طرد مسؤول أممي من صنعاء.. فصل جديد من «الابتزاز الحوثي»
فصل جديد من الابتزاز الحوثي للأمم المتحدة، بدأ مع طرد المليشيات مسؤولا أمميًا بارزا من المناطق الخاضعة لسيطرتها.
وقالت مصادر حكومية لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي طردت نائب رئيس المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة سفير الدين سيد من صنعاء، بزعم «تنفيذه أجندة ليست لها علاقة بحقوق الإنسان».
وأوضحت المصادر أن سفير الدين سيد وصل اليوم الأحد إلى العاصمة المؤقتة عدن، قادما من صنعاء التي باتت محظورة أيضا على ممثل المفوضية المقيم رينو ديتال، بعد أن منعته مليشيات الحوثي من دخول صنعاء قبل 3 أعوام.
طرد المسؤول الأممي، محاولة حوثية تهدف لتطويع الأمم المتحدة وتمرير أجندة مشبوهة، وتعد امتدادا لسياسة التضييق التي تنتهجها المليشيات تجاه وكالات وبعثات الأمم المتحدة وفي مسعى لحجب الانتهاكات عن أنظار العالم.
يأتي طرد مليشيات الحوثي للمسؤول الأممي عقب أسابيع قليلة من إقدام ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين على تصفية هشام الحكيمي أحد موظفي منظمة (save the Children) المتخصصة برعاية الأطفال، تحت التعذيب، بعد قرابة شهرين من اختطافه.
كما تأتي بعد 3 أشهر من اختطاف المليشيات مبارك العنوه، أحد موظفي المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في اليمن وإخفائه قسرياً.
إدانات حكومية
بدورها، أدانت الحكومة اليمنية طرد مليشيا الحوثي، نائب رئيس المفوضية السامية لحقوق الإنسان سفير الدين سيد، من المناطق الخاضعة لسيطرتها، بعد 3 أعوام من منعها دخول ممثل المفوضية رينو ديتال المعين في 2020.
وبحسب وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني، فإن مليشيات الحوثي تواصل اختطاف 3 من موظفي الأمم المتحدة (اثنين محتجزين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وآخر منذ أغسطس/آب 2023)، و11 من موظفي السفارة الأمريكية لدى اليمن والوكالة الأمريكية للتنمية المحليين "السابقين، الحاليين"، منذ قرابة عامين، وإخفائهم قسرا في ظروف غامضة، ودون أن توجه لهم أي تهم، أو تسمح لهم بمقابلة أسرهم.
وأكد الإرياني أن «هذه الأعمال الإرهابية هي نتيجة مباشرة لتقاعس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها عن القيام بواجباتها، وتساهلها في التعامل مع مليشيات الحوثي، وتدليلها، وغض الطرف المتواصل عن الجرائم والانتهاكات المروعة التي ارتكبتها بحق اليمنيين، والذي دفعها للتمادي أكثر».
ودعا المسؤول اليمني المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن ومنظمات حقوق الإنسان إلى «مغادرة مربع الصمت، وإصدار إدانة واضحة لهذه الممارسات الإجرامية».
كما طالب الأمم المتحدة بممارسة ضغط حقيقي على مليشيات الحوثي للكشف عن مصير كافة المخفيين قسرا في معتقلاتها، وإطلاقهم فورا، والتحرك لإعادة تصنيفها منظمة إرهابية.
ابتزاز جديد
وكانت مليشيات الحوثي طردت الممثل السابق العبيد أحمد، رئيس المفوضة السامية لحقوق الإنسان في يونيو/حزيران 2020 لتجبر الأمم المتحدة على تعيين ديتال مسؤولا جديدا، لكنها رفضت استقباله قبل أن يعود إلى العمل من عدن.
ويذهب مراقبون يمنيون إلى أن طرد مليشيات الحوثي عبر كياناتها وقياداتها المتطرفة للمسؤولين الأمميين، يعد بمثابة إشارة إنذار ضمنية، مفادها تكثيف درجة مستوى الابتزاز للمنظمات الدولية والأممية بالأزمة الإنسانية التي تفتعلها عمدا في مناطق سيطرتها وعزل السكان عن أنظار العالم.
ووفقا لخبراء تحدثوا لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي تعد مخططات، لابتزاز المنظمات الدولية والأممية في مسعى للضغط عليها لتمرير أجندتها المشبوهة.
واتهمت الحكومة اليمنية بشكل متكرر مليشيات الحوثي باستمرار مضايقة المنظمات والوكالات الأممية والدولية العاملة في المجال الإغاثي والحقوقي، وتقويض العملية الإنسانية، وحرمان شريحة كبيرة من سكان المحافظات غير المحررة والمعتمدة بشكل كبير على المعونات.
وتدخلت مليشيات الحوثي في ابتزاز منظمات أممية عاملة في اليمن، واستقطعت آلاف الدولارات من مشاريع تديرها المفوضية السامية ومنظمة الهجرة الدولية و«الأوتشا» و«الأغذية العالمي» و«الفاو» و«اليونيسيف»، وفقا لمصادر «العين الإخبارية».
aXA6IDE4LjExNi41Mi40MyA= جزيرة ام اند امز