السعودية وأمريكا.. 80 عاما من الشراكة المثمرة والعلاقات الوطيدة
الزيارة الأولى لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تعد قفزة جديدة في مسار تطوير العلاقات الثنائية بين السعودية وأمريكا.
تجسد الزيارة الرسمية التي بدأها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، الإثنين، حرص البلدين الصديقين على ترسيخ هذه الشراكة وتوطيد العلاقات الثنائية الممتدة لنحو أكثر من 80 عاماً.
- الجبير: زيارة ولي العهد السعودي لأمريكا تبدأ 19 مارس وتستمر لأسبوعين
- ترحيب أمريكي واسع بتصريحات محمد بن سلمان
وتحل الزيارة الأولى لولي العهد إلى الولايات المتحدة الأمريكية منذ مبايعته في 21 يونيو/حزيران الماضي، في مضامينها قفزة جديدة في مسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في إطار روابط الصداقة والعلاقات التاريخية المتينة وشراكة التنمية التي تربط البلدين الصديقين.
وتكتسب زيارة الأمير محمد بن سلمان لواشنطن أهمية كبرى في ظل المتغيرات الدولية والإقليمية المتسارعة ما يتطلب تبادلاً للآراء وتنسيقاً للمواقف بين البلدين ذوي التأثير الدولي المتميز، إلى جانب دفع عجلة الاقتصاد والانطلاق به إلى آفاق أرحب تتوافق مع الرؤية الطموحة للمملكة 2030.
والعلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بُنيت على الاحترام والتعاون المتبادل والمصالح المشتركة، وتحظى بمكانة خاصة لدى الجانبين، نظراً لتاريخها الذي يعود إلى عام 1931، عندما بدأت رحلة استكشاف وإنتاج النفط في المملكة بشكل تجاري، ومنح حينها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، حق التنقيب عن النفط لشركة أمريكية، تبعها توقيع اتفاقية تعاون بين البلدين عام 1933، دعمت هذا الجانب الاقتصادي المهم الذي أضحى قوة اقتصادية عالمية في هذا العصر.
وبعد مرور هذة المدة من تاريخ تلك الاتفاقية، عزّز الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، العلاقات الثنائية مع أمريكا بلقاء تاريخي جمعه بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن الطراد الأمريكي (يو إس إس كونسي)، وذلك في 14 فبراير/ شباط 1945.
وعُدّ ذلك اللقاء، نقطة التحول في انتقال علاقات المملكة وأمريكا إلى مرحلة التحالف الاستراتيجي في مختلف المجالات، لتعمل المملكة بعدها على تسخير هذه العلاقة وغيرها من العلاقات الدولية في تلبية مصالحها الوطنية مع دول العالم بما فيها أمريكا، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
وحظيت المملكة باهتمام عالمي عام واهتمام أمريكي خاص، نتيجة مكانتها الإسلامية، والسياسية والاقتصادية، وعدّت أحد مرتكزات الأمن الاستراتيجي في المنطقة العربية.
كما أن ثروتها النفطية زادت من دورها الدولي في إحداث توازن بالاقتصاد العالمي على مر السنين، نتيجة تحوّل النفط إلى سلعة عالمية أثرت على اقتصاديات العديد من الدول المستهلكة له، فضلاً عن أن إطلالتها على سواحل البحر الأحمر والخليج العربي جعلها متميزة في موقعها الجغرافي بالمنطقة.
وبرزت في تاريخ العلاقات السعودية الأمريكية، محطات مهمة عُدّت مرتكزاً أساسياً في دعم مسيرة العلاقات بين البلدين؛ ومنها الزيارة التي قام بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في 11 إبريل/نسيان 2012 إلى واشنطن حينما كان ولياً للعهد بدعوة من وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا.
والتقى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود خلالها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وبحث معه تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة في المجال العسكري والاستراتيجي المشترك.
وفي 27 يناير/كانون الثاني 2015 قام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما برفقة وفدٍ رفيع المستوى بزيارة إلى المملكة، ليقدم التعزية في وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وأجرى خلال الزيارة محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
كما تناول اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأحداث في المنطقة، في حين كانت آخر زيارة للرئيس أوباما إلى المملكة في 20 إبريل/نسيان، والتقى خلالها خادم الحرمين الشريفين، وحضر القمة التي عقدت بين قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي وأوباما.
وفي 3 سبتمبر/أيلول 2015 وصل الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مدينة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية في زيارة رسمية، تلبيةً لدعوة من الرئيس باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية السابق، والتقى في مقر إقامته بواشنطن، وزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.
