"الشغف".. مذكرات ساركوزي الأعلى مبيعا في فرنسا
كتاب "الشغف" الذي طُبع منه 200 ألف نسخة، يروي مذكرات الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، واستحوذ على اهتمام قطاع كبير من القراء.
بعد أقل من أسبوع على إصدار الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي كتاب "الشغف"، حول علاقاته السياسية والشخصية، تصدر الكتاب قائمة الأعلى مبيعاً في فرنسا.
- المؤرخ اللبناني خالد زيادة: المدن العربية تغيرت تحت ضغط الحداثة
- نسخة عربية من الكتاب الفرنسي "رحلة إلى مصر"
ويروي "الشغف"، الذي طُبع منه 200 ألف نسخة، مذكرات الرئيس الفرنسي الأسبق، إذ قال ساركوزي في مقدمة الكتاب: "الشغف والحاجة إلى الالتزام كانا حاضرين دائماً في قلب هويتي وتكويني، كنت محظوظاً للغاية في الحياة والسياسة".
واستحوذ الكتاب على اهتمام قطاع كبير من القراء، بينهم معجب بالسياسي المخضرم الذي يستطيع رأب الصدع الذي يعاني منه اليمين الفرنسي، وبعضهم مَن يخالفه الرأي ولكن لديه الفضول في قراءة جانب من مذكرات الرئيس الفرنسي الأسبق.
وصنّف معهد دراسات "جي.إيه.كي" المعني بدراسات السوق وسلوك المستهلك، كتاب السيرة الذاتية لساركوزي الذي حمل عنوان "الشغف" لدار نشر "أوبسيرفاتوار" على رأس قائمة الكتب الأكثر مبيعاً بجميع القطاعات، بحسب مجلة "ليفر إبدو" المتخصصة في مبيعات الكتب.
وتخطى كتاب "الشغف" مبيعات كتب "دفتر الإجازات" و"جواز سفر من السادس إلى الخامس" لدار النشر (آشيت التعليمية) ونسخة الجيب للأكثر مبيعاً لرفايللو جيرودانو، و"اليوم، حيث تأكل الأسود سلطة خضراء" لدار النشر (بوكيت) ، وفقاً لمجلة "لوبوان" الفرنسية.
وتحدث ساركوزي في كتابه الذي أصدره بعد 7 سنوات من مغادرته الرئاسة، بشكل مطول عن حياته الخاصة، متطرقاً لواقعة طلاقه من زوجته السابقة سيسيليا، ولقائه عارضة الأزياء الإيطالية كارلا بروني.
ويؤرخ الكتاب وقائع سنوات صعود الشاب ساركوزي إلى الحياة السياسية في سن مبكرة، ولقاءه الأول في مدينة "نيس" الفرنسية، مع الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عام 1975، حتى انتخابه رئيسا للجمهورية بين 2007 و2012.
كما سرد ساركوزي المسار الذي أدى به لتوليه الرئاسة وعلاقته بالنساء ورأيه بأسلافه وخلفائه، والشخصيات التي أثرت على حياته السياسية.
وفي مطلع الفصل الأول، يبدأ ساركوزي بوصف أجواء اقتحامه الحياة السياسية، قائلاً: "في يوم أحد مشمس، أحد أيام يونيو/حزيران عام 1975، تعرف الشاب ساركوزي، للمرة الأولى على الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك حتى أصبح خلفاً له".
وكان شيراك آنذاك "42 عاماً" رئيساً للوزراء في عهد فاليري جيسكار ديستاني بينما كان ساركوزي في الـ20 من عمره، قائلاً: "في ذلك اليوم أتذكر أنني شعرت بأنني في قلب السلطة، حين أخبرني شيراك بأنه سمع خطابي في نيس وأنه يريدني معه"، واصفا ذلك اللقاء بالـ"فرصة المعجزة".
وأعرب ساركوزي، في كتابه المؤلف من 360 صفحة، عن إعجابه بالرؤساء السابقين شارل ديجول مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة (1959-1969) وفرنسوا ميتران (1981-1995)، وجاك شيراك (1995-2007)، في المقابل انتقد خلفه الرئيس الاشتراكي السابق فرنسوا هولاند (2012-2017)، قائلاً: "إنه أراد أن يكون رئيساً عادياً".
وأثنى ساركوزي على شخصية الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون وزوجته برجيت، حيث وصفه بالرئيس الشاب، متمنياً له النجاح، معربا عن احترامه لزوجته ووصفها بأنها حساسة ومخلصة وبسيطة"، كذلك أثنى على التزاماتها تجاه زوجها، ووصف العشاء الذي جمع عائلتيهما في صيف 2017 بـ"الحميم"، وفقاً لما نقلته صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية كمقتطفات من الكتاب.
وعبر الرئيس الفرنسي الأسبق عن تأثره العميق لقرار ماكرون بإرسال دراجتي شرطة من أجل مرافقة موكب ومراسم جنازة والدته في ديسمبر/كانون الأول 2017.
وتناولت مذكرات ساركوزي رأي الرئيس الفرنسي الأسبق في بعض الشخصيات السياسية، مثل رئيس الوزراء الأسبق ومنافسه في الانتخابات التمهيدية لحزب الجمهوريين عام 2016 فرنسوا فيون، والذي وصفه بأنه "صديق حقود غير وفي"، قائلا:" كنت أعتقد أنني أعرفه جيداً ولكن ما حدث بعد ذلك أثبت أنني كنت مخطئاً".
ولم تتوقف الانتقادات عند ذلك الحد، حيث انتقد أيضاً رئيس حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية" جون فرنسوا كوبيه، وقال: "إن لديه ميلا حقيقيا لإثارة الكراهية".
وحول واقعة انفصاله عن زوجته سيسيليا، قال ساركوزي:" أعلم جيداً أن انفصالي عن زوجتي أثار اضطراب الفرنسيين، لم أكن أتوقع ذلك، ولم أستوعب حينها ما حدث"، موضحاً أنه في محاولة للخروج من الصدمة سافر إلى البرتغال لحضور قمة أوروبية.
ونشر ساركوزي طيلة حياته السياسية عدة مؤلفات قبل "الشغف" بينها "التوازن" كتاب مقابلات مع ميشيل دينيسو عن دار نشر (ألبان ميشيل عام 1995)، و"الحرية" عن دار نشر (روبير لافون عام 2001)، و"الجمهورية، الأديان، الأمل" عن دار نشر (سيرف عام 2004) و"شهادة" عن دار نشر (إكس. أو عام 2006)، و"فرنسا من أجل الحياة" عن دار نشر (بلون عام 2016)، و"جولة من أجل فرنسا" عن دار نشر (بلون عام 2016).