أوكرانيا تحت المجهر.. دعم أوروبي واتهامات روسية والنووي خطر لا يغيب
بعد أيام من دخول العملية العسكرية الروسية شهرها السابع، عادت أزمة أوكرانيا لتتصدر جدول أعمال الغربيين خاصة مع التخوفات من أضرار نووية.
فبين زيارة بعثة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمحطة زابوريجيا النووية مرورًا بإعلان ألمانيا عن عقد مؤتمر في برلين لإعادة إعمار أوكرانيا إلى اتهام روسيا مواطنًا أوكرانيا في اغتيال الصحفية داريا دوغينا ابنة المفكر الروسي ألكسندر دوغينا، تصدرت الأنباء الواردة من وحول أوكرانيا اتهامات القادة.
وفد الوكالة الذرية
وأرسلت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة اليوم الإثنين بعثة من المفتشين إلى المحطة الخاضعة للسيطرة الروسية منذ مارس/آذار الماضي.
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي صباح الإثنين أنه في طريقه إلى محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا التي تعرضت لضربات في الأسابيع الأخيرة، مما أثار مخاوف من وقوع حادث نووي كبير.
وقال كوليبا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون: "نتوقع من البعثة إعلانات واضحة بشأن وقائع انتهاك كل بروتوكولات السلامة النووية".
وكرر نداء كييف بأن يغادر الجيش الروسي الموقع، متّهمًا موسكو بـ"تعريض أوكرانيا والعالم بأسره إلى خطر حصول حادث نووي".
وبحسب غروسي، فإن فريق الوكالة سيصل إلى الموقع "في وقت لاحق خلال الأسبوع الحالي"، فيما طالبت دول مجموعة السبع الاثنين بضمان دخول فريق الوكالة الدولية للطاقة الذرية "بحرية تامة" إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، مشيرة إلى أنها "قلقة للغاية" حيال مخاطر حصول حادث نووي في المحطة.
المهمة الأصعب
يأتي ذلك، فيما قال وزير الخارجية الأوكراني وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الإثنين، أن المهمة التي تبدأها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في محطة زابوريجيا للطاقة النووية هي "الأصعب في تاريخ" الوكالة بسبب المعارك التي تدور على مقربة من الموقع.
وقال كوليبا أثناء زيارة إلى ستوكهولم، إن "هذه المهمة ستكون الأصعب في تاريخ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب النشاط القتالي الذي تقوم به روسيا على الأرض، وأيضًا بسبب الطريقة السافرة التي تحاول روسيا من خلالها إضفاء شرعية على وجودها" في المكان.
وردت روسيا على الاتهامات الأوكرانية داعية المجتمع الدولي للضغط على أوكرانيا من أجل خفض التوتر العسكري عند محطة زابوريجيا النووية.
اتهامات روسية
واتهم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف كييف بتعريض أوروبا بأكملها للخطر، مشيرًا إلى أن موسكو لا تتحدث عن احتمال إنشاء منطقة منزوعة السلاح عند المحطة، وهو أمر حثتها الولايات المتحدة على تنفيذه.
وقال ميخائيل أوليانوف الممثل الدائم لروسيا لدى المنظمات الدولية في فيينا، إن بلاده ترحب بزيارة بعثة الوكالة الدولية للطاقة الذرية المرتقبة إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية، مشيرًا إلى أن بلاده قدمت مساهمة كبيرة في هذه الزيارة التي قالت وكالة الطاقة إنها ستتم هذا الأسبوع.
ولم يقتصر الرد الروسي على نفي الاتهامات والمطالبة بالضغط على أوكرانيا، بل إن موسكو أكدت أن قواتها أسقطت طائرة مُسيرة أوكرانية كانت تحاول مهاجمة محطة زابوريجيا النووية.
وأضافت الوزارة أن قوات روسية متمركزة على سطح أحد مباني المحطة أسقطت الطائرة أمس الأحد، مشيرة إلى عدم وقوع أضرار جسيمة وإلى أن مستويات الإشعاع طبيعية.
دعم أوروبي
ومن الجدل حول محطة زابوريجيا النووية، إلى دعم برلين والذي أبداه المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الإثنين، قائلا إن بلاده ستواصل دعمها دفاعا عن أوكرانيا لأطول فترة ، متعهدًا بإرسال أحدث الأسلحة إلى كييف في الأسابيع المقبلة.
وأضاف شولتس خلال زيارته للعاصمة التشيكية أنه بخلاف إرسال أنظمة دفاع جوي متقدمة وأنظمة رادار وطائرات مُسيرة، فإنه بإمكان ألمانيا أن تتحمل مسؤولية خاصة فيما يتعلق ببناء قدرات المدفعية والدفاع الجوي الأوكرانية.
وأعلن المستشار الألماني أنه من المقرر عقد مؤتمر دولي من الخبراء لمناقشة إعادة إعمار أوكرانيا في 25 أكتوبر/تشرين الأول المقبل في برلين.
وتعهد شولتس، في الخطاب الذي ألقاه اليوم الاثنين في جامعة كارلوفا "تشارلز" في العاصمة التشيكية براغ، بدعم مستدام لأوكرانيا، قائلا: "سنبقي على هذا الدعم على نحو موثوق وطالما كان ضروريا... هذا ينطبق على عملية إعادة إعمار البلد المدمر التي ستستغرق أجيالا".
وأكد شولتس أن هذا يتطلب تنسيقا دوليا واستراتيجية ذكية ومرنة. وسيكون ذلك محور المؤتمر المقرر عقده في برلين، الذي دعا إليه شولتس مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين.
حادث دوغينا
وفي معركة بعيدة قليلا جغرافيًا عن الأراضي الأوكرانية إلا أنها لها صلة بما يحدث داخل كييف، اتهم جهاز الأمن الفيدرالي الروسي مشتبهًا به ثانٍ في مقتل داريا دوغينا.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي في بيان صادر عنه يوم الإثنين: "في سياق مزيد من التحقيق، ثبت أن عضوًا آخر في جماعة التخريب والإرهاب الأوكرانية، وهو مواطن أوكراني أعد في موسكو مقتل دوغينا".
ووفقًا لجهاز الأمن الفيدرالي، فإن المشتبه به الثاني قدم لوحات ترخيص ووثائق مزورة إلى المشتبه به الأول وساعد في تجميع عبوة ناسفة في مرآب مستأجر في جنوب غرب موسكو، والتي تم تفجيرها لاحقًا في السيارة التي كان تقودها دوغينا.
وقال جهاز الأمن الفيدرالي إن المشتبه به الثاني وصل إلى روسيا في 30 يوليو/تموز عبر إستونيا، مشيرًا إلى أنه غادر الأراضي الروسية في اليوم السابق لوفاة دوغينا في 20 أغسطس/آب الجاري.
aXA6IDE4LjExNy43NS41MyA= جزيرة ام اند امز