2030.. رؤية متجددة مع البيعة الخامسة للملك سلمان
الذكرى الخامسة لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، تحل بينما تتجاوز الإنجازات المحققة في المملكة هام السحاب.
يوافق السبت (3 ربيع الآخر 1441هـ الموافق 30 نوفمبر 2019م) ذكرى مرور 5 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم (3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير 2015م)، حيث شهدت السعودية خلالها نهضة تنموية وإنجازات تاريخية على مختلف الأصعدة.
وتحل الذكرى الخامسة لتولي الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، بينما الإنجازات المحققة تتجاوز هام السحاب؛ وتتوالى الإنجازات في مختلف المجالات تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، بينها إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في العام الأول من حكمه، والسماح للمرأة بقيادة السيارة لأول مرة في تاريخ المملكة في العام الرابع.
نقلة نوعية
تواصل السعودية مسيرة البناء والتطور عبر رؤية 2030، التي تم إطلاقها في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز، مستهدفة تحقيق نقلة نوعية للاقتصاد الوطني وإرساء أسس جديدة لتنويع مصادر الدخل.
وعلى الصعيد الخارجي، واصلت السعودية التصدي لدور إيران، والوقوف إلى جانب الشرعية في اليمن، مع الحرص على تحقيق التكامل الخليجي، فيما شهدت العلاقات السعودية الإماراتية نقلة نوعية، تم مأسستها عبر مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي أعلن عنه في مايو/أيار 2016.
كما حققت السعودية إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخليا وخارجيا، تُوجت بتشكيل تحالف عسكري إسلامي من 41 دولة، بقيادتها، لمحاربة الإرهاب.
وعقب توليه الحكم، أعاد الملك سلمان تشكيل مفاصل الدولة على مختلف الأصعدة؛ فقد أصدر أمرا ملكيا في 29 يناير/كانون الثاني 2015 تضمن إلغاء 12 لجنة ومجلسا، أبرزها مجلس الأمن الوطني، والمجلس الاقتصادي الأعلى، واستبدالهما بمجلسين يرتبطان تنظيميا بمجلس الوزراء هما "مجلس الشؤون السياسية والأمنية"، و"مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية"، ويترأسهما الأمير محمد بن سلمان.
وأضحى المجلسان أهم مجلسين يقومان برسم سياسات المملكة على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
جولات الخير
وفي 10 مارس/آذار 2015، وفي أول كلمة متلفزة منذ توليه السلطة، وجّه الملك سلمان عدة رسائل لمواطني بلاده منها: "لا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى"، مشيرا إلى أن "أبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات".
وشهدت الأيام تباعا تنفيذ ما وعد به العاهل السعودي؛ فلم يفوّت الملك سلمان فرصة إلا وأكد فيها أهمية الوحدة الوطنية والمساواة بين المواطنين، والعدالة بين المناطق في المشاريع التنموية.
وقام العاهل السعودي بالعديد من الجولات في مختلف مناطق المملكة، من أبرزها جولة في مدن المنطقة الشرقية استمرت نحو أسبوع نهاية نوفمبر ومطلع ديسمبر/كانون الأول 2016، قام فيها بتدشين مشروعات سكنية وتعليمية وصحية وصناعية ومشروعات طاقة بعشرات المليارات من الدولارات.
كما دشن الملك سلمان بن عبدالعزيز خلال الجولة عددا من المشروعات الصناعية، شرقي المملكة، بقيمة استثمارات إجمالية تفوق 216 مليار ريال (57.6 مليار دولار).
وفي نوفمبر/تشرين الثاني ا2018 زار العاهل السعودي 5 مناطق هي: القصيم وحائل وتبوك والجوف والحدود الشمالية، في جولتين متتاليتين، دشّن وافتتح خلالهما عددا من المشروعات التنموية والتعدينية والصناعية، بلغت نحو 1318 مشروعا، بقيمة تجاوزت 141 مليار ريال، ومن أبرز هذه المشروعات مشروع "وعد الشمال"، الذي تقدر تكلفته الإجمالية بـ86 مليار ريال.
