إدريس السنوسي.. افتتاح وشيك لمتحف الملك الليبي الراحل
مصلحة الآثار الليبية تفتتح الأسبوع المقبل متحف الملك "إدريس السنوسي" أول ملوك ليبيا بعد الاستقلال بمدينة الجغبوب السياحية.
تستعد مصلحة الآثار الليبية الأسبوع المقبل، لافتتاح متحف الملك "إدريس السنوسي" أول ملوك ليبيا بعد الاستقلال، بمدينة" الجغبوب" السياحية، وذلك لعرض القطع الأثرية والتراثية التي تبين تاريخ هذه المدينة.
تقع مدينة الجغبوب جنوب مدينة طبرق بالشرق الليبي بنحو 286 كم، وتتميز بوجود بعض البحيرات التي تضفي عليها طابعاً جميلاً من حيث وجود مسطحات الماء وسط رمال الصحراء، كما تعد مركزا دينيا وسياحيا متنوعا.
مدينة الجغبوب كانت مركزا للحركة السنوسية التي أسسها الشيخ "محمد بن علي السنوسي"، ولها دور كبير في حياة المجاهدين الليبيين الكبار أمثال "أحمد الشريف" و"عمر المختار"، كما تميزت بـدور كبير في تحفيظ القرآن في جميع أنحاء ليبيا، وتخريج عدد كبير من حفظة القرآن الكريم، بالإضافة إلى أنها كانت تمر بها طرق القوافل العابرة للصحراء نحو واحة سيوة في الشرق.
تتميز مدينة الجغبوب بالعديد من المناطق الأثرية على مر العصور التاريخية، بداية من عصر "الميوسين" حتى العصر العثماني، التي تتمثل في وجود طواحين الهواء، مرورا بمناطق ترجع إلى تاريخ ما قبل الميلاد، بالإضافة إلى البحيرات الصحراوية مثل بحيرة "الملفا" التي تعد من أكبر البحيرات الصحراوية.
أما عن تسمية المتحف باسم"الملك الإدريسي" نسبة إلى "إدريس السنوسي" أول ملك يحكم ليبيا بعد الاستقلال عن الاحتلال الإيطالي عام 1951، واستمر حكمه حتى عام 1969، وهو حفيدَ محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية، ولد في مدينة الجغبوب في عام 1307هـ/ 1890م، ثم التحق إدريس السنوسي بالكتاب، فأتمّ حفظ القرآن الكريم بزاوية "الكفرة"، مركز الدعوة السنوسية، ثم رحل إلى برقة سنة "1320هـ - 1902م".
وتولى إدريس السنوسي إمارة الحركة السنوسيّة في عام 1916م، وقام بمفاوضات مع إيطاليا في الرحيل عن ليبيا، أهمها مفاوضات الزويتينة في عام 1916م، شملت الاعتراف بإمارة الإدريسي وإعطاءه الحكم الذاتي في واحة الجغبوب وجالو والكفرة، ولكن قامت إيطاليا بالتنصل من اتفاقياتها مع الإدريسي الذي قرر الرحيل إلى مصر بعدها، وعين "عمر المختار" في عام 1922 قائداً للجهاد العسكري ضد الاحتلال الإيطالي.
تحالف الإدريسي مع الحلفاء عند نشوب الحرب العالمية الثانية عام 1939؛ للتخلص من الاحتلال الإيطالي، وبالفعل بعد هزيمة إيطاليا في الحرب عاد إلى ليبيا عام 1944، ثم أعلن استقلال ولاية برقة في عام 1949م، وفي نهاية عام 1951 أعلن الإدريسي استقلال ليبيا كدولة ذات سيادة، ونُصب ملكا على ليبيا التي صارت المملكة الليبية المتحدة، وعندما قامت ثورة الفاتح في عام 1969 بقيادة القذافي انتقل إلى مصر حتى توفي فيها عام 1983.