كيف تتأثر كرة القدم في حالة قيام الحرب العالمية الثالثة؟
كرة القدم هي الرياضة الشعبية الأولى على مستوى العالم دون منازع، وبوضعها المميز بين الرياضات، فهي تتأثر كثيرًا في حالة حدوث أي كارثة من حربٍ أو جائحة أو ما شابه.
استيقظ العالم فجر يوم الخميس 24 فبراير/ شباط 2022، على حدث قد يتسبب في نشوب الحرب العالمية الثالثة، وهو الهجوم الروسي على أوكرانيا.
قد يتساءل البعض ما إذا كان هذا الحدث سيتسبب في حرب عالمية، لكن التاريخ يخبرنا بأن أكبر الحروب قامت لأسبابٍ أصغر من ذلك.
تسببت جريمة اغتيال في الحرب العالمية الأولى، فيما كانت أوروبا شرارة اشتعال الحرب العالمية الثانية، بعد تحرك الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر للاستيلاء على ممر دانزيج، والذي أدخل فرنسا وإنجلترا في الحرب رغم اجتياحه النمسا وتشيكوسلاوفاكيا قبل ذلك.
الوضع مشابه الآن، فقد يتسبب نزاع روسيا وأوكرانيا الجاري حاليًا في الحرب العالمية الثالثة، لكن كيف تتأثر كرة القدم بذلك؟ نحاول الوصول لإجابة في الأسطر التالية.
ما هو سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا؟
علينا الإبحار كثيرًا في التاريخ لمعرفة سبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا، فقد كانت الشرارة الأولى قبيل سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث كان الأوكرانيون هم أحد أسباب السقوط بجانب بيلاروسيا وروسيا نفسها.
أنهكت الحرب العالمية الثانية والحرب الباردة السوفيت، فقرر آخر رئيس للاتحاد السوفيتي ميخائيل جورباتشوف تفكيكه مع الاحتفاظ بنفوذ موسكو في بعض الدول التي نالت استقلالها، وذلك عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة "جي يو إس"..
مرت فترة التسعينات دون توترات وشهدت اعتراف روسيا بحدود أوكرانيا بما فيها جزيرة القرم، وبدأت الخلافات في عام 2003، عندما قرر بوتين بناء سد في مضيق كريتش باتجاه جزيرة كوسا توسلا الأوكرانية، وهو ما اعتبره الأوكرانيون محاولة لإعادة ترسيم الحدود.
بدأ الروس في التدخل كثيرًا في الشأن الأوكراني، ودعموا المرشح المقرب منهم في انتخابات الرئاسة 2004، لكن حدث ما أسمي بالثورة البرتقالية وخسر، فقامت موسكو بقطع الغاز مرتين عن أوكرانيا في 2006 و2009.
تحركت الولايات المتحدة الأمريكية في 2008 واقترحت انضمام جورجيا وأوكرانيا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وهو التحرك الذي أجج الأزمة الروسية الأوكرانية.
كان التحرك العسكري الأول في 2014، عندما ضمت روسيا جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا، ولم يكن هذا التحرك الوحيد، فقد قامت قوات شبه عسكرية روسية بحشد في منطقة الدونباس في الشرق.
وبرعاية روسية، قامت جمهوريتان شعبيتان في الشرق، هما دونيتسك ولوهانسك ومن المفارقة أن رؤسائهما كانا من روسيا، لكن لم تستمرا طويلاً، وسرعان ما قضت الحكومة الأوكرانية عليهما.
تحولت الجمهوريتان إلى حركات انفصالية مدعمة بالطبع من روسيا، وتم الإعلان عن نشأتهما من جديد في الأيام الأخيرة مع نشوب الأزمة.
كان إعلان الانفصال الثاني من أسباب الحرب بين روسيا وأوكرانيا الحالية، لكن السبب الرئيسي لها والذي تحدث عنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر/كانون الأول 2021، هو تقرب كييف من المعسكر الغربي بالحصول على معونات ومساعدات، كذلك رغبتها في الانضمام لحلف الناتو.
هل تتحول الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة؟
بالنظر لخارطة التحالفات في العالم، وللأحداث المتسارعة في الساعات الأخيرة، فقد تتحول الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة.
هناك معسكران رئيسيان في العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، هما المعسكر الشرقي ونظيره الغربي.