كما استقبل الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض في 4 سبتمبر /أيلول، خادم الحرمين الشريفين، حيث عقدا جلسة مباحثات استعرضا خلالها العلاقات المتينة بين البلدين.
وفي نفس اليوم، استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، في مقر إقامته بمدينة واشنطن، رؤساء أمريكا السابقين جورج دبليو بوش، وبيل كلينتون، كلاً على حدة.
أما تاريخ لقاءات قيادات المملكة والولايات المتحدة، فإنه يعود إلى عام 1943، حينما لم يتمكن الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن، من زيارة الولايات المتحدة، تلبيةً للدعوة الرسمية من الرئيس الأمريكي فرانكلين دي روزفلت، فأناب نجليه الملك فيصل بن عبدالعزيز وزير الخارجية آنذاك، والملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود، لبحث مستقبل العلاقات الثنائية بين البلدين.
وزار الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود الولايات المتحدة الأمريكية بدعوة من الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور في 29 يناير/كانون الثاني 1957، كأول الملوك السعوديين الذين زاروا أمريكا.
وفي شهر يونيو/حزيران من عام 1945، زار الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود الولايات المتحدة الأمريكية في عهد والده الملك عبد العزيز، بوصفه ممثلاً للملك عبدالعزيز، لحضور تأسيس منظمة الأمم المتحدة في مدينة سان فرنسيسكو، والتوقيع على اتفاقية انضمام المملكة إلى المنظمة، لتصبح الدولة الخامسة والأربعين المنضمة إليها.
واستمر تبادل الزيارات وعقد اللقاءات بين قادة البلدين وكبار المسؤولين فيهما منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن، مرورًا بعهود أبنائه الملك سعود بن عبدالعزيز والملك فيصل بن عبدالعزيز والملك خالد بن عبدالعزيز والملك فهد بن عبدالعزيز والملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وفي ذات السياق تقف جهود الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، شاهداً على المضي قدماً بالصداقة السعودية - الأمريكية، فعمل على توثيقها وتعزيز أوجه التعاون وبناء شراكات استراتيجية تسهم في خدمة المصالح المشتركة بين البلدين، بما يتسق مع روية المملكة 2030، إلى جانب تكامل الجهود السياسية كقوتين مؤثرتين على الساحة الدولية تجاه المتغيرات إقليماً ودولياً، انطلاقاً من مواقف المملكة إزاء مختلف القضايا.
ففي سبيل تعزيز العلاقات الأمنية وشؤون الدفاع بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، العديد من الاجتماعات واللقاءات مع المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أن أصبح وزيراً للدفاع.
وبرز من نشاطاته استقبال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة جوزيف ويستفول، واستقبال قائد القيادة الوسطى الأمريكية الفريق أول لويد أوستن، ورئيس بعثة التدريب العسكرية الأمريكية في المملكة، اللواء توماس هاروود، ولقائه مع رئيس مجلس النواب الأمريكي جون بينر، واستقبال نائب وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن، واجتماعه مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد أوستن.
وفي 24 رجب عام 1436 هجرية، وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ للمشاركة ضمن وفد المملكة المشارك في اجتماع قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وعقد لقاءً خلال الزيارة مع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر.
كما قام في 21 من شهر رمضان عام 1436هـجرية، بزيارة لحاملة الطائرات الأمريكية ثيودور روزفلت في الخليج العربي، واطلع على قدرات حاملة الطائرات التسليحية، ومهامها الهجومية والدفاعية والمضادة للغواصات.
واجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بوزير الطاقة الأمريكي الدكتور آرنست مونيز.
كما اجتمع مع قائد القيادة الوسطى الأمريكية الفريق أول لويد أوستن، ومع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول لويد جيه أوستين.
والتقى وفداً من الكونجرس الأمريكي برئاسة السيناتور بنيامين كاردن.
واستمراراً لهذه المسيرة الممتدة في توطيد العلاقات بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، وصل الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في13 يونيو/حزيران 2016 إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في زيارة رسمية التقى خلالها عدداً من المسؤولين، لبحث تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، ومناقشة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وفي 15 يونيو/حزيران 2016 اجتمع في واشنطن مع رئيس مجلس النواب الأمريكي بول راين.
وجرى خلال الاجتماع بحث التعاون القائم بين البلدين، في عدد من المجالات المشتركة، والسبل الكفيلة بتطويره، إلى جانب جملة من المسائل ذات الاهتمام المتبادل.
