3 قمم في يومين.. السعودية "صمام أمان" العالم الإسلامي
قمتان طارئتان.. خليجية وعربية وأخرى إسلامية تستضيفهم مكة المكرمة في 30 مايو الجاري، بغية التشاور والتنسيق
3 قمم تستضيفها المملكة العربية السعودية في يومين، لبحث القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، سعيا نحو تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وتكريسا للدور التاريخي للمملكة في قيادة مشاغل الأمة.
قمتان طارئتان؛ خليجية وعربية، تعقدان بمكة المكرمة في 30 مايو الجاري، بغية التشاور والتنسيق مع الدول أعضاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجامعة الدول العربية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة.
اجتماعات تأتي قبل يوم من القمة الإسلامية المقررة بالمدينة نفسها، تحت شعار "قمة مكة: يدا بيد نحو المستقبل"، والتي من المنتظر أن يترأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بحضور قادة الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي.
ويرى محللين أن السياق الذي تشهده المنطقة، في ظل التهديدات الإيرانية المتنامية، والتصعيد الحوثي عبر محاولة استهداف قبلة المسلمين، يجعل منها قمة استثنائية على كافة الأصعدة.
وتأتي الاجتماعات الطارئة المرتقبة ضمن الجهود التي تبذلها المملكة في سبيل تعزيز المصالح العربية المشتركة، والتصدي للمخطط الإيراني لاستهداف استقرار منطقة الخليج، بما يمهد الطريق لطهران لتفعيل سياستها التوسعية فيها.
السعودية.. "صمام أمان"
أحمد مصطفى، السفير التونسي السابق، اعتبر أن الدور القيادي الذي تلعبه السعودية في منطقة الخليج العربي بشكل خاص، والعالم الإسلامي عموما، يفرض عليها التحرك، عند وقوع تهديدات، لتقريب وجهات النظر، والتوصل إلى حلول.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال مصطفى إن السعودية تشكل صمام أمان العالم الإسلامي، سواء من خلال دورها التاريخي القيادي أو من خلال رمزيتها، باعتبارها الأرض التي تضم مقدسات المسلمين ووجهتهم.
كما أن استهداف أمن السعودية يدق ناقوس خطر حقيقي لمنطقة الخليج العربي بأسره، والاعتداء الحوثي الأخير فيه تعدّ صارخ على حرمة أراضي المملكة، ما يستدعي تنسيق المواقف الخليجية والعربية من أجل صياغة ردّ موحد وقوي قادر على التصدي للمخطط الحوثي ومن ورائه الإيراني.
وبخصوص توقعاته لمخرجات الاجتماعات الطارئة، أعرب مصطفى عن أمله في أن تتمخض عنها قرارات حاسمة قادرة على ترجمة تقارب وجهات النظر الخليجية والعربية حول القضايا المصيرية، حين يتعلق الأمر بمستقبل الأمة وأمنها واستقرارها.
واستدرك: "حتى وإن لم تتمخض القمتان عن قرارات فإن انعقادها في حد ذاته يبعث برسائل إيجابية إلى العالم، ويؤكد متانة الصف العربي وتوحده عند الأزمات".
الحوثي.. ذراع إيران الانقلابية تهدد السلام العربي
يتفق خبراء على أن المخطط الإيراني لإشعال المنطقة العربية عبر مليشيا الحوثي الانقلابية، ذراع طهران المسموم في اليمن، لن يمر ولن يجد أرضية خصبة للتجسيد، في ظل الوعي العربي المشترك بالأهداف التوسعية لطهران ومخططاتها الخفية.
فالهجمات التي شنتها المليشيا الإرهابية -قبل أيام قليلة- ضد أهداف سعودية أكدت جميع القراءات القائلة بأن المشروع الإيراني يتخذ من اليمن مجرد قاعدة خلفية لاستهداف المملكة والمنطقة.
اعتداءات سافرة أحرجت جميع الذين كانوا حتى وقت قريب يستبعدون امتداد أذرع طهران إلى ما وراء الحدود اليمنية، ويدعون أنه حتى الاعتداءات السابقة على المملكة كانت منفصلة، ولا تحسب ضمن مخطط ممنهج.
وبالتوازي مع الاعتداءات الحوثية تخشى المنطقة تداعيات تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، على خلفية إعلان الأولى، قبل أسبوعين، وقف العمل ببعض بنود الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وجاء الإعلان الإيراني في 8 مايو/أيار الجاري، أي بالذكرى السنوية الأولى لانسحاب واشنطن من الاتفاق، وفرضها عقوبات على طهران.
وفي إطار التوتر الحاصل، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، في وقت سابق، إرسال حاملة الطائرات "أبراهام لنكولن" وطائرات قاذفة إلى الشرق الأوسط، استنادا إلى معلومات استخباراتية حول استعدادات محتملة من قبل إيران لتنفيذ هجمات ضد القوات أو المصالح الأمريكية.
توتر هنا وهناك، تقف طهران على خطوط تماسه من مختلف الجهات، لتحول المنطقة إلى صفيح ساخن قابل للاشتعال في أي لحظة، وتعرض أمن شعوبها للخطر، ما حتم تحرك السعودية باتجاه الدعوة إلى اجتماعات طارئة.
القمة الإسلامية العادية في سياق طارئ
مباشرة عقب الاجتماعات الطارئة الخليجية والعربية، تستضيف مكة الدورة الرابعة عشرة للقمة الإسلامية العادية لمنظمة التعاون الإسلامي.
ونظرا لسياقها، يرجح متابعون أن تكون للاجتماعات بعد طارئ من المنتظر أن تكون لها تأثيرات مباشرة على موقف البلدان الإسلامية تجاه القضايا والأحداث الجارية.
ومن المقرر أن يصدر عن القمة "إعلان مكة"، إضافة إلى البيان الختامي الذي سيتطرق إلى العديد من القضايا الراهنة في العالم الإسلامي، إذ من المرتقب أن يبحث القادة موقف الدول الأعضاء في المنظمة من التطورات الأخيرة في عدد من الدول الأعضاء.
aXA6IDE4LjIyNC41Ni4xMjcg جزيرة ام اند امز