يضم المعسكر الشرقي روسيا والصين وإيران كأبرز الدول المتواجدة، بينما ترأس المعسكر الغربي الولايات المتحدة الأمريكية، وفرنسا وألمانيا وإنجلترا.
العداء كبير بين الطرفين، وقد جاءت ردود الأفعال بعد بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا حادة بشكلٍ كبير على الروس، ودعت العديد من المنظمات وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي لعزل موسكو.
هناك تطور آخر قد يحول الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب عالمية ثالثة، وهو اختراق السفن الحربية الصينية لحدود تايوان، والقريبة هي الأخرى من المعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة.
حتى الآن لم تعلن أي دولة أو منظمة دولية نيتها التدخل العسكري، لكن في حالة تطوير الهجوم الروسي أو الصيني بشكلٍ أكبر قد يضطر حلف الناتو ومن خلفه الاتحاد الأوروبي للتدخل، وهنا يمكننا القول أن الحرب العالمية الثالثة قد اندلعت بالفعل.
كيف تتأثر كرة القدم في حالة قيام الحرب العالمية الثالثة؟
قد نكون قد ابتعدنا عن إجابة هذا السؤال، لكن كان يجب النظر على الأوضاع قبل محاولة تنبؤ ما قد يحدث.
المستقبل دائمًا هو مرآة التاريخ، وهنا علينا العودة لما يقرب من قرن لمحاولة الإجابة، وتحديدًا إلى الحرب العالمية الثانية التي كان لها تأثير على الساحرة المستديرة.
من المعلوم أن الجيوش ترتكز في قوتها على نقطة قوة كرة القدم وهي الشباب وليس الأطفال أو الشيوخ، وهو ما يمثل ضربة للساحرة المستديرة والرياضة بشكل عام، في حالة نشوب أي حرب.
كان هذا ما حدث مع بداية الحرب العالمية الثانية، وقتها تم تجميد الدوريات في معظم البلاد المشاركة، وأصدرت الجيوش استدعاءات للشباب، وتحول العديد من لاعبي كرة القدم إلى محاربين.
تسببت الحرب في ذلك الحين في إلغاء كأس العالم 1942 و1946، وكان ذلك نفس مصير أولمبياد طوكيو 1940 التي تحولت لهلسنكي قبل إلغائها بجانب أولمبياد لندن 1944.
كان طرفا الصراع الرئيسيان في الحرب العالمية الثانية هما إنجلترا وألمانيا، ومع دخول بريطانيا للحرب تم إلغاء جميع دوريات المحترفين، وتحولت أندية الدرجة الأعلى لبطولات أقاليم، واستحدثت بطولة أسمتها كأس الحرب.
الألمان لم يوقفوا كرة القدم، لكنهم أرغموا على ذلك مع نهاية الحرب، وتوقفت الدوريات الألمانية أعوام 1945 و1946 و1947.
أما الدوري الإيطالي فقد توقف عامي 1943 و1944، واستبدل ببطولة عرفت في ذلك الوقت بمسابقة ألتا الإيطالية، ونالت الاعتراف من الاتحاد الوطني في 2002.
لم تشارك إسبانيا في الحرب العالمية الثانية، لكن الدوري الإسباني كان متوقفًا بالفعل قبلها بـ3 سنوات، بسبب الحرب الأهلية.
مما سبق يمكننا القول إن الحرب العالمية الثالثة ستتسبب في قتل كرة القدم بشكلها الحالي، أو على أفضل تقدير توقفها لسنواتٍ حتى تضع الحرب أوزارها.
وخلال تلك الفترة، قد يقع ما حدث في الحرب العالمية الثانية، وهو اقتصار كرة القدم على الوديات من مبارياتٍ وبطولات، وسيتم تأجيل أو إلغاء جميع البطولات الرسمية القارية والعالمية وبعض البطولات المحلية.
بالتأكيد لا يرغب أحد في نشوب الحرب العالمية الثالثة، ليس فقط لاستمرار متعة الساحرة المستديرة، بل حفاظًا على ملايين الأرواح التي قد تُحصد جراء ذلك.
لكن، ماذا تحمل لنا الأيام المقبلة؟ علينا الانتظار لمعرفة الإجابة.
aXA6IDMuMTM5LjIzOS4xNTcg
جزيرة ام اند امز