حيل السراج الـ6 "الفاشلة" لإخماد مظاهرات شباب طرابلس
حكومة السراج حاولت التحايل لإفشال وتشويه مظاهرات آلاف المواطنين في قلب العاصمة طرابلس بشتى الطرق
حاولت حكومة فايز السراج في ليبيا التحايل لإفشال مظاهرات الآلاف غالبيتهم من الشباب في قلب العاصمة طرابلس، لكنها باءت بالفشل، حسب مراقبين، في وقف الاحتجاجات المتصاعدة، نتيجة لحجم المعاناة التي يعيشها الليبيون من تردي وانفلات أمني نتيجة انتشار المليشيات والمرتزقة.
كشف مصدر أمني ليبي، مساء الخميس، عن انتشار واسع لمدرعات وآليات مسلحة تابعة لمليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بميدان الشهداء، بوسط العاصمة طرابلس.
وقال المصدر لـ"العين الإخبارية" إن قوة المليشيات المتمركزة هي خليط بين مليشيات "النواصي" ومرتزقة سوريين، تابعين للمجلس الرئاسي.
وبحسب المصدر ذاته، فإن انتشار المليشيات والمرتزقة بوسط العاصمة طرابلس استهدف منع المتظاهرين السلميين المنطوين تحت "حراك 23 أغسطس" من الوصول لميدان الشهداء والمطالبة بإسقاط حكومة الوفاق.
ومنذ، الأحد، يخرج آلاف الليبيين في مظاهرات حاشدة بالعديد من مدن غربي البلاد، ضد حكومة السراج، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية تحت شعار "ثورة الفقراء" بطرابلس والزاوية.
- لجنة ليبية: مليشيات السراج استخدمت أسلحة ثقيلة ضد المتظاهرين
- حراك "همة شباب ليبيا" لـ"العين الإخبارية": مستمرون ومطالبنا مشروعة
المطاردة والتفريق
من اليوم الأول للتظاهرات حاولت سلطات طرابلس تفريق المتظاهرين عبر مطاردتهم من قبل عناصر أمنية غير نظامية تابعة لحكومة الوفاق، وعدم السماح لهم للمتظاهرين بالتجمع في مكان واحد، خاصة ميدان الشهداء -الساحة الخضراء سابقا- لكي لا تظهر قوتهم.
وباءت المحاولة بالفشل حيث سمح انتشار المتظاهرين المطاردين في مسيرات في أحياء وشوارع مختلفة إلى تشجيع غير المتظاهرين بالنزول إلى الشارع، كما أظهرت قوة المظاهرات التي انتشرت في غالبية أحياء العاصمة.
وتوجه متظاهرون خلال الأيام الماضية إلى مقر رئاسة الوزراء بطريق السكة، ومقر القيادي الإخواني خالد المشري بفندق المهاري بطريق الشط.إطلاق النار
لجأت سلطات طرابلس إلى تطويق ميدان الشهداء بسيارات مسلحة وأطلق عناصر بزي أمني الرصاص لتفريق المتظاهرين، في تحرك أدانته منظمات حقوقية ليبية ودولية، وعلى رأسها بعثة الأمم المتحدة في ليبيا.
وخلال المظاهرات التي دخلت يومها الخامس أطلقت عناصر أمنية تابعة لحكومة الوفاق الرصاص باتجاه المتظاهرين، حسب شهود عيان، ولاحقا استخدمت الأسلحة الثقيلة والرشاشات والمدافع باتجاه المتظاهرين ما تسبب في سقوط عدد كبير منهم مصابين بإصابات بليغة.
كما ظهر عدد من المرتزقة السوريين في صور ومقاطع مصورة يطلقون الرصاص بشكل أفقي في مستوى الرأس، ما يعني تعمد قتل المتظاهرين.
وقامت عناصر المليشيات بإلقاء القبض على عدد كبير من قادة الحراك الشعبي والمتظاهرين، وصل عددهم بحسب مصادر حقوقية إلى أكثر من 50 شخصا، كما تمت عمليات مداهمات واعتقال ضد قادة التظاهرات.
عناصر مندسة
تنصلت حكومة فايز السراج من إطلاق النار على المتظاهرين وادعت داخلية السراج أن عناصرها لم تطلق النار بل اتهمت طرفا آخر لم تسمه من المندسين بأنه من استهدف المدنيين في التظاهرات السلمية بحسب نص بيانها.
وتكرر وصف المندسين بين المتظاهرين في بيانات وتصريحات عدد كبير من قادة حكومة السراج ومليشياتها وكذلك الأحزاب السياسية الموالية للتنظيمات المتطرفة بهدف تفريق المتظاهرين وتخويفهم من النزول إلى الميادين.
الدفع بالإخوان
مع استمرار المظاهرات الغاضبة دفعت حكومة الوفاق بعناصر من التنظيمات الإرهابية سواء الإخوان أو الجماعة الليبية المقاتلة في مظاهرات موازية للحراك الشعبي، بهدف حرف المظاهرات عن مسارها، حيث رفعوا شعارات ولافتات تناقض مطالب المتظاهرين الرئيسية بشأن الأوضاع الأمنية والانفلات الأمني.
وفطن المتظاهرون، حسب متابعين، لحقيقة هذه الخدعة وتصدوا لمحاولة تقدم هذه التنظيمات للالتحام بالمتظاهرين، وتم طرد عناصرها من ميدان الشهداء.
وأكد قادة الحراك في طرابلس إن تنظيم الإخوان هو شريك رئيسي في كل الأزمات التي تمر بها طرابلس وليبيا عامة.
تهديد بالتصعيد
في تصعيد جديد وتهديد بحمل السلاح، اجتمع فايز السراج بعدد من قادة المليشيات وقادة أجهزته الأمنية في طرابلس، لمناقشة الوضع الأمني، وأصدرت منطقة طرابلس العسكرية التابعة للمليشيات بيانات تهدد فيها المتظاهرين الذين وصفتهم بـ"الغوغاء" بأنها ستضربهم بيد من حديد
المتظاهرون من جانبهم واصلوا الخروج لشوارع طرابلس، وصعدوا من مطالبهم، إلى المطالبة بفتح تحقيقات في الجرائم التي تورط فيها مسؤولون كبار مثل "مذبحة غرغور" التي تورط فيها فتحي باشا أغا وزير الداخلية بحكومة السراج عام 2013، كما هددوا بتصعيد الحراك إلى عصيان مدني شامل.
حظر كورونا
وكحيلة أخيرة لجأ السراج إلى استخدام حظر كورونا، حيث أعلن "حظرا فوريا" طوال الـ24 ساعة لمدة 6 أيام في العاصمة طرابلس، بدعوى مواجهة كورونا، للتغطية على قمع المتظاهرين، بدعوى مخالفة قرار الحظر.
كما نشرت حكومة السراج مدرعاتها في الشوارع الرئيسية والميادين وقامت بإغلاق الطرق بين المناطق، إلا أن المتظاهرين تدفقوا على ميدان الشهداء بطرابلس رغم سريان حظر التجول، ودعوا إلى مظاهرة مليونية بقلب العاصمة الجمعة.