غضب عربي وانتفاضة إلكترونية ضد نتنياهو.. «لا مساس بالسعودية»
أثارت تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو دعا فيها لإقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية عاصفة إدانات على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط غضب عربي رسمي.
واليوم السبت، عبرت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي السعودية.
وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تعتبر تعديا سافرا على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وأعرب خليفة شاهين المرر وزير دولة، عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع السعودية الشقيقة والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطول أمنها واستقرارها وسيادتها، وأكد أن سيادة السعودية "خط أحمر"، وأن دولة الإمارات لا تسمح لأي دولة بتجاوز ذلك أو التعدي عليه.
كما أكد المرر رفض دولة الإمارات القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، داعيا إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش، وحث المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومجلس الأمن على الاضطلاع بمسؤوليتهما ووضع حد للممارسات غير الشرعية التي تتنافى مع القانون الدولي.
وجدد خليفة شاهين التأكيد على موقف دولة الإمارات التاريخي الراسخ تجاه صون حقوق الشعب الفلسطيني، وضرورة إيجاد أفق سياسي جاد يفضي إلى حل الصراع وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، وشدد على أن لا استقرار في المنطقة إلا بحل الدولتين.
كما أدانت مصر، السبت أيضا، بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة والمرفوضة جملة وتفصيلًا الصادرة عن الجانب الإسرائيلي، التي تحرّض ضد السعودية وتطالب ببناء دولة فلسطينية في أراضيها.
واعتبرت مصر، في بيان لوزارة الخارجية، أن التصريحات الإسرائيلية تمثل "مساسًا مباشرًا بالسيادة السعودية، وخرقًا فاضحًا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
وشددت مصر على أن "هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه السعودية تعد تجاوزًا مستهجنًا وتعديًا على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وافتئاتًا على سيادة السعودية، وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وفقًا لخطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967".
وجددت التأكيد على "وقوفها إلى جانب السعودية بشكل كامل ضد هذه التصريحات المستهترة، وتدعو المجتمع الدولي إلى إدانتها وشجبها بشكل كامل".
بدورها، نددت منظمة التحرير الفلسطينية، اليوم، بتصريحات نتنياهو حول إقامة دولة فلسطينية على أراضي السعودية.
وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ: "ندين بشدة الموقف الإسرائيلي الذي يستهدف المملكة العربية السعودية وسيادتها والذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية على أراضيها، ونعتبره خرقا للقانون الدولي والمواثيق الدولية".
وأضاف: "نؤكد أن دولة فلسطين لن تكون إلا على أرض فلسطين ونثمن مواقف المملكة العربية السعودية قيادة وشعبا التي تنادي دوما بتطبيق الشرعية الدولية والقانون الدولي والملتزمة بحل الدولتين كأساس للأمن والاستقرار والسلام في المنطقة".
كما استنكر محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، بأشد العبارات التصريحات غير المسؤولة التي صدرت من الجانب الإسرائيلي والتي طالبت فيها ببناء دولة فلسطينية بالمملكة العربية السعودية، محذرا من خطورة مثل هذه التصريحات كونها سوف تؤدي لتأجيج الصراعات بالمنطقة وتهدد الأمن والاستقرار والسلم العالمي.
وأكد اليماحي، في بيان أصدره اليوم السبت، رفض البرلمان العربي لهذه التصريحات التي تمس سيادة المملكة العربية السعودية وأمنها واستقرارها، وتعد خرقا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، مشددا على أن أمن واستقرار المملكة العربية السعودية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي العربي والمساس به لا يمكن قبوله.
وجدد اليماحي تأكيد البرلمان العربي ورفضه القاطع لكافة التصريحات التي تمس بسيادة الدول العربية فضلا عن كونها تعديا صارخا على حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية وفقا لخطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967.
وأكد اليماحي تضامن البرلمان العربي الكامل مع المملكة العربية السعودية للحفاظ على سيادتها وأمنها واستقرار شعبها.
تصريحات نتنياهو
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رد في مقابلة تلفزيونية على سؤال حول مطالب السعودية بإقامة دولة فلسطينية بالقول: "يمكن للسعوديين إنشاء دولة فلسطينية في السعودية؛ لديهم الكثير من الأراضي هناك".
وتتمسك السعودية بإقامة دولة فلسطينية قبل أي حديث عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
أصدرت الخارجية السعودية فجر الأربعاء، بيانا أكدت فيه رفضها إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، مؤكدة أن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات".
ووسط الغضب الرسمي العربي، قوبلت تصريحات نتنياهو برود فعل سعودية غاضبة على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، أكدت دعمها لإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأعرب نشطاء على شبكات التواصل الاجتماعي عن رفضهم المساس بأي شبر من أراضي السعودية، وأكدوا فخرهم بمواقف قيادة بلادهم الداعمة للقضية الفلسطينية.
سخرية وتهكم
كما سخر البعض من تصريحات نتنياهو مستخدمين نفس الأسلوب والمنطق الذي تحدث به، داعين إلى إقامة دولة إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية التي لديها مساحات أراضٍ كبيرة، والتي يروج رئيسها دونالد ترامب لمخطط تهجير الفلسطينيين من غزة.
