موقع أمريكي: العقوبات تدفع إيران لوأد احتجاجات العراق
الإيرانيون ردوا بقوة على الاحتجاجات التي شهدها العراق، نظرا لكونها متنفسا اقتصاديا يساعد طهران في تجنب العقوبات
قال موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي: "إن جهود واشنطن للضغط على إيران من خلال فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية دفعت طهران لإحكام قبضتها على العراق ووأد الاحتجاجات بها".
- تداعيات اقتصادية سلبية تنتظر إيران بفعل غلاء أسعار البنزين
- إيران تخطط لاستبعاد 24 مليون شخص من الدعم النقدي
ونقل الموقع الأمريكي عن كينيث بولاك، المحلل السابق بوكالة الاستخبارات المركزية والباحث بمعهد "أمريكان انتربرايز"، أن الإيرانيين ردوا بقوة على الاحتجاجات التي شهدها العراق، نظرا لأن بغداد متنفس اقتصادي يساعد طهران في تجنب العقوبات.
وأوضح الباحث الأمريكي أن الاقتصاد العراقي مهم بالنسبة لإيران، من أجل أمور مثل التلاعب بالعملة والتهريب والتعامل مع العقوبات.
وأعلنت أمريكا، في مايو/أيار 2018، انسحابها من الاتفاق النووي نهائيا وإعادة فرض عقوبات ضد إيران التي مرت باحتجاجات شعبية عديدة، اعتراضا على تردي الأوضاع الاقتصادية منذ العام الماضي.
وتوافق مع الرأي نفسه مسؤولون بواشنطن، إذ قال مسؤول أمريكي رفيع المستوى، فضل عدم ذكر اسمه، إن إيران أصبحت معتمدة بشكل متزايد على العراق ولبنان كصمامات تحرير اقتصادي وهو مؤشر على تأثير واضح للعقوبات.
وذكر الموقع الأمريكي أن الاحتجاجات الضخمة المتواصلة في بغداد وطهران التي ردت عليها قوات الأمن بشكل عنيف خلال الخريف والشتاء، سرعان ما غيرت الاتجاهات السياسية في كل من البلدين.
لكن الموقع رأى أنه لا يزال غير مؤكد ما إن كان الغضب الشعبي سيؤدي إلى تغيير هائل في أي منهما، أو ما إن كانت الولايات المتحدة ستلعب دورا في تشكيل النتائج.
في العراق، اهتزت المؤسسة السياسية منذ بدء الاحتجاجات في بغداد والمدن الأخرى، عندما خرج العراقيون إلى الشوارع غضبا من الفساد الممنهج ونقص الخدمات الأساسية والهيمنة الإيرانية على الحكومة العراقية، لكن ردت قوات الأمن العراقية بعنف على المحتجين.
وأشار الموقع إلى أنه في البداية رفض القادة العراقيون مطالب المحتجين بالإصلاح، لكن مع استمرار المظاهرات تقدم رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي أخيرا باستقالته في 30 نوفمبر/تشرين الثاني.
ولفت إلى أن عبدالمهدي لوح باستقالته قبل تقديمها رسميا، لكن تدخل قاسم سليماني، قائد مليشيا فيلق القدس الإيرانية، وأبقاه في السلطة.
وأوضح أن تدخل سليماني جاء قبل نشر "إنترسبت" وصحيفة "نيويورك تايمز" البرقيات الاستخباراتية الإيرانية المسربة التي كشفت سعي إيران الحثيث وراء النفوذ في العراق.
وكشفت تلك الوثائق التي نشرت منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أن كثيرا من المسؤولين العراقيين البارزين كانت لديهم علاقات وثيقة بطهران منذ سنوات.
لكن بنهاية نوفمبر/تشرين الثاني، كان الضغط على عبدالمهدي بالغ لدرجة أن إيران لم يعد يمكنها حمايته، وسرعان ما قبل البرلمان استقالته بدون وجود خليفة واضح للمنصب.
وذكر "إنترسبت" أن واشنطن كانت سعيدة بذهاب عبدالمهدي، فبعدما كانت تعتقد في البداية أنه مرشح توافقي مقبول عند اختياره لمنصب رئيس الوزراء عام 2018، قال مسؤولون أمريكيون بارزون إنهم سرعان ما أدركوا لاحقا أنه كان غير قادر على الوقوف أمام إيران.
ونقل الموقع عن مسؤول أمريكي أن عبدالمهدي رفض دعوة للقاء دونالد ترامب عندما زار العراق نهاية العام الماضي، واختار محادثة تليفونية بدلا عن ذلك، كما أنه رفض لقاء نائب الرئيس مايك بنس عندما اتجه إلى البلاد في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأشار إلى أنه على النقيض من ذلك، سافر عبدالمهدي بانتظام إلى طهران للقاء مسؤولين إيرانيين بصفته رئيس الوزراء.
وتعيش العراق أوضاعا أمنية غير مستقرة بالتوازي مع احتجاجات تضرب البلاد منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أدت إلى وفاة أكثر من 475 شخصا ونحو 28 ألف مصاب.
وتشهد ساحات التظاهر أحداثا دموية تفاقمت خلال الأيام الأخيرة منذ أن أحرق محتجون القنصلية الإيرانية في مدينة النجف جنوبي العراق، رفضا لتواصل الدعم الإيراني للحكومة العراقية والمليشيات الموالية لها في قتل وقمع المتظاهرين.
ويطالب المتظاهرون في العراق بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC42NSA= جزيرة ام اند امز