وفي16 أغسطس/أب 2016، اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في جدة، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لمكافحة داعش بيرت ماكغورك.
وجرى خلال الاجتماع بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مجالات التنسيق القائمة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية ضمن التحالف الدولي لمكافحة داعش.
كما التقى 24 أغسطس/أب 2016 م، بمكتبه في جدة، وفداً أمريكياً من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المتبادل.
واجتمع في 4 سبتمبر/أيلول 2016 بمدينة هانججو الصينية، مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وجرى خلال الاجتماع بحث العلاقات الثنائية والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
وفي 12 أكتوبر/تشرين الأول 2016 التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في مكتبه بالمعذر، مدير وكالة الدفاع الصاروخي الأمريكي الفريق بحري جيمس دي سيرنج.
وجرى خلال الاجتماع بحث عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
كما تواصلت اجتماعات مع مسؤولين من الجانب الأمريكي، ففي 24 أكتوبر/تشرين الأول 2016، اجتمع، في الرياض، مع قائد القيادة المركزية الأمريكية الفريق أول جوزيف فوتل .
وجرى خلال الاجتماع، بحث آفاق التعاون الثنائي بين البلدين خاصة في المجال الدفاعي.
وفي9 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 ، التقى ولي العهد في الرياض، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة أمازون جيف بيزوس.
وجرى خلال اللقاء بحث مجالات التعاون والفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة وفق رؤية 2030.
كما اجتمع في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2016 م، في مكتبه، بالرياض، مع مبعوث الرئيس الأمريكي لمكافحة داعش بيرت ماكجورك.
وجرى خلال الاجتماع، استعراض مستجدات الأحداث في المنطقة، والجهود المبذولة لمكافحة تنظيم داعش، وجهود المملكة لدعم التحالف الدولي لمحاربة داعش .
وفي 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، في قصر العزيزية بالخبر، مع معالي وزير البحرية الأمريكية السيد راي مابوس.
وجرى خلال الاجتماع استعراض عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
كما استقبل 29 ديسمبر/كانون الأول 2016 ، في مكتبه بالرياض، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة الدكتور جوزيف ويستفول، الذي ودّعه بمناسبة انتهاء فترة عمله سفيراً لبلاده لدى المملكة.
وفي 26 إبريل/نسيان2017، اجتمع في مكتبه بالرياض، مع مبعوث الرئيس الأمريكي للتحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي بريت ماكغورك.
وجرى خلال الاجتماع استعراض مستجدات الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها مكافحة تنظيم داعش والجهود الدولية لضمان أمن واستقرار المنطقة.
وفي 20 مايو/أيار 2017، عقد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، اجتماعاً مع رؤساء كبرى الشركات الأمريكية والسعودية.
وتم خلال الاجتماع مناقشة أبرز موضوعات منتدى رؤساء الأعمال وما تم التطرق إليه خلال جلسات الطاولة المستديرة متضمنة الخصخصة والإصلاحات التنظيمية، وتوطين الصناعات، وبناء القدرات، وتمكين الشراكات، وفرص الشراكات في قطاع الاستثمار.
وأعرب رؤساء الشركات خلال الاجتماع عن تقديرهم لرؤية المملكة العربية السعودية 2030 والتزامهم بالشراكة مع المملكة لتحقيق الرؤية .
كما استقبل الرئيس دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية في ذات اليوم، بمقر إقامته بالعاصمة بالرياض، ولي العهد.
وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه التعاون السعودي الأمريكي في مختلف المجالات خاصة في الجانب الاقتصادي، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، بما فيها الجهود المبذولة من البلدين في مكافحة التطرف والإرهاب.
وبعد اختياره ولياً للعهد تلقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اتصالاً هاتفياً، من الرئيس دونالد ترمب، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عبّر خلاله عن التهنئة لسموه باختياره ولياً للعهد، وتطلع بأن يسهم اختيار سموه في ترسيخ الشراكة السعودية الأمريكية.
كما بعث ولي العهد برقية تهنئة للرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بمناسبة ذكرى استقلال بلاده.
وتواصلاً لهذه المسيرة الممتدة في العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين، اجتمع الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، في جدة مع معالي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون.
وجرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، وفرص تطويرها، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما.
كما أجرى اتصالاً هاتفياً بوزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس، هنأه فيه بالانتصار على تنظيم داعش الإرهابي في الموصل.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg
جزيرة ام اند امز