إنجازات تاريخية
المرأة السعودية حققت مكاسب عديدة في عهد الملك سلمان؛ ففي العام الأول لحكمه تم إجراء أول انتخابات بلدية تشارك فيها المرأة كناخبة ومرشحة في تاريخ المملكة يوم 12 ديسمبر/كانون الأول 2015، وقد توجت بفوز 21 امرأة بمقاعد في انتخابات المجالس البلدية في دورتها الثالثة.
كما بدأت السعوديات في قيادة السيارات منذ 24 يونيو/حزيران الماضي، تنفيذا لأمر تاريخي أصدره العاهل السعودي في 26 سبتمبر/أيلول 2017، يقضي بالسماح للمرأة باستصدار رخصة قيادة سيارة "وفق الضوابط الشرعية".
وفي 14 فبراير/شباط الماضي تم السماح للمرأة بالبدء بعملها التجاري والاستفادة من الخدمات الحكومية دون الحاجة لموافقة ولي الأمر، كما تمت إتاحة العديد من الوظائف للنساء كانت حكرا على الرجال.
وعلى الصعيد الثقافي، شهدت المملكة في 18 أبريل/نيسان الماضي افتتاح أول دار عرض سينمائية في المملكة، بعد حظر للسينما استمر أكثر من 35 عاما.
رؤية 2030
وعلى الصعيد الاقتصادي، أعلنت السعودية في 25 أبريل/نيسان 2016، عن رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط وتنويع مصادر الدخل.
وفي 6 يونيو/حزيران 2016، وافق مجلس الوزراء على برنامج التحول الوطني 2020، وهو أحد برامج "رؤية المملكة العربية السعودية 2030".
ومن أبرز ما تضمنته خطة التحول الوطني في السعودية توفير 450 ألف فرصة عمل للسعوديين، وزيادة مشاركة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي إلى 65%، بما يوفر 40% من الإنفاق الحكومي.
وفي إطار تلك الرؤية، تم إطلاق عدد من المشروعات الضخمة من أبرزها مشروع "نيوم" أعلنه ولي العهد السعودي في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2017، ويقام على أراضٍ من السعودية والأردن ومصر، باستثمارات إجمالية تقدر بـ500 مليار دولار.
كما أطلق ولي العهد السعودي نهاية يوليو 2017 مشروع البحر الأحمر، وجهة سياحية عالمية، ضمن "رؤية المملكة 2030".
ويتضمن المشروع إقامة منتجعات سياحية على أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين مدينتي أملج والوجه، والممتدة على ساحل يتجاوز طوله 200 كيلومتر في البحر الأحمر.
وفي 10 نوفمبر 2018 دشن الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي، مدينة الملك سلمان للطاقة "سبارك"، باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال).
الحرب على الإرهاب
على صعيد الحرب على الإرهاب، حققت المملكة إنجازات بارزة في حربها ضد الإرهاب داخليا وخارجيا، بتوجيهات من العاهل السعودي، من أبرز نماذج هذا النجاح إحباط هجمات إرهابية، كان تنفيذ إحداها كفيلا بإحداث كارثة، ومن أبرزها إحباط هجوم انتحاري، في 4 يوليو/تموز 2016، كان يستهدف المسجد النبوي.
وأحبطت السلطات السعودية مخططا لتفجير ملعب "الجوهرة" (غرب)، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2016، وإحباط "محاولة انتحارية" كانت تستهدف السفارة الأمريكية بالرياض، في مارس/آذار 2015، فضلا عن إحباط هجمات كانت تستهدف رجال أمن ومنشآت حيوية، وتفكيك خلايا وتنظيمات إرهابية، بجانب إحباط "هجمات إلكترونية منظمة على جهات حكومية ومنشآت حيوية".
وأعلنت المملكة في 14 ديسمبر/كانون الأول 2015، تشكيل تحالف عسكري إسلامي من 41 دولة، بقيادتها، لمحاربة الإرهاب.
واستطاعت السعودية أيضا أن توحد الصفوف العربية والإسلامية لمواجهة المد الإيراني في المنطقة، ودورها في دعم الإرهاب.
