طالبان تتعهد لواشنطن بـ"عبور آمن" لمطار كابول
أعلنت واشنطن الثلاثاء، أن حركة طالبان وعدت بتأمين عبور آمن لآلاف المدنيين الساعين إلى بلوغ مطار كابول تمهيدا لمغادرة أفغانستان.
جاء ذلك عقب اتهامات أوروبية لطالبان بأنها تعرقل عمليات الإجلاء من مطار كابول عبر وصول الراغبين في مغادرة أفغانستان إلى المطار الدولي.
وقال مستشار الأمن القومي جايك سوليفان للصحفيين في البيت الأبيض: "طالبان أبلغتنا استعدادها لضمان عبور آمن للمدنيين إلى المطار، وسنحملهم مسؤولية هذا التعهد".
وأشار إلى أن واشنطن "تحاور" طالبان أيضا في شأن الجدول الزمني لعمليات إجلاء آلاف الأمريكيين والأفغان بواسطة طائرات أمريكية.
وأوضح سوليفان أيضا في إفادته أن الولايات المتحدة تعتقد أن عملية الإجلاء في كابول يمكن أن تستمر حتى 31 أغسطس/ آب الجاري.
وأقر مستشار الأمن القومي للرئيس الأمريكي بأن "كمية لا بأس بها" من المعدات العسكرية الأمريكية باتت في أيدي طالبان.
وقال سوليفان في مؤتمره صحفي ردا على سؤال عن المعدات العسكرية الأمريكية في أفغانستان، إن "كمية لا بأس بها وقعت في أيدي طالبان وليس لدينا انطباع بالتأكيد أنهم سيعيدونها إلينا".
ونشرت طالبان قبل يومين تسجيل فيديو يظهر مقاتليها يحتفلون حول مروحيات أمريكية من طراز "بلاك هوك" تابعة للجيش الأفغاني في مطار قندهار بجنوب البلاد.
وكما كشف سوليفان أن الرئيس بايدن لم يتحدث إلى أي من نظرائه الدوليين منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول في يد طالبان.
أوضح أنه ووزير الخارجية أنتوني بلينكن وعدد من كبار المسؤولين في الإدارة تواصلوا مع نظراء خارجيين على أساس دوري، كاشفا عن القيام بذلك في الأيام المقبلة أيضا.
وفي سياق الحديث عن عمليات الإجلاء ودور طالبان، قالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي اليوم إن التحدي الرئيسي في إجلاء الفرنسيين والموظفين الأفغان الذين عملوا مع السلطات الفرنسية من أفغانستان هو صعوبة الوصول إلى مطار كابول.
وأضافت بارلي للصحفيين قائلة: "الوضع في مطار كابول لا يزال فوضويا للغاية والوصول إلى المطار صعب جدا".
ولفتت إلى أن فرنسا تعتمد على الجيش الأمريكي في فرض الأمن بمطار كابول وأن رحلات الإجلاء الأخرى ستتوقف على توفير أماكن للهبوط.
وتأتي تصريحات بارلي مع هبوط أول رحلة جوية من أفغانستان في مطار بباريس وعلى متنها 40 شخصا تم إجلاؤهم ومن بينهم فرنسيون وأفغان وآخرون من جنسيات أخرى.
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) وجهت الثلاثاء، رسالة إلى الأمريكيين المتواجدين في أفغانستان بالتوجه إلى مطار كابول مجددا.
وقال المتحدث باسم "البنتاجون" جون كيربي إن الولايات المتحدة ستعمل على إجلاء أكبر عدد ممكن من مواطنيها والمترجمين الأفغان في الأسابيع المقبلة.
وفي وقت سابق ، بدأت الولايات المتحدة ودول أوروبية إضافة إلى اليابان، استئناف إجلاء دبلومسيّيها جوا، إثر تأمين مطار كابول، بعد يوم طويل من الفوضى.
وتجري عمليات إجلاء الدبلوماسيين وغيرهم من الرعايا الأجانب بوتيرة متسارعة في كابول التي سقطت بين أيدي حركة طالبان بعد هجوم خاطف مكنها من اجتياح البلاد بدون أن تلقى مقاومة تذكر من القوات المسلحة الأفغانية.
وكانت القوات الأمريكية، المسؤولة عن المطار، أوقفت الإثنين، رحلات الإجلاء بسبب الفوضى، التي أحدثها توافد موجات بشرية من الأفغان، الراغبين في مغادرة البلاد، بعد سيطرة طالبان على الحكم.
وأعلنت الولايات المتحدة و65 دولة أخرى في بيان مشترك أن المواطنين الأفغان والأجانب الذين يريدون الفرار من أفغانستان "يجب أن يسمح لهم بذلك"، محذرة طالبان بأن عليها أن تتحلى "بالمسؤولية" في هذه المسألة.
وكان الاتحاد الأوروبي شدد في وقت سابق على أن سيطرة طالبان على كابول تزيد من الطابع "الملح لحماية" الموظفين الأفغان من أي أعمال انتقامية قد تستهدفهم، ساعياً إلى تأمين سلامتهم.
وقامت القوات الأمريكية أمس الإثنين بتأمين مطار كابول؛ حيث جمعت موظفي سفارة واشنطن، بانتظار إجلائهم بعد سيطرة طالبان على العاصمة، على ما أعلنت وزارة الخارجية.