مليشيات طرابلس تحشد بأوامر تركيا.. تصعيد ينسف آمال الحل
فصل جديد تحرك تركيا خيوطه ضمن مشروعها للسيطرة على المنطقة الوسطى (سرت والجفرة)، عبر خلق حلقة جديدة من الاستفزازات.
مليشيات متناحرة ينشد قادتها الحد الأدنى من التماسك الظاهري، عبر تصعيد عسكري يستهدف إجهاض جميع الآمال بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة الليبية.
حشد عسكري لمليشيات ما يسمى حكومة الوفاق الإخوانية في العاصمة طرابلس، ينذر بإعادة الأزمة إلى المربع الأول، والزج بها في منعرج جديد يبتر ملامح التقدم المسجل بالمسار السلمي.
فصل جديد تحرك تركيا خيوطه ضمن مشروعها للسيطرة على المنطقة الوسطى (سرت والجفرة)، عبر خلق حلقة جديدة من الاستفزازات، بهدف إطالة أمد الصراع، والاستفادة من ارتداداته.
والخميس، أصدر وزير الدفاع بمليشيات طرابلس، صلاح النمروش، أمرًا إلى قادة المليشيا وما يسمى غرفة العمليات العسكرية، طالبهم فيه برفع درجة الاستعداد للقصوى، واتخاذ كافة التدابير اللازمة.
وزعم النمروش أن الأمر يأتي لصد ومنع أي هجوم من قبل قوات الجيش الليبي على مدن بني وليد وترهونة وغريان.
مليشيات متناحرة
اللواء خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، رأى في تصريحات النمروش "محاولة لإيجاد شيء يوّحد المليشيات المختلفة المتناحرة".
وأضاف المحجوب، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يمكن لتعليمات وزير دفاع أو رئيس أركان أن تسيطر على تلك المليشيات التي لا تعترف بأي تبعية حقيقية.
وأكد أن الجيش الوطني الليبي مؤسسة عسكرية منضبطة، وقد أعلن التزامه بمبادرة القاهرة التي تنص على وقف إطلاق النار.
وحول ما تداولته تقارير إعلامية بشأن تحضير مليشيات الوفاق للهجوم على الهلال النفطي، قال المحجوب: "لا أعتقد"، قبل أن يستدرك مشددا على أن "الجيش الليبي جاهز في كل الأحوال".
أما الدكتور علي التكبالي، عضو مجلس النواب الليبي، فاعتبر أن النمروش يريد أن يظهر للعالم أن الجيش الليبي هو المعتدي، وأنه من يريد الهجوم على العاصمة طرابلس وعلى غريان وعلى كل المدن.
خيوط اللعبة
وحول ما إن كان هناك ربط بين زيارة النمروش الأخيرة لتركيا وتصريحاته، قال التكبالي لـ"العين الإخبارية"، إن جميعهم (مليشيات طرابلس) يذهبون إلى تركيا لتلقي الأوامر، مشيرًا إلى أن أنقرة هي من يوزع الأدوار.
بدوره، قال عادل ياسين، رئيس مجلس التعاون الدولي والعلاقات الدبلوماسية في ليبيا، إن الحشد العسكري في طرابلس محاولة من تركيا لتأجيج الأوضاع في ليبيا.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن نقرة التي كانت مستعمرة للوطن العربي تحلم الآن بإعادة تلك الأمجاد عن طريق أردوغان الذي طالما كانت بصماته واضحة للعيان.
وأوضح ياسين أن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج لطالما كان، منذ تسلمه السلطة، أسيرا لتركيا والمليشيات المسلحة؛ مشيرًا إلى أن أنقرة تتحكم في كل قراراته وتوصياته.
طرح أيده الدكتور مختار الجدال، عضو المجلس الانتقالي الليبي السابق، بالقول إن تركيا مستمرة في انتهاك حظر السلاح المفروض على ليبيا.
وطالب الجدال فرنسا بممارسة ضغط أكثر جدية على أنقرة، نظرًا لعلاقتها مع أغلب دول الجوار (تونس، الجزائر، تشاد، مصر)، فضلا عن أزمة باريس مع أنقرة حول شرق المتوسط.
وشدد على أن الحل يكمن في جمع السلاح وحل المليشيات وإخراج المرتزقة، ثم الجلوس للوصول إلى حل سياسي.
نشاط جوي تركي
تحركات المليشيات في طرابلس تزامن مع نشاط جوي تركي بالعاصمة الليبية خلال الأيام الماضية، رصده موقع "إيتاميل رادار" الإيطالي المختص بتتبع حركة الطيران.
وأشار الموقع إلى وصول أكثر من 10 رحلات إلى قاعدة الوطية (غرب) خلال أقل من أسبوعين، وسط ترجيحات بأن تكون هذه الرحلات خاصة بنقل مقاتلين مرتزقة أو أسلحة من تركيا إلى ليبيا.
كما تزامنت التحركات مع انتشار صورة حديثة تظهر انتشار عناصر من الجيش التركي في قاعدة الوطية الجوية الاستراتيجية التي تتواجد فيها أنقرة منذ مايو/ أيار الماضي.
وظهر الجنود بأزيائهم العسكرية وهم بصدد القيام بتمشيط ومسح محيط القاعدة التي كانت مسرحاً لمعارك بين قوات الجيش الوطني الليبي ومليشيات الوفاق المدعومة من أنقرة.