كيف أنهت السعودية ظاهرة "غش الحصص" داخل أوبك+؟
أوبك أصدرت تعليمات إلى الأعضاء الذين فشلوا في تحقيق خفض الإنتاج المتفق عليه مثل العراق ونيجيريا، بالتعهد بتخفيضات إضافية كتعويض
نجح الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة السعودي، خلال فترة قصيرة في مهمة ضبط أسعار النفط محليا وعالميا من خلال إلزام مجموعة أوبك+ وحلفائها بخفض الإنتاج، ولكن بقيت مشكلة واحدة هي محاولات بعض الأعضاء التملص من تعهداتهم السابقة بخفض الإنتاج.
لذلك أصدرت منظمة أوبك تعليمات إلى الأعضاء الذين فشلوا في تحقيق خفض الإنتاج المتفق عليه مثل العراق ونيجيريا، بالتعهد بتخفيضات إضافية كتعويض.
تشكل هذه العقوبات عبئًا كبيرًا على الاقتصادات التي أضعفها الركود في النفط، ومن المؤكد أن الدول المعنية لا تمتثل لها.
قرار جريء وغير مسبوق
يعد قرار إلزام الدول التي فشلت في تحقيق خفض الإنتاج المتفق عليه مثل العراق ونيجيريا، بتخفيضات إضافية كتعويض، قرارا جريئا وغير مسبوق ويدل على دور السعودية البارز في ضبط الأسعار عالميا.
وتقول بلومبرج إنه لم يحدث أبدًا أن تعهدت الدول بتخفيضات إضافية كتعويض عن عدم الالتزام بالتخفيضات المتفق عليها كما حدث بشأن شهر يوليو/ تموز، وهو ما جاء بفضل جهود المملكة التي قادها بطريقة غير عادية في أوبك+ وزير الطاقة السعودي.
تؤتي هذه الاستراتيجية ثمارها للسعوديين، حيث التزم العراق ونيجيريا بنسبة 85% فقط من التخفيضات المستهدفة للشهر الماضي، وفقًا لبيانات أوبك+، وهي مستويات امتثال التي لم تحدث من قبل.
يتناقض هذا التصرف بشكل حاد مع ما حدث من العراق العام الماضي، حيث تجاهل الالتزام بحصته من أوبك+ بالكامل، وزاد الإمدادات عندما كان ينبغي أن يخفضها، وهي مشكلة قديمة ومعروفة في المنظمة، إذ لا يلتزم بعض الأعضاء بالاتفاقات بشأن الإنتاج.
عندما عين الأمير عبد العزيز وزيرًا للطاقة في السعودية العام الماضي، توقع المحللون أن عقودًا من الدبلوماسية النفطية ستثبت فاعلياتها في مفاوضات أوبك، وهو ما حدث بالفعل خلال أزمة النفط الأخيرة وإدارته للضغط على الدول التي لم تلتزم بخفض الإنتاج.
أعضاء أوبك+ نفذوا 95% من أهداف خفض الإنتاج
نفذ أعضاء أوبك+ في المجمل 95٪ من تخفيضات الإنتاج المتفق عليها الشهر الماضي، بعد أن كان تحقيق مثل هذه المعدلات الكبيرة للالتزام في الإنتاج يتم في الماضي، لكن المملكة أيضًا حدت من الإنتاج أكثر مما هو مطلوب.
أجرت منظمة أوبك وشركاؤها تخفيضات كبيرة في إنتاج النفط هذا العام - نحو 10% من الإمدادات العالمية - لتعويض خسارة الطلب الناجمة عن أزمة كوفيد-19، وقد ساعدوا على مضاعفة الأسعار 3 مرات في 4 أشهر تقريبًا، ويرجع الكثير من هذا النجاح إلى الانضباط الذي سعت إليه المملكة العربية السعودية بشكل جاد.
تحركات السعودية قبل اجتماع أوبك+ الأخير
تقول فوربس إن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز اتصل بالرئيس النيجيري محمد بخاري قبل ساعات من اجتماع أوبك+ الذي تم الأربعاء الماضي، وشدد الجانبان على أهمية التزام جميع المشاركين في الاتفاق.
ذكرت وكالة الأنباء السعودية في اليوم نفسه أن اتصالًا جرى بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، حول الاستقرار في أسواق النفط العالمية وإعادة التوازن إليها. وهذا خلال مكالمة هاتفية مساء الأربعاء.
أكد الجانبان أهمية التزام جميع الدول الأعضاء في أوبك+ بتنفيذ الاتفاق وآلية التعويض المتفق عليها.
طالب وزير الطاقة السعودي أعضاء منظمة أوبك وحلفائها بتعزيز الامتثال لتخفيضات إنتاج النفط التي تهدف إلى دعم الأسعار، متوقعًا عودة الطلب العالمي إلى مستويات ما قبل الجائحة في الربع الأخير من العام الجاري 2020.
قال الوزير السعودي إن بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية ووكالة الطاقة الدولية تشير إلى احتمالية وصول الطلب لنحو 97٪ من طلب النفط في فترة ما قبل الجائحة خلال الربع الرابع.
يجري تداول خام برنت قرب أعلى مستوى في 5 أشهر تقريبًا عند ما يزيد على 45 دولارًا للبرميل، وزاد سعره إلى مثلي مستواه منذ بلغ أدنى مستوى في 21 عامًا دون 16 دولارًا للبرميل في أبريل/ نيسان، بمساعدة جزئية من اتفاق أوبك+ لخفض الإنتاج.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg جزيرة ام اند امز