السياسة الخارجية
على صعيد السياسة الخارجية، وضع العاهل السعودي عقب توليه الحكم، نصب عينيه تحقيق عدد من الأهداف والإنجازات ضمن الدوائر الأربع التي تمثل أولويات سياسة المملكة الخارجية، وهي الدائرة الخليجية ثم العربية ثم الإسلامية ثم الدولية.
ونشطت السياسة الخارجية للمملكة، ضمن تلك الدوائر، لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، ودعم العلاقات مع الدول العربية والإسلامية بما يخدم المصالح المشتركة ولعب دور فاعل في إطار المنظمات الإسلامية والدولية.
وركز الملك على تدعيم أواصر البيت الخليجي كأولوية، فقد أعلن قادة دول مجلس التعاون الخليجي في قمتهم التي استضافتها الرياض يوم 10 ديسمبر 2015، تبني رؤية شاملة تقدم بها الملك سلمان للتكامل الخليجي.
وخلال القمة الخليجية الـ39 التي استضافتها المملكة في ديسمبر 2018 أبدى قادة دول الخليج ارتياحهم لما تم إحرازه من تقدم في تنفيذ رؤية خادم الحرمين الشريفين، لتعزيز العمل الخليجي المشترك، التي أقرها المجلس الأعلى في دورته الـ36 في ديسمبر 2015.
وكلّف المجلس الهيئات والمجالس واللجان الوزارية والفنية، والأمانة العامة وجميع أجهزة المجلس، بمضاعفة الجهود لاستكمال ما تبقى من خطوات، بما في ذلك استكمال مقومات الوحدة الاقتصادية في إطار مجلس التعاون، والمنظومتين الدفاعية والأمنية المشتركة، وبلورة سياسة خارجية موحدة وفاعلة للمجلس تحفظ مصالحه ومكتسباته وتجنّبه الصراعات الإقليمية والدولية، وتلبي تطلعات مواطنيه وطموحاتهم.
وشدد البيان الختامي على حرص قادة دول الخليج "على قوة وتماسك ومنعة مجلس التعاون، ووحدة الصف بين أعضائه".
العلاقات السعودية الإماراتية.. نقلة نوعية
ليس أدل على تحقيق نقلة نوعية في العلاقات السعودية الإماراتية التاريخية في عهد الملك سلمان، من الزيارات المتبادلة المتواترة لقيادة البلدين، حيث قام الأمير محمد بن سلمان بزيارتين لدولة الإمارات خلال عام 2019، كما قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية، بعدة زيارات إلى المملكة في إطار توطيد علاقات التعاون وبحث القضايا الإقليمية والقضايا المشتركة.
وقبل أيام قام ولي العهد السعودي بزيارة رسمية إلى دولة الإمارات شهدت، بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والأمير محمد بن سلمان، توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين في مجالات الصحة والثقافة والفضاء والغذاء.
وتهدف مذكرات التفاهم لتكثيف الجهود وتكاملها وإيجاد حلول مبتكرة لتحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتوفرة، والوصول إلى الأهداف التنموية لكلا البلدين.
والخميس الماضي وقَّعت وكالة أنباء الإمارات "وام" مذكرة تفاهم مع وكالة الأنباء السعودية "واس"؛ لتعزيز التعاون بينهما في مجال التبادل الإخباري والإعلامي.
جاء ذلك على هامش الزيارة الرسمية التي أجراها الأمير محمد بن سلمان إلى دولة الإمارات.
شراكة وتكامل الإمارات والسعودية تمت مأسستها عبر مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، الذي أعلن عنه في مايو 2016.
وفي يونيو 2018 أُعلن خلال الاجتماع الأول لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في جدة عن اعتماد "استراتيجية العزم"، كأحد المخرجات الرئيسية لخلوة العزم، وآلية العمل المشتركة خلال السنوات الخمس المقبلة بين البلدين من خلال مجموعة من المشاريع النوعية ضمن المجالات ذات الأولوية لكلا البلدين، حيث استغرقت الخلوة 12 شهرا من التنسيق، وتهدف الاستراتيجية إلى خلق نموذج استثنائي للتكامل والتعاون بين البلدين عبر تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة من أجل سعادة ورخاء شعبي البلدين.
