لا يمكن أن تسمح أمريكا أو أوروبا أن يتم التلاعب بتوازنات دولية واقتصادية في المنطقة لأن ذلك باب من أبواب حرب عالمية
التاريخ يعلمنا جميعا أنه يصعب التنبؤ بالكيفية التي تتصرف بها السعودية إذا ما واجهت مثل هذه الأعمال فهي ترد بوسائل وطرق مختلفة ومفاجئة وناجحة، وقليلا ما تلجأ إلى المواجهة المباشرة في الرد إذا ما كانت هناك فرص متاحة للرد بالطرق المناسبة سواء بشكل مباشر وغير مباشر.
التاريخ السعودي يخبرنا أن كل من حاول إيذاء السعودية عبر تاريخها الحديث ينتهي نهايات مؤلمة، هكذا قال التاريخ ولست أقول ذلك في محاولة للتبرير ولكنها حقيقة ماثلة أمامنا يمكن استعراضها بالأسماء والدول، وكما كانت الكثير من الأنظمة المعادية للسعودية تشكل خطرا عليها فقد زالت وإيران حاليا وبهذه الآمال الإرهابية تشكل تهديدا مباشرا للسعودية ومن هذا المقياس سوف يتم التعامل معها.
التخلص من إيران واستراتيجيتها سيكون أحد الأهداف الدولية خلال المرحلة المقبلة وسوف يبرز ذلك قريبا وهذا جزء من التنبؤات المهمة التي يجب أن ندركها، والوضع السياسي الإيراني صعب جدا ومعقد ويلجأ إلى التهديدات المباشرة بالإيذاء فهذا النظام يشعر بالموت البطيء وسوف يشعر به أكثر خلال الأشهر المقبلة
السياسة السعودية وبعد الهجوم على بقيق تضع العالم أمام أمرين الأول: هو قدرتها على الرد المباشر وهذا التصريح من القيادات السعودية يؤخذ محمل الجد فالسعودية تمتلك قدرات عسكرية يمكنها حسم الأمور إذا ما وصلت الأمور إلى طرق مسدودة، وتهديدات إيران وأبواقها الإعلامية لا يمكنها إخفاء التفوق السعودي في مجال الأسلحة فحداثة الأسلحة السعودية تشكل جانب تفوق لا يمكن إغفاله.
الأمر الثاني مرتبط بالتصريحات الصادرة من المسؤولين السعوديين حول نية السعودية في إشراك دول عالمية وإسلامية ومسؤولين دوليين ومنظمات في التحقيقات واطلاعهم على الحقائق وهنا تكمن القوة السعودية في معالجة القضية، لأنها تمكن العالم: سواء العربي أو الإسلامي المؤيد للسعودية بلد الإسلام أو بقية دول العالم من فهم المزيد عن الإرهاب الإيراني فحتى الدول الأوروبية أو الآسيوية التي تستخدم إيران كوسيلة ضغط على أمريكا سوف تدرك المخاطر التي يمكن أن تسببها إيران للمنطقة وإمدادات الطاقة في العالم بمجرد معرفتها للحقائق.
ليست أمريكا أو أوروبا فقط هي من يشتري البترول من الخليج فالعالم كله يعيش على البترول الخليجي، ومع ذلك لا يمكن أن تسمح أمريكا أو أوروبا أن يتم التلاعب بتوازنات دولية واقتصادية في المنطقة لأن ذلك باب من أبواب حرب عالمية، والمسار الانتخابي الذي يتخذه الرئيس ترامب في معالجة هذه الأزمة والحديث عنها لا يعبر عن الاستراتيجية الأمريكية في حقيقته، لأن التوازنات الدولية في المنطقة عود ثقاب قابل للاشتعال.
السعودية تدرك هذه الحقائق العميقة بمنهجية سياسية واضحة، والقاعدة الدائمة للسياسة السعودية فيما يخص النظام الإيراني أن هذا النظام يشكل خطرا على المنطقة بأكملها خاصة بوصوله إلى مرحلة يمكنها أن تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي بوصول أسعار البترول إلى أرقام خيالية يصعب السيطرة عليها.
التخلص من إيران واستراتيجيتها سيكون أحد الأهداف الدولية خلال المرحلة المقبلة وسوف يبرز ذلك قريبا وهذا جزء من التنبؤات المهمة التي يجب أن ندركها، والوضع السياسي الإيراني صعب جدا ومعقد ويلجأ إلى التهديدات المباشرة بالإيذاء فهذا النظام يشعر بالموت البطيء وسوف يشعر به أكثر خلال الأشهر المقبلة لأن تكاليف القضاء على هذا النظام إذا ما تطلب الأمر ذلك ليست مستحيلة ويمكن توفيرها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة