السعودية.. دور تاريخي في العمل العربي المشترك
المملكة العربية السعودية دعت لعقد قمتين طارئتين نهاية مايو/أيار الجاري بمدينة مكة المكرمة لتباحث الاعتداءات الحوثية الإيرانية.
على مر الزمن، حرصت المملكة العربية السعودية على التعامل مع مجمل هذه القضايا العربية بكل مسؤولية وجدية، ساعية إلى تعزيز دور العمل العربي المشترك في شتى المجالات، رغبة في تحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.
فكلما اشتكى عضو من الجسد العربي، سارعت المملكة بمد يدها بالنصح والعون والوقوف بوجه شتى ضروب العدوان التي تستهدف تماسك المنطقة.
دعت المملكة لعقد قمتين طارئتين، نهاية مايو/أيار الجاري، بمدينة مكة المكرمة، لتباحث الاعتداءات الحوثية الإيرانية التي تهدد أمنها واستقرار منطقة الخليج العربي، كانت تهب في كل مرة بلغ فيها العدوان عتبة أي بلد عربي آخر.
قمة القدس بالظهران.. قضايا الأمة بالصدارة
السفير أسامة بن أحمد نقلى، المندوب الدائم للسعودية لدى جامعة الدول العربية، اعتبر أن القمة العربية أو قمة القدس كما سميت لاحقا، المنعقدة بمدينة الظهران في أبريل/نيسان 2018، شهدت العديد من التحديات على مستوى القضايا السياسية على الساحتين العربية والإقليمية والدولية، وعلى صعيد العمل العربي المشترك.
وقال، في كلمته أثناء الجلسة الافتتاحية، المنعقدة في مارس/آذار الماضي، لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، إن المملكة تمكنت من تعزيز دور العمل العربي المشترك في العديد من مجالات التعاون.
دور تبلور على أرض الواقع، خاصة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي، وتحديدا عبر اعتماد آلية التزام الدول بقرارات المجلس الاقتصادي والاجتماعي، والآلية الخاصة بمتطلبات الشفافية في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى.
دور إنساني بالمنطقة العربية
كما كانت المملكة على مر العصور قبلة المسلمين، والأرض التي تضم مقدساتهم، وبوصلتهم التي توحد وجهتهم، حرصت على الاضطلاع بدورها الإنساني عبر تقديم العون والمساعدة لرفع المعاناة عن الشعوب العربية في محنها.
دعمت المملكة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا»، وساندت اللاجئين السوريين في الدول العربية، ودعمت النازحين في العراق، كما هبت لنجدة الشعب اليمني حين طلب مساعدتها في التصدي للانقلاب الحوثي، فبذلت أرواح أبنائها وأبناء دول التحالف العسكري الذي تقوده لدعم الشرعية في اليمن.
وفي العديد من البلدان العربية الأخرى، لم تتوانَ السعودية عن مد يد العون وتقديم المساعدات في الحروب والكوارث والحالات القاهرة، لتكون البلسم الذي يداوي جروح العرب وندوبهم.
سيادة الدول العربية.. خط أحمر
في تعاملها مع القضايا العربية ومستجداتها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، استندت المملكة على الانطلاق من مبدأ الحفاظ على سيادة الدول واستقلالها وأمنها واستقرارها.
المبدأ نفسه ارتكزت عليه في تعاملها مع القضية الفلسطينية، من خلال سعيها الحثيث لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وذلك وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وعلى الأساس نفسه، ترفض المملكة، بشكل قاطع، أي محاولة للمساس بهذه الحقوق في كل الأراضي العربية المحتلة عام 1968 بما فيها هضبة الجولان السورية.
وبشأن الاعتراف الأمريكي الأخير بـ"السيادة" الإسرائيلية المزعومة على الهضبة السورية المحتلة، رأت المملكة في موقف واشنطن مخالفة صريحة لميثاق الأمم المتحدة، ومبادئ القانون الدولي، والقرارات الشرعية ذات الصلة.
وعلى ذات المبادئ، تعاملت المملكة مع الأزمات في كل من سوريا وليبيا، في ظل مساعي التوصل لحل بشأنها وفق القرارات الدولية ذات الصلة أيضا، وعبر دعم الجهود الأممية، وفي كنف احترام الاتفاقات المبرمة بين الأطراف.
أزمات العرب.. ورم إيراني
المطلع على خارطة الأزمات في المنطقة العربية لن يتأخر في اكتشاف الورم الإيراني العابث بوحدتها، والحضور القوي لطهران في تأجيج الخلافات الداخلية والقفز على الانقسامات لتعميق المعاناة الإنسانية للشعوب العربية.
وعبر أذرعها الإرهابية، تقود إيران حروبا بالوكالة في أكثر من جبهة عربية، وخلقت بؤر توتر عبر إثارة الفتن المذهبية والطائفية، ودعم الميلشيات المسلحة، التي تعمل خارج إطار السلطات الشرعية، سعيا نحو تفتيت وحدة الشعوب العربية بما يمهد لاختراقها والسيطرة عليها.
ولم يقتصر الدور الإيراني التخريبي على ذلك، وإنما دعمت التنظيمات الإرهابية في المنطقة بالصواريخ البالستية التي تهدد الوجود العربي بشكل جدي، والأسوأ أنها تهدد أمن قبلة المسلمين، وسند العرب وداعمهم في محنهم؛ ما يحتم توحيد الصفوف للتصدي لهذا الورم المتفشي.
aXA6IDE4LjExOS4xMjIuNjkg جزيرة ام اند امز