وتضم الاستراتيجية 3 محاور رئيسية: المحور الاقتصادي والمحور البشري والمعرفي والمحور السياسي والأمني والعسكري، إلى جانب 60 مشروعا مشتركا من أصل 175 مشروعا تهدف في مجملها إلى تعزيز التعاون بين البلدين ودعم منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبما يمهد لمرحلة جديدة من العمل المثمر والبناء بين الطرفين، فيما ستستمر اللقاءات والمناقشات خلال الفترة المقبلة بين فرق العمل المشتركة لاستكمال تنفيذ المبادرات، ورفع التوصيات والمخرجات لمجلس التنسيق السعودي الإماراتي في اجتماعاته الدورية المقبلة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، تعد العلاقة التجارية والاقتصادية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الأكبر بين مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي؛ فقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين نحو 72 مليار ريال سعودي.
وتتصدّر الإمارات قائمة الدول الخليجية المصدرة إلى المملكة، كما تأتي في مقدمة الدول الخليجية التي تستقبل الصادرات السعودية، وتأتي في مرتبة متقدمة في قائمة الدول العشر الأولى التي تستورد منها المملكة، وتلعب الاستثمارات المشتركة بين المملكة والإمارات دورا حيويا في هذا الجانب، إذ تتجاوز استثمارات المملكة في الإمارات 35 مليار درهم، حيث تعمل في الإمارات حاليا نحو 2366 شركة سعودية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد و66 وكالة تجارية، ويبلغ عدد المشاريع السعودية في الإمارات 206 مشاريع، بينما يصل عدد المشاريع الإماراتية المشتركة في المملكة إلى 114 مشروعا صناعيا وخدميا، برأسمال قدره 15 مليار ريال.
الأزمة اليمنية
فصل جديد دشنه اليمن، خلال الأيام الماضية، بتوقيع اتفاق الرياض في الخامس من نوفمبر 2019 بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجديد، عنوانه نبذ الفرقة وإعادة الأمل بدحر المشروع الحوثي والإخواني والإيراني في البلاد.
اتفاقٌ وُلد من رحم اجتماعات أرست دعائمها السعودية بالتوازي مع جهود الإمارات التي قدمت الغالي والنفيس لأجل عروبة اليمن، ليُظهر صلابة التحالف بين البلدين إزاء حماية أمن واستقرار المنطقة ومواجهة موجات الفوضى والتطرف والإرهاب.
وامتدادا للعلاقات التاريخية الاستراتيجية بين السعودية والإمارات، شكّل البلدان نموذجا في مواجهة التحديات وصل إلى حد الشهادة التي امتزجت فيها دماء أبناء البلدين دعما للشرعية في اليمن، في إطار تحالف يستهدف دحر الإرهاب ومواجهة التطرف.
فعندما تولى الملك سلمان الحكم، كان اليمن (الجارة الجنوبية للمملكة) يعيش في حالة فراغ بعد سيطرة الحوثيين (المدعومين من إيران) على صنعاء في سبتمبر 2014 وتمددهم في البلاد.
وفي 26 مارس/آذار 2015 أعطى الملك سلمان إشارة البدء لانطلاق “عاصفة الحزم” ضد الحوثيين، استجابة لطلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا عبر تحالف بمشاركة الإمارات لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات" في محاولة لمنع سيطرة عناصر الجماعة وقوات صالح على كامل البلاد، بعد سيطرتهم على صنعاء.
وتلت عاصفة الحزم عملية "إعادة الأمل" التي لا تزال مستمرة في دعم "المقاومة الشعبية" و"الجيش الوطني"؛ الأمر الذي تكلل بتحرير مناطق واسعة من قبضة الحوثيين، واستطاعت القوات الحكومية بمساندة التحالف بقيادة السعودية والإمارات أن تحرز مكاسب نوعية على الأرض.
aXA6IDMuMTQ3LjczLjg1IA== جزيرة ام اند امز