برقيات أمريكية..بماذا أخبر صالح واشنطن بشأن إيران والحوثي؟
برقيات سرية أمريكية اطلعت عليها بوابة العين، تكشف الكثير مما قاله المغدور به صالح، حول إيران وأدواتها التي عبثت باستقرار اليمن
تكشف برقيات سرية تبادلها دبلوماسيون أمريكيون أن الرئيس اليمني المغدور به علي عبد الله صالح كشف العلاقة بين إيران والحوثيين منذ عام 2005.
غير أن مساعي صالح الذي اغتالته مليشيات الحوثي الإيرانية، أمس الإثنين، لإقناع الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة باراك أوباما بخطورة متمردي "أنصار الله" وأطماع طهران وطلبه الحصول على السلاح لقتالهم،باءت بالفشل.
ففي العاشر من أبريل/نيسان عام 2005، كتب السفير الأمريكي الأسبق لدى صنعاء، توماس كراجسكي في برقية سرية، اطلعت عليها "بوابة العين" الإخبارية، أن صالح طلب دعما سياسيا وعسكريا أمريكيا للجهود التي تقوم بها حكومته، من أجل هزيمة الحوثيين في شمالي البلاد.
ونقل عن صالح قوله في ذات الاجتماع "رجاء اطلبوا من أصدقائكم الأوروبيين أيضا أن يعربوا عن دعمهم (للحكومة لمحاربة الحوثيين) وأن يشددوا على الصلة ما بين الحوثيين والإرهاب الدولي".
كشف الصلة بين الحوثيين وحزب الله
وتكشف البرقيات الأمريكية أن صالح حذّر الأمريكيين مبكرا من الصلة ما بين الحوثيين ومليشيات حزب الله اللبنانية وإيران.
وقالت برقيه سرية كتبها السفير الأمريكي نفسه، يوم 7 أغسطس/آب 2006 إنه "قبل نحو عام اتهم صالح، حزب الله وإيران بدعم الحوثيين في الشمال".
إعلان الحرب على الحوثيين
وكان السفير كراجسكي قد كتب لبلاده في 12 فبراير/شباط 2007، لإطلاعها على قرار للبرلمان اليمني في جلسة مغلقة بتفويض صالح باستخدام القوة العسكرية ضد الحوثيين في صعدة.
وجاء في نص البرقية "بدأ صالح تدريجيا بإحلال دعاة في مساجد ومدارس صعدة مكان الدعاة والإداريين الحوثيين، فشعر الحوثيون بالخيانة".
وفي برقية سرية أخرى كتبها السفير الأمريكي السابق لدى اليمن ستيفن سيشي، يوم 31 مايو/أيار 2009، نقل عن صالح قوله لنائب رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) ستيفن كابيس إن الحوثيين الذين أصر (صالح) على أنهم يتلقون الدعم من إيران وحزب الله لا يقلون خطرا على الأمن الداخلي اليمني من تنظيم القاعدة.
وكتب السفير الأمريكي في البرقية التي نشرها موقع التسريبات "ويكليكس" واطلعت عليها بوابة العين، "لم يكن من قبيل الصدفة أن صالح كان سريعا في إلقاء اللوم على القوى الأجنبية على التسبب بمشاكل البلاد".
وكرر صالح تأكيداته بالصلة بين الحوثيين وحزب الله في أكثر من مناسبة في لقاءاته مع الأمريكيين. وجاء في برقية سرية كتبها سيشي في 23 يوليو/ تموز 2009 ووجهها إلى الجنرال ديفيد بترايوس، قائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، بمناسبة زيارة له إلى اليمن للقاء صالح "قد يطلب منك دعم الحكومة الأمريكية لحكومته في صراعها مع الحوثيين في شمالي محافظة صعدة".
صالح: الحوثيون تدربوا بزي حزب الله
وفي وقت لاحق على الاجتماع بين صالح وقائد القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية، قال السفير الأمريكي في برقية سرية مؤرخة في 12 سبتمبر/أيلول 2009، إن صالح أخبر بترايوس أن الحوثيين تدربوا بزي حزب الله.
100 ألف دولار دفعتها إيران شهريا للحوثيين
وجاء في نص البرقية التي اطلعت عليها "بوابة العين" الإخبارية أن الرئيس صالح أكد للجنرال بترايوس أن لدى مكتب الأمن القومي تسجيلا على قرص مدمج يظهر الحوثيين يتدربون وهم يرتدون زي حزب الله ووفق تكتيكاته.
ونقلت البرقية عن مدير مكتب الأمن القومي اليمني محمد العنسي، أن الحكومة اليمنية اعتقلت "شبكتين" منفصلتين من الإيرانيين في اليمن بتهمة التجسس وعلى صلة بالحوثيين، وأن أحد المتهمين اعترف بتقديم 100 ألف دولار شهريا من إيران إلى الحوثيين.
واستغرب صالح عدم موافقة إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما على تسليح القوات اليمنية لمقاتلة الحوثيين.
ففي اجتماع عقده صالح مع نائب رئيس مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون برينن، قال الأول إن "فشل حكومة الولايات المتحدة في اعتبار الحوثيين إرهابيين وتجهيز القوات اليمنية لمحاربتهم في صعدة، يقوض ادعاءات الحكومة الأمريكية عن الصداقة والتعاون".
ولخص السفير الأمريكي الأسبق في صنعاء تفاصيل هذا الاجتماع في برقية سرية كتبها يوم 19 سبتمبر/أيلول 2009 واطلعت عليها "بوابة العين الإخبارية" .
واستنادا إلى البرقية، أخبرهم صالح: "نريد أفعالا ولا نريد مجرد أقوال".
ولكن برينن رد عليه "يحظر القانون على الحكومة الأمريكية تقديم الدعم العسكري إلى الحكومة اليمنية لاستخدامها ضد الحوثيين، حيث إن حكومة الولايات المتحدة ترى فيهم (الحوثيين) مجموعة تمرد محلية".
اعتقال إيرانيين هرّبوا أسلحة للحوثيين
استمر صالح في محاولة إقناع الولايات المتحدة بالصلة بين إيران والحوثيين بما في ذلك اعتقال اليمن إيرانيين أثناء نقلهم أسلحة إلى الحوثيين.
فتكشف برقية سرية أخرى كتبها السفير الأمريكي ذاته يوم 27 أكتوبر/ تشرين أول 2009 أن صالح أبلغه عن اعتقال 5 إيرانيين ضُبطوا وهم يهربون الأسلحة إلى الحوثيين، مشيرا إلى إخضاعهم للتحقيق في صنعاء، وواعدا بتقديم المزيد من المعلومات عن نشاطاتهم وظروف اعتقالهم.
صالح: الحوثيون كاذبون
في اجتماع مع منسق وزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب السفير دانيال بنجامين، وصف صالح الحوثيين بأنهم كاذبون.
وكتب السفير الأمريكي الأسبق في اليمن ستيفن سيشي، في برقية سرية، يوم 3 فبراير/شباط 2010، اطلعت عليها "بوابة العين"، "نعت صالح الحوثيين بأنهم كاذبون".
aXA6IDE4LjIyNi4yNDguODgg جزيرة ام اند امز