صلاح عبدالحق يخلف منير.. "قطبي" مرشدا للإخوان (بروفايل)
بعد أشهر من تأخر إعلان جماعة الإخوان خليفة للقائم بأعمال المرشد إبراهيم منير، الذي وافته المنية مطلع نوفمبر/تشرين الثاني، أعلنت اختيار صلاح عبدالحق القيادي القطبي، أحد تلاميذ سيد قطب والمتهم في قضية تنظيم 1965، مرشدا جديدا.
وكان منير قد أوصى بأن يتولى صلاح عبدالحق من بعده قيادة الجماعة حتى أعلنت بعد 4 أشهر اختياره، ليدير ما بقي من مستقبل.. إن كان لها مستقبل.
فمن هو صلاح عبدالحق؟
ولد صلاح عبدالحق في ١ أكتوبر/تشرين أول ١٩٤٥ بالقاهرة، وانضم للجماعة مبكرا وهو في الثانوية.
التحق بكلية الطب مع محمود عزت، وانضم معه لتنظيم ١٩٦٥، وهو من جيل محمد بديع المرشد العام ومحمود عزت ومحمد البحيري ومحمد عبدالمعطي الجزار.
وصلاح عبدالحق هو قطبي يؤمن بـ"جاهلية المجتمع" والتغيير بالقوة المسلحة.
كان المتهم رقم 33 في قضية تنظيم سيد قطب، فيما كان لا يزال طالبا في كلية الطب جامعة عين شمس.
حكم عليه -آنذاك- بعشر سنوات سجنا قضاها، وأفرج عنه منتصف السبعينيات، ثم استكمل دراسته في كلية الطب وغادر مصر منتصف الثمانينيات، وعمل طبيبا للأمراض الجلدية، ثم سافر لسلطنة عمان في بداية مرحلة انتشار الإخوان بالخليج، ثم استقر في السعودية فترة طويلة.
تزوج عبدالحق هناك وانتخب عضوا في مجلس الشورى العالمي في فترة تولي إبراهيم منير.
تولى قسم التربية في تنظيم الإخوان إبان إقامته بالسعودية، كما تولى أعمالا تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم ترسيخ فيها مبادئ الجماعة وثوابتها.
هو من جيل الستينيات الذي حضر محنة السجن (في عرف الإخوان)، ومعروف بمحاضراته التربوية والدعوية، ولم يُعرف عنه توليه مناصب إدارية عليا في التنظيم.
كما أنه عضو مجلس شورى الجماعة، لكنه لم ينخرط في أي صراع على القيادة أو على الأموال، ولم يُعرف عنه رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة.
تولى عبدالحق بعض الأعمال التربوية في التنظيم الدولي، لكنه لم يعترف بأخطاء الجماعة ولم يراجع أفكاره، كما لم يتورط في خلافات مع أي الجبهات.
عمل صلاح عبدالحق في مجال العمل التربوي، وشرح أفكار حسن البنا وسيد قطب للإخوان، انتخب عضوا بمجلس الشورى العالمي عام ٢٠٢١.
وبحسب مراقبين، فإن الكثير من عناصر الإخوان يؤمنون أن جيل الستينيات والقطبيين هم الجيل الوحيد الباقي المستحق بالقيادة، لانتهاء جيل التنظيم السري المسلح (الخاص)، بينما يؤمن الجيلان بالتغيير المسلح للوصول إلى الحكم.
ويقول مراقبون إن "جيل السبعينيات هم من أعاد تنظيم الإخوان إلى الواجهة، إلا أن صراع أجيال مكتوم دار داخل الجماعة في عصر مصطفى مشهور، انتصر فيه جيل القطبيين بعد تحالفهم معًا ضد جيل السبعينيات".
ويعول الإخوان على شخصيته التي يصفونها بالهادئة أن يكون جسرا للم شمل التنظيم المشتت والمنشق.