وفاة أحد آخر المتحدثين بشفرة "الهنود الحمر" بالحرب العالمية
توفي صامويل ساندوفال، أحد آخر المتحدثين بلغة النافاهو الذين قاموا بتشفير الرسائل الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية.
ولجأ الجيش الأمريكي إلى المتحدثين بلغة النافاهو، اللغة الأصلية لإحدى قبائل الهنود الحمر، لنقل الرسائل المتعلقة بتموضع القوات اليابانية وتحركاتها أثناء هجمات مشاة البحرية الأمريكية في جميع أنحاء المحيط الهادئ، وفقا لصحيفة نيويورك بوست الأمريكية.
ولم تكن لغة النافاهو مكتوبة في ذلك الوقت ولم يكن لدى أعداء الولايات المتحدة أي وسيلة لفك رموز تلك الشفرة.
كان ساندوفال من بين أربعة من متحدثي الشفرات المتبقين الذين ما زالوا على قيد الحياة اليوم، والذين كانوا من بين المئات الذين جندتهم الولايات المتحدة خلال الحرب.
كما لم تكن الحرب العالمية الثانية هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الجيش الأمريكي لغة السكان الأصليين (الهنود الحمر) كشفرة لجنوده. ففي الحرب العالمية الأولى، لجأ إلى أبناء قبيلة شوكتاو للعمل كجنود شفرة.
ويعود الفضل في الاستعانة بشفرة النافاهو إلى فيليب جونستون، الذي شارك في الحرب العالمية الأولى، والذي نشأ في محمية النافاهو، يعلم مدى صعوبة كسر شفرة اللغة لكونها لغة غير مكتوبة في ذلك الوقت والعديد من الكلمات التي تحمل معاني مختلفة حسب السياق.
وذكر هارلد كارى جونيور، أحد أبناء قبيلة النافاهو، قال إن تكتيك الجيش الأمريكى لتجنيد أجداده بات خلال هذه الفترة الزمنية ضرورة ملحة، حيث وسع الجيش برنامج تجنيد أفراد النافاهو عام 1941، لإرسالهم في مهمات إلى الفلبين، حيث كان أفراد القبيلة يتحدثون اللغة الإسبانية ببراعة، وكانت هناك حاجة لأشخاص يمكن أن ينقلوا الرسائل مباشرة للقوات الفلبينية من الوحدات الأمريكية فى المحيط الهادئ، عبر الشفرة.
ونجحت مجموعة الهنود الحمر فى نقل معلومات مهمة خلال المعارك التى جرت فى المحيط الهادئ، ما ساعد قوات المارينز الأمريكية على دحر القوات اليابانية، ورغم دورهم المهم فى الحرب العالمية فقد عادوا إلى وطنهم بعد الحرب دون أى احتفال أو اعتراف بدورهم.
فكت شفرة الرموز التى استخدموها عام 1968، ولكن الإدارة الأمريكية لم تعترف بوجودهم إلا بعد مرور 33 عاماً.
واستندت قصة فيلم "هامسو الريح"، الذي لعب بطولته نيكولاس كيدج، على الدور البارز الذي لعبه شعب النافاهو في الحرب العالمية الثانية.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA=
جزيرة ام اند امز