الملك سلمان في روسيا.. ذروة تصاعد العلاقات إلى الاستراتيجية
الزيارة تأتي في ظل تحديات حرجة وغير مسبوقة تواجه الشرق الأوسط والعالم وتستلزم تعاونا بين البلدين لوضع حلول لها
يزور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز موسكو، غدا الخميس، في زيارة تُعَد الأولى من نوعها، وصفها روسيون بأنها تأتي في ذروة تصاعد العلاقات وانتقالها من العادية إلى الاستراتيجية.
وتهدف الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتمتد من 5-7 الشهر الجاري إلى مناقشة العديد من الملفات المتعلقة بمجالات الاقتصاد والنفط والطاقة، وبحث القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، وتعزيز العلاقات الثنائية وسبل التعاون بين البلدين.
واستبق الملك سلمان الزيارة بالموافقة على التباحث مع الجانب الروسي بشأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون السياحي ومذكرة تعاون أخرى في مجال التحقيق والادعاء العام، معبرا عن تطلعه أن تحقق زيارته لروسيا ما يطمح له البلدان من تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية.
ويسعى البلدان إلى توطيد الشراكة بينهما وتجاوز الخلافات السابقة، والعمل على النقاط المشتركة.
وبحسب ما نقلته صحيفة "عكاظ" السعودية عن مصادر روسية، فإنه خلال لقاء الملك سلمان وبوتين بالكرملين، سيتم مناقشة الأزمات الحرجة في المنطقة، وفي مقدمتها أزمات اليمن وسوريا وقطر، وسبل لجم الإرهاب وتجفيف منابع ومصادر تمويله.
وعَدَّ مراقبون الزيارة مؤشرا واضحا يعكس حرص موسكو على تعزيز التعاون مع الرياض، وتأكيد استراتيجية العلاقات، خصوصا في مجالي الأمن ومكافحة الإرهاب، خاصة وأن التحديات التي تواجه المنطقة تتطلب تنسيقا سعوديا-روسيّا لإيجاد الحلول.
وظهر الترحيب البالغ بزيارة الملك سلمان برفع لافتات إعلانية ضخمة عليها صورته في شوارع العاصمة الروسية موسكو.
مذكرة التعاون
وفيما يخص التعاون الثنائي فقد أعدت الرئاسة الروسية برنامجا حافلا لزيارة الملك سلمان، التي سيتم خلالها إبرام تحالفات واتفاقات مع روسيا في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية.
ووافق مجلس الوزراء السعودي على تفويض رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني -أو من ينوبه- بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع مذكرة تفاهم للتعاون في مجال السياحة بين الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المملكة والهيئة الفيدرالية للسياحة في روسيا الاتحادية، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.
كما وافق المجلس على تفويض النائب العام -أو من ينوبه- بالتباحث مع الجانب الروسي في شأن مشروع مذكرة تعاون بين النيابة العامة في المملكة والنيابة العامة في روسيا الاتحادية في مجال التحقيق والادعاء العام، والتوقيع عليه، ومن ثم رفع النسخة النهائية الموقعة، لاستكمال الإجراءات النظامية.