارب ساعاتهم على ثامن انتخابات رئاسية، في اقتراع يمثل تحديا للقيصر وإن كان هو الأوفر حظا.
"العين الإخبارية" وعشية الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها أربعة مرشحين بينهم الرئيس فلاديمير بوتين (71 عاما) ، استطلعت رأي الشارع الروسي، وبوصلة مزاجه في هذا السباق.
والمرشحون الثلاثة هم: نيكولاي خاريتونوف (75 عاما) من الحزب الشيوعي الذي سبق له أن خاض الانتخابات ضد بوتين في عام 2004، وحصل على المركز الثاني بفارق كبير عن القيصر.
إضافة إلى ليونيد سلوتسكي، زعيم الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي، وهو الحزب الذي كان يقوده في السابق الزعيم القومي المتطرف فلاديمير جيرينوفسكي، الذي توفي عام 2022.
وسلوتسكي (56 عاما) أيضا هو رئيس كتلة الحزب ورئيس لجنة العلاقات الدولية في الدوما، ويحمل درجة الدكتوراه في الاقتصاد، وهو يترأس أيضا مجلس إدارة "مؤسسة السلام الروسية"، بحسب موقعه الإلكتروني.
أما المرشح الثالث فهو فلاديسلاف دافانكوف، نائب رئيس مجلس الدوما (مجلس النواب في البرلمان)، وعضو حزب "الناس الجدد".
وفي شوارع العاصمة موسكو التي توقفت فيها الحملات الإعلامية للمرشحين، التقت آراء المواطنين الروس عند مرحلة مفصلية تستشرف مستقبل البلاد.
"عُرس" انتخابي
تقول المتقاعدة ناتاليا ميخايلوفنا: "بالتأكيد سأشارك أنا وعائلتي في هذه الانتخابات، كون هذه الممارسة الديمقراطية هي بالنسبة لنا كعرس انتخابي يدعى إليه جميع أفراد العائلة للتصويت".
وبالنسبة لنتاليا، تمثل الانتخابات "تقليدا اكتسبناه منذ الصغر، ونحاول نقل هذا التقليد إلى أحفادنا، كي يشعروا بهذه المسؤولية من الآن، وزرع روح الوطنية فيهم ، بغض النظر لمن سيكون التصويت".
وعن مرشحها المفضل في انتخابات الجمعة، اختارت ناتاليا، الرئيس فلاديمير بوتين، قائلة: "بالتأكيد سنصوت له لأنه رجل وطني ويحب بلده، وجلوسه كل هذه الفترة الطويلة في منصبه، كان بإرادة شعبية".
واستطردت: "بوتين بات يمتلك خبرة كبيرة في إدارة شؤون البلاد الداخلية والخارجية ، وجميعنا يتذكر كيف كان حال البلاد في الفترة السابقة ، وكيف كان يعيش الشعب الروسي الحرمان والفقر ، وما إن تسلم القيادة في الألفية الثانية، تغير حال البلاد، وازدهرت كل المجالات الحياتية والصحية والتعليمية".
بوتين يخطف قلوب الروس
أندريه سوفاليوف، الموظف في أحد البنوك الروسية، هو الآخر أعرب عن إعجابه الكبير بالرئيس بوتين، وجهوده لبناء البلاد والسير بها إلى بر الأمان.
وقال سوفاليوف، لـ"العين الإخبارية": "أنا أعيش مرحلة ذهبية في حياتي، في طفولتي كنت محروما حتى من أبسط مقومات العيش".
واستدرك: "لكنني تمكنت في هذه الفترة من الدراسة في أحسن الجامعات والتخرج فيها، والعمل في مكان جيد يسمح لي بالسفر كل عام للراحة والاستجمام، ومثل هذه الأمور كان آباؤنا محرومين منها".
ورغم أن سوفاليوف يكّن الاحترام لبقية المترشحين، فإنه ما زال يفضل بوتين على أي أحد آخر، فهو بنظره "يبقى الأحق بالفوز ، لأن خططه خلال السنوات الماضية وكذلك المستقبلية، كلها تصب في مصلحة المواطن ، ومواكبة التطورات العالمية، يرافقها تطوير في المجالات المختلفة، لتكون مواكبة للتطور العالمي سواء في التعليم أو الصحة أو الرياضة أو الثقافة".
المزاج نفسه ولكن المخاوف حاضرة
وفيما بدا أن المزاج الانتخابي هو نفسه لدى المواطن الروسي، عبّرت تايتيانا الكسندروفنا، هي الأخرى عن اختياراتها في الاقتراع الرئاسي، والذي لم يخرج عن سابقيها.
وقالت تايتيانا ألكسندروفنا، موظفة: "بالتأكيد سأرشح الرئيس بوتين، باعتباره راعي الشباب وطموحاتهم، ففي ظل قيادته تمكن الشباب من تحقيق معظم طموحاتهم في الإبداع، من خلال فتح المراكز العلمية والرياضية، وتقديم كل المستلزمات التي تسهم في تطوير إبداعاتهم وتبني طموحاتهم".
وتابعت "بالفعل فقد حقق الشباب الروسي طفرات نوعية في الابتكارات والاختراعات العلمية، وكذلك في المحافل الرياضة".
لم تخف ألكسندروفنا، مخاوفها ممن وصفتهم بأنهم "يتربصون" لروسيا، و"يحاولون النيل من وحدة هذا الشعب العظيم".
إلا أنها تؤكد أن هؤلاء "فشلوا بسبب ذلك التلاحم القوي بين الشعب وقيادته".
وأضافت في هذا السياق "إننا جميعا نقف خلف الرئيس بوتين، لأنه اليوم هو أمل الأمة الروسية ، أكثر من أي وقت مضى، ونتمنى له الفوز سواء في الانتخابات أو بتحقيق النصر على أعداء بلدنا".
التفاف حول "صانع" أمجاد روسيا
ويُقر الموظف سيرغي نيمتسوف، بالمرحلة الصعبة التي تمر بها روسيا، والتي أكد أنها تتطلب من الجميع "الالتفاف حول القيادة، والتلاحم خلفها ودعمها".
ورأى أن المشاركة في الانتخابات هي "واجب وطني يقع على عاتق كل مواطن، لانتخاب من يراه مناسبا لقيادة البلاد خلال الفترة المقبلة".
وفي هذا السياق، أعرب عن اعتقاده بأن الرئيس فلاديمير بوتين "هو رجل المرحلة المقبلة، سواء في البناء أو قيادة البلاد إلى بر الأمان".
وهذه هي المرة الثانية التي سيشارك فيها سيرغي نيمتسوف، في الانتخابات.
وفي المرة الأولى انتخب بوتين، وهو ما سيفعله في الانتخابات المقررة بعد غد الجمعة، واصفا إياه بأنه "قائد حكيم، ومتفهم لهموم شعبه، ويحاول إعادة أمجاد روسيا وعظمتها، بثقافتها وعلومها، وقوتها العسكرية التي هي بالأساس بنيت للدفاع عن البلاد ومصالحها القومية".
وختم حديثه "نحن بلد السلام، ونحب السلام في العالم، لا نعتدي على أحد، ولكن لا نرضى بالاعتداء على بلدنا، وزرع الفتن والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد بطوائفه وقومياته التي يعيشون عليها منذ مئات السنين" .
وتأتي هذه الانتخابات التي ستجرى على مدى ثلاثة أيام، وقد تمنح بوتين ولاية جديدة من ستة أعوام، بعد نحو سنتين على الحرب التي شنتها بلاده في أوكرانيا.
aXA6IDMuMTQ1LjEwOS4xNDQg
جزيرة ام اند امز