محلل فرنسي: "فاشية" أردوغان تمنع انضمام تركيا لأوروبا
ألكسندر ديل فال يقول إن أردوغان يحمل أجندة خفية تعكس ميوله المتطرفة الخالصة التي ترعى الإرهاب.
أكد المحلل السياسي الفرنسي ألكسندر ديل فال، أن أوروبا لا يمكنها قبول تركيا في الاتحاد الأوروبي طالما ظلت أنقرة تحت حكم رجب طيب أردوغان.
وأوضح فال وهو متخصص في شؤون الشرق الأوسط، أن أردوغان ظل يتظاهر لسنوات بالحكم الديمقراطي كحيلة للدخول في الاتحاد الأوروبي، ولكنه في حقيقة الأمر فهو الراعي الأول للحركات والجماعات المتطرفة في العالم، واصفا إياه بـ"الفاشي والمتطرف".
وقال ديل فال، خلال مقابلة مع مجلة:" كوزور" الفرنسية، إن "أردوغان يرفض الانصياع لمبادئ الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق بملف حقوق الإنسان وتقبل الأقليات".
وأشار، في هذا الصدد، إلى حملات التطهير العرقي التي يشنها الجيش التركي على الأكراد وحملات القمع واعتقال الصحفيين".
وهاجم أردوغان قائلاً: "أقحم بلاده لتكون فاعلاً رئيسياً في رعاية التنظيمات المتطرفة"، مندداً بما اعتبره سذاجة النخب الغربية منذ عام 1997، حين وصفوه بـ"المسلم المعتدل" المعادل لـ"الديمقراطيين المسيحيين".
وأوضح ديل فال، وهو مؤلف كتاب "استراتيجية البلطجة" عام 2018، أن أردوغان قدم نفسه للغرب كمدافع عن "الإسلام المعتدل المؤيد للغرب"، وبالفعل وقعت واشنطن وبروكسل في ذلك الفخ، وأشادوا "بالليبرالية الاقتصادية في تركيا، وكونها عضواً في الحلف الأطلسي وترشيحها للاتحاد الأوروبي".
وأضاف: "لكن في حقيقة الأمر فإن ديمقراطية أردوغان زائفة، حيث يحمل أجندة خفية تعكس ميوله المتطرفة الخالصة التي ترعى التنظيمات المتطرفة.
وتابع: "يستغل أردوغان الجوانب القانونية والأخلاقية لاختراق أوروبا وأيضاً لكون تركيا حليفة للولايات المتحدة لتنفيذ أجندته لتكون تركيا دولة عثمانية جديدة".
ووفقاً للمحلل السياسي، فإن "المعارضين الأتراك من العلمانيين واليساريين التقدميين وغيرهم، حذروا أوروبا من أن أردوغان كان متشدداً نشأ من رحم الحركة الرايكالية (ميلي جوروس) بدعم من تنظيم الإخوان الحليف التاريخي للدولة العثمانية".
ووصف الرئيس التركي بـ"طاغية، لم ينكر أبداً معادته للغرب".
وقال ديل فال: سبق وأعلن أردوغان صراحة أن الديمقراطية "ليست غاية بل وسيلة"، وأنها "مثل القطار بمجرد وصوله إلى المحطة، فليهبط الجميع".
وأعرب المحلل السياسي عن استغرابه من وسائل الإعلام الغربية والطبقة السياسية الأوروبية، التي غضت بصرها عن قمع أردوغان منذ عام 2013، دون التنديد بتصرفاته.
وتمثلت تلك التصرفات، بحسب ديل، في قمع المعارضة والمظاهرات في واقعة بارك "جيزي" ثم عمليات الاعتقالات والفصل بعد محاولة الانقلاب الفاشل في صيف 2016، وحملات التطهير العرقي ضد الأكراد".
وأشار ديل فال إلى أنه رغم كل هذه التصرفات الوحشية، لم يرَ الغرب أن "أردوغان له نزعة فاشية متطرفة، كأحد عناصر العثمانيين الجدد"، معرباً عن دهشته من إغفال تلك المعلومات عن أجهزة المخابرات الغربية عن الأجندة الخفية لأردوغان.
ووجه الباحث السياسي الانتقادات إلى الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الذي رأى أن "حزب العدالة والتنمية التركية وتنظيم الإخوان بيئة وسيطة بين العلمانية والقومية".
فل أيضاً اتهم أردوغان بأنه "مهندس استراتيجية الشرق الأوسط الكبير لتقسيم الوطن العربي لإحلال التنظيمات المتطرفة ويكون بطلها تنظيم الإخوان وقطر".
وفيما يتعلق بانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، تساءل ديل فال: "كيف يفتح الاتحاد الأوروبي مفاوضات انضمام دولة احتلت قبرص عام 1974، وتنكر الإبادة الجماعية للأرمن، كما تهدد بغزو الجزر اليونانية في بحر إيجه، موضحاً أنه خطأ فادح لأولئك الذين فتحوا المفاوضات لانضمام أنقرة".
وتابع: "وعد زائف يستخدمه أردوغان باستمرار لتنفيذ ابتزازه الأخلاقي من خلال اتهام الأوروبيين بعدم الوفاء بالتزاماتهم لإذلال الأتراك والمسلمين".
واستنكر ديل فال تصرف بعض كتاب الرأي والقادة السياسيين الأوروبيين الذين لا يزالون يجرؤون على دعم فكرة أن "رفض انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي" هو ما دفع أردوغان وحزب العدالة والتنمية إلى التطرف.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA= جزيرة ام اند امز