"تأثير ترامب" و"روسيا بلا بوتين".. سيناريوهات مفتوحة لحرب أوكرانيا
حاول تحليل في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، الإجابة على تساؤل بشأن نهاية حرب الاستنزاف بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت المجلة إن موسكو قد تنجح رغم الصعوبات في تغيير الأوضاع لصالحها وتحقيق هدفها الأصلي المتمثل في إجبار أوكرانيا على الاستسلام أو سقوط الحكومة الأوكرانية.
وربما تنجح القوات الأوكرانية المدعومة من الغرب، في دفع الروس إلى الخروج من معظم الأراضي التي استولوا عليها في السابق.
لكن الحروب لا تنتهي بالضرورة بهزيمة أحد الجانبين عسكريًا، هناك طرق أخرى يمكن أن تنتهي بها حروب الاستنزاف، مثل الانهيار الداخلي بسبب مقتضيات الحرب، كما حدث في ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولى، أو عدم قدرة أي من الطرفين على الانتصار على الآخر بعد سنوات من القتال.
كما من الممكن أن يبدي كلا من الطرفين استعدادا لقبول وقف إطلاق النار بسبب التكاليف الباهظة غير المقبولة للحرب الدائرة (كما حدث في الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988).
وإذا لم يستطع أي من روسيا أو أوكرانيا، كما يبدو مرجحا، أن ينتصر عسكريا على الآخر في أي وقت قريب، فستستمر الحرب بينهما حتى ينهار أحد الطرفين أو يتخلى كل منهما عن محاولته لهزيمة الآخر.
وتساءلت المجلة أيضا "كيف يمكن أن تستمر حرب استنزاف بين روسيا وأوكرانيا؟ ما هي نقاط القوة والضعف لدى كل طرف في صراع طويل الأمد والتي تجعله أكثر عرضة لتجنب أن يكون الخاسر، حتى لو لم يستطع الانتصار كفائز؟".
وأجابت التقرير "كما رأينا، أظهر الأوكرانيون استعدادا للقتال بشراسة دفاعا عن وطنهم، إذ استفادت القوات الأوكرانية من المساعدات العسكرية الغربية التي مكنتها من وقف تقدم القوات الروسية".
وفي المقابل، لا تزال روسيا تمتلك ترسانة كبيرة من الأسلحة، كما أنه من غير المحتمل أن تتم الإطاحة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إذ لا يزال الكثير من الجمهور الروسي يدعمه ويؤيد حرب أوكرانيا.
وتابع "كلما طال أمد الحرب قد يواجه بوتين خيارا صعبا بين الشروع في تعبئة واسعة، أو اختيار عدم القيام بذلك، ما يجعله غير قادر على شن حرب شاملة".
وأضاف "في حرب الاستنزاف يشكل صمود أحد الأطراف لفترة أطول من الآخر أمرا أكثر أهمية. وبالنسبة لأوكرانيا فإن أكبر علامة استفهام هي ما إذا كان الغرب سيستمر في دعمها وإلى متى؟".
ومضى موضحا "كما أدت كل من العقوبات الغربية وخفض روسيا لإمدادات الغاز إلى أوروبا لارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير مما أثر سلبًا على الجماهير الأوروبية".
التقرير قال أيضا: "وفي حال تفاقمت الأوضاع الاقتصادية فقد ينتخب الأوروبيون أحزابا سياسية تصر على التعامل مع روسيا. ولا يتوقع أيضا أن تستمر المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بدون بعض التعاون الأوروبي على الأقل".
وفي حال انخفضت المساعدات الأمريكية لأوكرانيا بشكل حاد أو توقفت، فلا يتوقع أن تدعم أوروبا بمفردها أوكرانيا في حربها ضد روسيا"، وفق التقرير ذاته.
ويأمل بوتين أنه إذا تمكنت القوات الروسية من الصمود في أوكرانيا حتى عام 2024، فإن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، الذي يشتهر بتعاطفه مع بوتين ومعاداة لزيلينسكي، قد يؤدي إلى تراجع أو إنهاء الدعم الأمريكي لأوكرانيا وهكذا تتمكن موسكو من الانتصار على كييف.
لكن هناك شكوكا حول إمكانية عودة ترامب إلى البيت الأبيض، ناهيك عن أن بوتين قد لا يتمكن من الصمود لفترة كافية لحين عودة ترامب؛ فقد تؤدي الخسائر الروسية المستمرة في أوكرانيا والصعوبات الاقتصادية التي يتعرض لها الروس بشكل عام إلى تنامي المعارضة داخل المجتمع الروسي.
ووفق هذا السيناريو، ستكون المعارضة داخل القوات المسلحة الروسية هي الأكثر خطورة بالنسبة لبوتين. وإذا حدث هذا، فقد يضطر بوتين إلى إعادة نشر القوات بعيدًا عن أوكرانيا والعودة إلى روسيا لمجرد البقاء في السلطة.
وإذا سقط بوتين نتيجة عزله أو عجزه أو موته، فهناك احتمال أنه حتى البديل الذي اختاره (ناهيك عن غيره) قد يوقف الحرب في أوكرانيا لمنع الانهيار الاقتصادي الروسي الذي حدث.
من الممكن، إذن، تخيل سيناريو لن تتمكن فيه روسيا أو أوكرانيا من مواصلة الحرب ضد الأخرى.
وبذلك تظهر معضلة الحرب في أوكرانيا، فهي مواجهة مفتوحة على سيناريوهات مركبة ولا تعتمد فقط على طرفي الحرب المباشرين، بل أيضا على داعميهما وشكل النظام الدولي والوضع الاقتصادي العالمي، ما يصعب عملية التنبؤ بمستقبلها.
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuMTUzIA==
جزيرة ام اند امز