أين اختفى سيف الإسلام القذافي؟
بوابة "العين" ترصد أبرز الخيارات المتاحة داخل ليبيا أمام سيف الإسلام بعد الإفراج عنه.. هل سيحذو حذو والدته وتكون محطته الأخيرة مصر؟
بعد الإفراج عن سيف الإسلام نجل العقيد الراحل معمر القذافي، بات السؤال الأكثر إلحاحًا هو وجهته الجديدة، عقب مكوثه أكثر من 5 سنوات، في أحد السجون الليبية داخل مدينة الزنتان الجبلية التي تبعد 180 ك م، عن العاصمة طرابلس.
ويوم السبت الماضي، أعلنت كتيبة أبوبكر الصديق بالزنتان غرب ليبيا الإفراج عن سيف الإسلام، تطبيقًا لقانون العفو العام الصادر من البرلمان، على خلفية تبرئته من التهم الموجهة إليه، ليغادر مدينة الزنتان بعد إخلاء سبيله في الـ14 من رمضان الحالي.
شرق ليبيا.. الملاذ الآمن
الملابسات التي أحاطت بالإفراج عن القذافي الابن، قد تشير، بحسب تقارير إعلامية، إلى المحطة الجديدة له، فيكفي معرفة أن أخواله من قبيلة البراعصة في شرق ليبيا، هم من يقفون وراء المطالبة بالإفراج عنه طوال السنوات الماضية، وحتى إعلان الإفراج عنه بموجب قانون عفو صدق عليه البرلمان في شرق ليبيا.
وسبق وأن عرض مجلس حكماء البيضاء على قيادات قبائل الزنتان استضافة سيف الإسلام القذافي في حال الإفراج عنه، للإقامة بين أهله.
وكان مجلس الحكماء والأعيان في البيضاء قد قدم العرض نفسه العام الماضي على أرملة العقيد القذافي وأم سيف الإسلام صفية فركاش، لكنها رفضته وفضلت العيش خارج ليبيا برفقة عدد من أبنائها.
وعليه، رجحت تقارير إعلامية أن يتوجه القذافي الابن إلى مدينة البيضاء، باعتبارها المدينة الأكثر حماية له، في ظل عدم ضمان خيارات بقية القبائل والقوى السياسية المختلفة في ليبيا في التعامل مع سيف الإسلام الفترة المقبلة.
ولم تنحصر الخيارات الآمنة لسيف الإسلام على مدينة البيضاء فحسب، ولكنها امتدت إلى كل من بني وليد شرق طرابلس، أو سبها جنوب غرب البلاد، كخيارات مؤقتة، حيث رجحت وسائل إعلام ليبية احتمالية أن يكون المقصد الثاني لسيف الإسلام هو مصر، على غرار ما حدث مع والدته زوجة القذافي صفية فركاش عندما لجأت لها بصحبة 3 من أبناء القذافي، بعدما تركت الجزائر منذ 3 سنوات، بالإضافة إلى ابن عم القذافي أحمد قذاف الدم والذي كان يشغل موقع منسق العلاقات المصرية الليبية.
- مصادر من عائلة القذافي لـ"العين": القاهرة تبحث استضافة "سيف الإسلام"
- الإفراج عن سيف الإسلام القذافي وفراره للبيضاء
ورغم أن الترجيحات تشير بقوة إلى أن الوجهة الأولى لن تخرج عن الشرق، غير أن هذا لم يمنع التقارير الإعلامية ونشطاء ليبيين، من نشر أنباء تفيد ذهابه إلى الجنوب، وتحديدًا في مدينة أوباري (تبعد 933 كم عن العاصمة طرابلس)، وتعد المعقل الرئيسي لواحد من المقربين لسيف الإسلام والداعمين له، وهو اللواء علي كنة القائد العسكري في قوات نظام القذافي.
مدينة أوباري.. شواهد غير مؤكدة
واستند النشطاء على شاهدين بشأن وصول سيف الإسلام للجنوب الليبي، الأول هو تحركات كتائب على كنة غير المسبوق وحالة الاستنفار المشددة داخل مدينة أوباري، أما الشاهد الثاني مقطع فيديو يظهر القذافي الإبن وهو يتوسط عددا من مشايخ قبائل الطوارق في احتفالات عقب خروجه من سجنه.
ورغم أن الفيديو لا يظهر المكان الذي يتواجد فيه سيف الإسلام، غير أن النشطاء الليبيين دونوا أسفل المقطع أن سيف الإسلام القذافي متواجد حالياً في مدينة اوباري عند قبائل الطوارق، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن هناك كلمة مرتقبة للقذافي الابن خلال ساعات، وهو ما لم يحدث حتى كتابة هذه السطور.
وربما ما يدعم استبعاد مراقبون لتواجد سيف الإسلام داخل مدينة أوباري، هو الاضطراب الذي يعانيه الجنوب، ما يلزم وجود قوة كبيرة وحراسة مشددة لحماية سيف الإسلام، لاسيما في ظل وجود بعض المليشيات التي ترفض تبرئته، وهو ما يشكل خطرًا على حياته، بخلاف الوضع في الشرق لما تمتلكه قبيلة أخواله من نفوذ كبير هناك، يستحيل معها تعقبه.
ومزيدًا من ضبابية المشهد، اكتفى محامي سيف الإسلام القذافي، خالد الزائدي بتصريح صحفي قال فيه إن سيف الاسلام يتواجد حاليا خارج مدينة الزنتان بإحدى المدن الليبية لممارسة دوره من أجل إنقاذ البلاد دون تحديد مكانه، ليفتح الباب أمام إمكانية أن يتواجد في أماكن ذكرها النشطاء، أو مكان آخر داخل أو خارج ليبيا لم يعرف بعد.
ويذهب مراقبون إلى صعوبة خروج سيف الإسلام خارج ليبيا في الوقت الراهن، لاسيما في ظل وضعه الحرج دوليا، حيث مازال سيف الإسلام مطلوبا لدى الجنائية الدولية التي تُصر على محاكمته، وكان آخرها أمس عندما طالبت مدعية باعتقاله وتسليمه بتهم ارتكاب جرائم حرب تتعلق بقمع وإخضاع المعارضة لحكم والده معمر القذافي الذي أطاحت به انتفاضة 2011.
- سيف الإسلام القذافي بين الإعدام والملاحقة الجنائية الدولية
- "الجنائية الدولية" تتمسك بمحاكمة سيف الإسلام القذافي