"نوريلسك" الروسية.. مملكة المعادن النادرة وعاصمة التلوث العالمية
تم بناء نوريلسك كمستعمرة للموارد الطبيعية، واليوم تعد المدينة عاصمة إنتاج المعادن النادرة وتتجه إلى زيادة الإنتاج لبيع المعادن.
تتربع مدينة "نوريلسك" الروسية الواقعة شمال البلاد، على بحر من المعادن الثمينة، لذا فإن العاملين فيها واثقون من أن أي عقوبات غربية لن تطولها.
ويحاول الغرب تفادي فرض العقوبات على الشركات الروسية الموردة للسلع المهمة لصناعاتها، بداية من النفط والغاز، وحتى السلع الأساسية مثل المعادن.
وتسيطر شركة نوريلسك نيكل MMC Norilsk Nickel PJSC الروسية على إنتاج جزء كبير من معدنين ضروريين لعمليات التحول الأخضر، وإنتاج رقائق الكمبيوتر وصناعة الصلب.
قامت شركة صهر بتسميم الأنهار وقتل الغابات ونثر ثاني أكسيد الكبريت أكثر من البراكين النشطة. الآن تريد إنتاج المزيد من المعادن من أجل "الاقتصاد الأخضر".
تاريخ مدينة "نوريلسك" الروسية
تم بناء نوريلسك كمستعمرة للموارد الطبيعية، واليوم تعتبر المدينة عاصمة إنتاج المعادن النادرة وتتجه إلى زيادة الإنتاج لبيع المعادن اللازمة لبطاريات السيارات الكهربائية واقتصاد الطاقة النظيفة.
هناك تعمل شركة "نوريلسك نيكل"، وهي والمنتج الرائد عالميًا لنيكل الفئة 1 عالي النقاء، الذي يبحث عنه قادة صناعة السيارات الكهربائية مثل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك.
تتوافق طموحات الشركة الروسي مع طموحات الرئيس فلاديمير بوتين، لتحقيق تنمية أكبر في أقصى الشمال، وهو ما يؤكد أنه يمكن تحقيقه على نحو مستدام.
لكن "شركة نوريلسك نيكل" قوضت رؤية البلاد الخاصة للمستقبل من خلال إفساد بيئة لا تقدر بثمن، مع تداعيات على الكوكب بأسره. حيث أدى التلوث الذي تحدثه الشركة، إلى نحت منظر طبيعي قاحل من الأشجار الميتة والمحتضرة.
المدينة اليوم، هي واحدة من أكبر أحواض الكربون في العالم؛ إذ تحولت مياه الصرف الصحي في الأنهار الجليدية إلى اللون الأحمر؛ حيث مداخنها تتسبب في أسوأ تلوث بثاني أكسيد الكبريت في العالم.
انفجار خطير
وفي العام الماضي، انفجر خزان كان قد تآكل وأطلق 6.5 مليون جالون من وقود الديزل في المياه؛ وكان ذلك أكبر تسرب نفطي في تاريخ القطب الشمالي.
على الرغم من أن شركة "نوريلسك نيكل" تؤكد أنه لم يصل وقود الديزل إلى المحيط المتجمد الشمالي، إلا أن وكالة علوم مصايد الأسماك التابعة للحكومة الروسية قالت إن اختباراتها أظهرت أن التلوث قد وصل إلى هذا الحد.
في سبتمبر ، وافق نوريلسك نيكل على التفاوض لتسوية دعوى قضائية بقيمة 800 مليون دولار رفعتها وكالة مصايد الأسماك الفيدرالية، المعروفة باسم Rosrybolovstvo، ضد الشركة بسبب الأضرار التي لحقت بالموارد المائية في المنطقة.
وتؤكد الشركة أنها قادرة على إعادة تأهيل بيئتها؛ إذ كانت قد دفعت غرامة قدرها 2 مليار دولار عن تسرب الديزل العام الماضي، وهي أكبر عقوبة بيئية في تاريخ البلاد، وتعهدت بإنفاق أكثر من 5 مليارات دولار على كل من مكافحة التلوث والإنعاش الاقتصادي والاجتماعي.
وتعد شركة التعدين مسؤولة عن حوالي 5% من الإنتاج العالمي السنوي للنيكل، وهو مكون رئيسي لصناعة بطاريات السيارات الكهربائية، وحوالي 40% من البلاديوم الذي يستخدم في المحولات وأشباه الموصلات.
aXA6IDE4LjE5MS4xMjkuMjQxIA== جزيرة ام اند امز