رشاشات واختطاف بطرابلس.. داخلية السراج تقر بفشلها في حماية المتظاهرين
حكومة السراج غير الدستورية حاولت التنصل من مسؤولية مداهمة منازل نشطاء بطرابلس وخطف بعض المتظاهرين وإخفائهم قسراً
أقرت وزارة الداخلية التابعة لحكومة فايز السراج غير الدستورية بليبيا، الخميس، بفشلها في تنفيذ وعدها بحماية المتظاهرين بطرابلس من المليشيات المسلحة.
وبحسب بيان لـ"داخلية السراج"، والتي يتولى حقيبتها فتحي علي باشاغا، فإن مجموعة مسلحة – لم تحدد هويتها - أطلقت الأعيرة النارية بشكل عشوائي من رشاشات ومدافع تجاه المتظاهرين.
وحاولت حكومة السراج غير الدستورية التنصل من مسؤولية مداهمة منازل نشطاء في طرابلس وخطف بعض المتظاهرين وإخفائهم قسراً، باتهام "طرف ثالث" لم تسمه حتى الآن.
وزعمت أنها رصدت "المجموعة المسلحة والجهات المسؤولة عنها وأنها على استعداد لحماية المدنين العزل من بطشهم"، وفقا للبيان نفسه.
ورغم تعمد "داخلية السراج" تجاهل تحديد المتهمين بالاعتداء على المتظاهرين ومداهمة منازل المواطنين في ميدان الشهداء بطرابلس، كشفت "العربية" عن وقوف ميليشيات "النواصي" المدعومة من تركيا وراء تلك الحملة.
والخميس، قالت مصادر مطلعة لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات موالية للسراج سيطرت على ميدان الشهداء في العاصمة طرابلس بعد طرد المتظاهرين منه بالقوة، ما أدى لإصابة 4 متظاهرين.
وحاصرت المليشيات المتظاهرين، وأطلقت النار عليهم لتفريقهم، كما قامت بحملة اعتقلات شاملة ما تسبب في هروب المحتجين.
كانت المنظمة الحقوقية الليبية قد طالبت حكومة السراج بالتوقف فورًا عن استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين، وضرورة احترام حق التظاهر وحرية الرأي والتعبير وضمان حق التظاهر السلمي.
والأحد الماضي، حاول "باشاغا" القفز من مركب المسؤولية باتهامه "ميليشيات مسلحة في طرابلس" بالفساد وباستغلال النفوذ والابتزاز والتآمر ضد وزارته واختراق جهاز المخابرات واستخدامه ضد مؤسسات الدولة، كما هدد بملاحقتهم قضائياً.
وفي حديثه خص باشاغا "ميليشيا النواصي"، وهي واحدة من أكبر المليشيات المسلحة في طرابلس، وتتألف من أكثر من 700 عضو، وتعمل في منطقة أبوستة بالعاصمة الليبية، على بعد أمتار فقط من قاعدة أبوستة البحرية، حيث يوجد مقر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وبموافقة السراج وباشاغا، تدير "ميليشيا النواصي" عدة نقاط تفتيش وتسير دوريات في منطقة أبوستة بطرابلس، وهو ما مكنها من لعب دور مهم في المشهد السياسي والعسكري في العاصمة.
وخرج آلاف الليبيين، الأحد، في مظاهرات حاشدة بالعديد من مدن غربي البلاد، ضد حكومة فايز السراج، غير الدستورية، اعتراضا على تردي الأوضاع المعيشية.
وتظاهر الآلاف تحت شعار "ثورة الفقراء" بطرابلس والزاوية، إلى جانب مصراتة، التي تشهد احتجاجات هي الأولى من نوعها في المدينة منذ العام 2015
ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات المنددة بسياسة السراج وانعدام الخدمات وتردي الأوضاع، ووصل المتظاهرون في العاصمة طرابلس إلى مقر مجلس الوزراء بطريق السكة.
ويشكو المتظاهرون من انقطاع التيار الكهربائي، لأكثر من 10 ساعات يوميا في غالبية المدن، وعدم الطرح العادل بين المناطق، وغياب الوظائف وعدم دمج الشباب وانعدام السيولة في المصارف واختفاء النفط من المحطات وعدم مساواتهم بالمرتزقة السوريين القادمين للقتال عبر أنقرة في صفوف المليشيات.
ورفعت لافتات تطالب بضرورة توفير الأمن والأمان لمواطني المنطقة الغربية الذين يعانون الذعر والإرهاب.
كما أحرق ومزق عدد من المتظاهرين صورا لأعضاء المجلس الرئاسي وأبرزهم فايز السراج وأحمد معيتيق.
وطالب المتظاهرون بمكافحة الفساد وانتخابات رئاسية ونيابية حقيقية وليس مجرد إعادة تشكيل مجلس رئاسي.