وضمن هذا الإطار غرد "فهد الزهراني -أبو عبدالعزيز" متهكما، حيث قال: "أعتقد أن أفضل حل للسلام في الشرق الأوسط أن تعيش إسرائيل بسلام هي أن تنتقل إلى قلب الولايات المتحدة الأمريكية فهناك الكثير من الأراضي، وهناك حتما سيشعر الإسرائيلي بعدم الخوف على حياته".
وأضاف: "بقاؤه في الشرق الأوسط دون حل الدولتين والاعتراف بالقدس عاصمة لفلسطين وإيقاف بناء المستوطنات وتهجير الفلسطينيين لن يحل القضية ولن يشعر بالسلام ولن يسمح له الفلسطيني ببناء دولته على حساب أمنه واستقراره".
بدوره، اعتبر الصحفي أحمد الرباعي أن بيان الخارجية السعودية أربك نتنياهو، حيث قال: "نعلم جميعًا أن البيان السعودي الحازم لخبط أوراقهم، وبعثر خططهم، وأصابهم بالجنون، وجعلهم يظهرون بهذه الآراء التي تفتقد للمنطق والعقلانية".
متفقا معه قال منصور ثامر طراد الملحم إنه "بعد رفض المملكة العربية السعودية لمخطط ترامب لتهجير الشعب الفلسطيني من غزة، وإعلانها تمسكها بموقفها الثابت بعدم التطبيع مع إسرائيل قبل الاعتراف بدولة فلسطين بحدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، خرج نتنياهو ليطلق ترهاتٍ تعكس فشله وعجزه".
فخر بمواقف القيادة
من جهته، غرد أوس بن فواز الفوزان معربا عن فخره بمواقف القيادة الداعمة لقضية فلسطيني، قائلا: "بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تمضي السعودية العظمى بثبات على نهجها الأصيل ومواقفها المشرفة، مستلهمة رؤية القائد العظيم الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله-. فمبادئنا راسخة، ووعودنا لا تُنكث، وستظل فلسطين قضية المملكة الأولى، موقفًا ثابتًا لا يتغير، قولًا وفعلًا".
في السياق نفسه، قال عبدالكريم الشمري -فنان تشكيلي-: "تظل فلسطين وقضيتها في قلوبنا دما يجري اعتزازا وفخرا وتظل تلك القضيه هاجسا كبيرا لاهوادة فيه عند قادتنا وولاة أمورنا هم من ناصروا ودعموا وكافحوا من أجل فلسطين وأرضها منذ قرون ولا نزال".
وأضاف: "شكرا ولي عهدنا المحبوب حفظك الله ورعاك على تلك المواقف البطولية والقرار الجريء لنصرة إخواننا في فلسطين، فحيث يكون القرار الجريء يكون النجاح".
غضب وتحذير
من جهته غرد فيصل بن طارق الفايز، معبرا عن غضبه ورفضه تصريحات نتنياهو، ومحذرا إياه من تداعياتها.
وقال في هذا الصدد: "ردنا أن المساس بأي متر من أراضي المملكة العربية السعودية العظمى هو بمثابة إعلان حرب (..) المملكة هي الحصن المنيع للإسلام ويقف خلفها ٢ مليار مسلم (..) ونحن جميعاً كسعوديين نقسم على حمايتها لآخر نفس يصعد من أجسادنا".
بيان السعودية
وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان أصدرته فجر الأربعاء أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وأن هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات.
وأشار بيان الخارجية إلى تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في هذا الصدد في أكثر من مناسبة.
وأكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال خلال الخطاب الذي ألقاه في افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة التاسعة لمجلس الشورى 18 سبتمبر/أيلول 2024، حيث شدد على أن المملكة العربية السعودية لن تتوقف عن عملها الدؤوب في سبيل قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك.
كما أبدى هذا الموقف الراسخ خلال القمة العربية الإسلامية غير العادية التي عقدت في الرياض 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، حيث أكد مواصلة الجهود لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية والمطالبة بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحث المزيد من الدول المحبة للسلام للاعتراف بدولة فلسطين وأهمية حشد المجتمع الدولي لدعم حقوق الشعب الفلسطيني الذي عبرت عنه قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار فلسطين مؤهلة للعضوية الكاملة للأمم المتحدة.
وشددت المملكة العربية السعودية في بيانها على ما سبق أن أعلنته من "رفضها القاطع المساس بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة سواء من خلال سياسات الاستيطان الإسرائيلي، أو ضم الأراضي الفلسطينية، أو السعي لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه".
وبينت: "إن واجب المجتمع الدولي اليوم هو العمل على رفع المعاناة الإنسانية القاسية التي يرزح تحت وطأتها الشعب الفلسطيني الذي سيظل متمسكًا بأرضه ولن يتزحزح عنها".
وأكدت المملكة أن "هذا الموقف الثابت ليس محل تفاوض أو مزايدات، وأن السلام الدائم والعادل لا يمكن تحقيقه دون حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة وفقًا لقرارات الشرعية الدولية، وهذا ما سبق إيضاحه للإدارة الأمريكية السابقة والإدارة الحالية".