مغربية مهددة بالقتل تفضح قطر وتركيا: عنوان للعبودية
الطالبة المغربية يسرا وصفت تجربة العيش لمدة سنتين في قطر بأنها "عنوانٌ للعبودية وانتهاك الحريات الفردية للأشخاص"
لم تكن الطالبة المغربية يسرا وهي تتجه إلى قطر لإتمام دراسة الماجستير بمعهد الدوحة العليا للدراسات، تعرف أن "حرية التعبير" سيجعلها يوما سجينة ومهددة بالتصفية الجسدية.
بدأت قصة يسرا، التي كانت تدرس الماجستير، في تخصص الصحافة بمعهد الدوحة للدراسات العليا، حينما كتبت تدوينة تتحدث فيها عن تجربتها طوال مدة تواجدها بقطر من أجل إتمام دراستها.
وقالت خلال تغريدتها عن تجربتها "كانت مُرة أكثر مما هي حُلوة"، لتسترسل في فضح الممارسات العنصرية والتمييزية التي يتعرض لها الأجانب المقيمون بقطر، خاصة خلال الأزمة المرتبطة بجائحة كورونا.
ووصفت يسرا، تجربة العيش لمدة سنتين في قطر، بكونها "عنوانٌ للعبودية"، وانتهاك الحريات الفردية للأشخاص، وتقييد أبسط أنشطتهم وحقوقهم.
هذه التدوينة اللاذعة، التي لم تفتر على الواقع القطري شيئاً، كانت سبباً في فتح باب الجحيم على الشابة المغربية، التي ترعرعت في بلد يحترم حرية التعبير مهما بلغت درجة الانتقاد فيه، لكنها ما كانت تظن أن قول الحقيقة في قطر قد يُكلفها حياتها.
وبحسب ما نقله موقع "يابلادي" في نسخته الفرنسية، فإن يسرا تعرضت لحملة تنمر وكراهية واسعتين وصلت إلى حد تلقيها تهديدات بالقتل من قبل قطريين، وملاحقات هوليودية بتركيا.
وقالت إن تدوينتها البسيطة جداً، تحولت إلى مسألة تتعلق بأمن الدولة، وإشكالية قَبَلية واجهها بعض السكان المحليين بنزعة عنصرية، مُعلقة بالقول "توصلت بحوالي 600 رسالة على حسابي بفيسبوك، تعرضت فيها للإهانة والتهديد المباشر بالقتل".
تهديد بالقتل
وواصلت حديثها للموقع المغربي، قائلة إن هذه التهديدات الافتراضية تحولت إلى أخرى واقعية، موضحة أنها "توصلت برسائل ومقاطع فيديو تظهر فيها أسلحة وصوت يتعهد باسترجاع الشرف القطري. ويصف الفيديو كيف سيتم استخدام تلك الأسلحة".
وتضيف أنها "تلقت في أحد الأيام اتصالاً هاتفيا، من طرف شخص قدم نفسه بصفته رئيس وحدة الجرائم الإلكترونية داخل الشرطة، إذ تم استدعاؤها، ما شكل لها تخوفا من تعرضها لملاحقة قضائية. وتم تأكيد قلقها بعد توصلها باتصال من طرف السفير المغربي بالدوحة، الذي أبلغها بخبر تأجيل رحلتها".
وقالت:" خوفًا من منعي من مغادرة البلاد، حجزت تذكرة بمالي الخاص وسافرت إلى إسطنبول".
من قطر إلى تركيا التهديدات واحدة
ولكن المفاجأة كانت تنتظر الطالبة المغربية في تركيا، إذ رغم هروبها من "تدوينات القتل" القطرية، تعرضت قبل ثلاثة أيام في إسطنبول لتهديد بمسدس من رجل قالت إنه يتحدث بالعربية.
وقبل هذه الواقعة، تعرضت لتهديد آخر بالسلاح الأبيض وأجبرها على ركوب دراجته النارية، قبل أن يقودها إلى مكان معزول في إحدى الغابات.
وحول هذا المشهد المثير للجدل، قالت الطالبة المغربية إنها تعرضت لـ"اختطاف" و"تهديد بالسلاح الأبيض" و"محاولة اغتصاب"، وإنها قدمت شكاية حول "الاعتداء الجنسي والضرب والجرح المتعمد"، حسب الوثيقة التي يقول الموقع إنه قد اطلع عليها، لكنه لم ينشرها للعموم.
وتوضح يسرا أنها تعرضت لسرقة هاتفها ووثائقها الشخصية، وجواز سفرها والنقود التي كانت بحوزتها، وزادت: "تمكنت من الحفاظ على آثار الحمض النووي لهذا الشخص على أظافري التي سيستخدمها المحققون للتعرف عليه"، مضيفة أنها تنتظر نتائج التحليلات.
مسلسل الملاحقات القطرية في تركيا لم يتوقف عند هذا الحد، إذ أكدت الطالبة المغربية أنها بعد يومين من الأحداث التي تعرضت لها في تركيا، لاحقها شخص آخر لساعات طويلة، وأوردت: "رأيته عندما كنت في المقهى، ثم عندما خرجت من الصيدلية، لذلك استقلت سيارة أجرة، لكنني فوجئت برؤيته يأخذ واحدة أيضًا".
وتحكي أنه عند وصولها إلى مكان مزدحم، تفاجأت بوجود الشخص نفسه مرة أخرى بالقرب منها. وتتذكر قائلة: "أظهر لي مسدسا كان تحت سترته وأخبرني بالعربية ألا أتحرك"، لكن لم تذهب هذه المرة لتقديم أي شكاية ضد هذا الشخص.
وتؤكد الطالبة المغربية، في حديثها، أنه بعد هذه الوقائع المتتالية، لم تعد تخرج من مكان إقامتها بسبب الرعب الذي حول حياتها إلى خطر حقيقي، مشيرة إلى أنها قامت بالحجز للحصول على تذكرة لمغادرة تركيا في 11 يوليو/ تموز، غير أنها نظرا إلى فقدانها لجواز سفرها، تحتاج إلى إذن بالتنقل من طرف الخدمات القنصلية المغربية في تركيا.
واختمت حديثها بقول إنها "تواجه خطر الموت المؤكد، ولم تقم الشرطة حتى الآن باعتقال المشتبه فيه الأول، في انتظار نتائج اختبار الحمض النووي، وأنا الآن مهددة من طرف شخص مجهول آخر يعرف أنني أتكلم العربية، ولا أعرف لماذا لا أستطيع الحصول على هذه الوثيقة، التي سبق أن مُنحت لي في الماضي، من طرف قنصليات مغربية أخرى".
aXA6IDE4LjE5MS45Ny4yMjkg جزيرة ام اند امز