السعودية والإمارات.. رؤية مشتركة تتوجها "استراتيجية العزم"
العلاقات الثنائية بين البلدين قطعت خلال العقد الأخير خطوات استراتيجية جعلت منها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية.
تستقبل دولة الإمارات، اليوم الأربعاء، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي، الذي يصل إلى البلاد في زيارة تاريخية تمثل امتدادا للعلاقات الاستراتيجية الراسخة بين البلدين.
وتأتي زيارة الأمير محمد بن سلمان تمتينا لأواصر العلاقة الأخوية الراسخة بين السعودية والإمارات، والتي توجتها قيادة البلدين في مختلف المجالات بـ"استراتيجية العزم" كخارطة طريق للتكامل في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
فعلى مدى العصور ترتبط أبوظبي والرياض بعلاقات تاريخية وشراكة استراتيجية راسخة وشاملة ومواقف ورؤى متطابقة، فضلا عما تحظيان به من تقدير وثقة دولية كبيرة، إيمانا بأنهما قادرتان بالتعاون والتنسيق مع دول عربية شقيقة على إعادة التوازن والحفاظ على الأمن والاستقرار في المنطقة العربية وضمان مصالح شعوبها.
واستراتيجية العزم التي انطلقت في السابع من يونيو/حزيران 2018 بين البلدين جاءت للتأكيد على المصير المشترك ورسم توجهات مسيرة التعاون المستقبلي بين البلدين "التوأم" على المدى الطويل، لتحقيق رخاء الشعبين الشقيقين في مختلف القطاعات الحيوية.
- خبراء: استراتيجية العزم ترتكز على تفاهمات سعودية إماراتية قوية
- استراتيجية العزم.. خارطة طريق التكامل السعودي الإماراتي
كما أنها تُعَد استكمالا لمسار طويل من العمل المشترك بين البلدين الشقيقين بُني على أسس تاريخية صلبة، تعززها روابط الدم والمصير المشترك، وتحكمها وحدة الرؤى والمصالح في التعامل مع جميع القضايا الخليجية والعربية والعالمية؛ الأمر الذي جعلها نموذجا فريدا للعلاقات الثنائية بين الدولتين الشقيقتين.
الاستراتيجية التي عمل عليها 350 مسؤولا من البلدين من 139 جهة حكومية وسيادية وعسكرية وخلال 12 شهرا، أرست كذلك أفقا ومرحلة جديدة من العمل والتنسيق المشترك في العلاقات المتميزة والروابط التاريخية التي تمضي بقوة وعزم، بما يعزز ويدعم كذلك مسيرة التعاون الخليجي المشترك، إدراكا من قيادتيهما لمسؤولياتهما ودورهما ومكانتهما الإقليمية والدولية وداخل الخيمة الخليجية.
ويرى العديد من المراقبين أن استراتيجية العزم تدعم منظومة العمل الخليجية، وتضيف الكثير من نقاط القوة للعلاقة بين بلدان المنطقة بالانتقال من مرحلة التعاون، إلى مراحل التكامل والاتحاد في ظل وجود جُملة من التحديات والمصاعب التي تعاني منها المنطقة أمنيا واقتصاديا.
كما أن الرغبة الملحة من جانب حكومتي السعودية والإمارات بتوطين الصناعات العسكرية، التقت في رؤية استراتيجية العزم التي تُعَد حاليا الدرع الواقية لحدود البلدين وحماية لشعبيهما بتملك عناصر القوة والإرادة.
كما تفتح الاستراتيجية كذلك جميع الآفاق أمام الشعبين الإماراتي والسعودي في التطور الأمني والسياسي والعسكري والاقتصادي والمعرفي، بما يدفع وبخطوات كبيرة للنهوض والتقدم المتسارع في العالم، في إطار التفاهمات التي اتفقت عليها قيادتا البلدين عقب تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي، في مايو/أيار 2016.
وكما قال الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، فإن "استراتيجية العزم رائدة وتاريخية لعلاقات ولدت كبيرة وترسخت عبر الأجيال حتى باتت قدوة للعلاقات الراسخة بين قيادتين وشعبين شقيقين".
وقطعت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية، خلال العقد الأخير خطوات استراتيجية مهمة جعلت منها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالا على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjkwIA== جزيرة ام اند امز