بحفاوة رسمية وشعبية.. الإمارات تشارك السعودية احتفالاتها باليوم الوطني
احتفاء الإمارات ومشاركتها الرسمية والشعبية في احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يعكسان عمق العلاقات بين البلدين.
وسط حفاوة ومشاركة رسمية وشعبية، تحتفل الإمارات باليوم الوطني السعودي الـ89 الذي يصادف، يوم غد الإثنين؛ ما يعكس حالة التكامل بين البلدين الشقيقين على جميع المستويات.
وتحت شعار "همة حتى القمة".. تحتفل المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الـ89، وهو اليوم التاريخي الذي أعلن فيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود توحيد البلاد تحت راية واحدة، بعد كفاح استمر 32 عاما.
ويأتي احتفال المملكة العربية السعودية هذا العام مكللا بالعديد من التطورات والمواقف التي تمسكت من خلالها المملكة بدورها الرائد في خدمة القضايا العربية والإسلامية.
ودشنت السعودية مرحلة بناء جديدة أقرت بموجبها إصلاحات هيكلية غير مسبوقة انعكست على جميع الأصعدة الاجتماعية والاقتصادية.
وتمضي المملكة في تنفيذ التزامات رؤية 2030 الرامية إلى تقليص الاعتماد على النفط بنسبة 50%، من خلال تخصيص اعتمادات مشاريع البنية التحتية كمشاريع الكهرباء والطاقة الطرق والمياه والمواصلات وقطاع التشييد إضافة إلى القطاع السياحي.
** شراكة استراتيجية
ويعكس احتفاء الإمارات ومشاركتها الرسمية والشعبية في احتفالات اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية عمق العلاقات بين البلدين التي تجاوزت مفهوم التعاون الثنائي بين دول الجوار، لتنتقل نحو الشراكة الاستراتيجية التي تنسجم مع ما يجمعهما من علاقة تاريخية تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك.
فالإيمان بوحدة المصير المشترك بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات، قد أخذ حقه في الرعاية الكاملة التي رسخ قواعدها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل نحو نصف قرن، وتوثقت بعد ذلك بدعم من القيادة الرشيدة؛ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، حتى أضحت علاقات البلدين مثالا يحتذى بها.
وشكلت العلاقة بين البلدين صمام الأمان ومرجعية رئيسية للتعامل مع جميع التحديات والمخاطر التي تهدد الأمن الجماعي العربي والخليجي وتقف عائقا في سبيل تحقيق التطلعات في الأمن والتنمية والاستقرار، وقد ظهر ذلك جليا في مواجهة التحديات في قضايا اليمن وإيران وغيرها من الصعوبات التي تواجه المنطقة.
**توجهات حكيمة ومعتدلة
ويحظى البلدان بتقدير وثقة دولية كبيرين خاصة مع ما تتميز به سياستهما من توجهات حكيمة ومعتدلة ومواقف واضحة في مواجهة نزعات التطرف والتعصب والإرهاب والتشجيع على تعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات.
ويرجع الفضل في تأسيس العلاقات المتينة بين البلدين إلى المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، اللذين حرصا على توثيقها باستمرار وغرسها بذاكرة الأجيال المتعاقبة حتى تستمر على ذات نهج التنسيق والتعاون والتشاور المستمر حول المستجد من القضايا والموضوعات ذات الصبغة الإقليمية والدولية، بما يكفل الانسجام التام والكامل لكل القرارات المتخذة من البلدين الشقيقين في القضايا والموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وشهدت العلاقات الثنائية بين الإمارات والسعودية، خلال العقد الأخير، خطوات استراتيجية مهمة جعلت منها نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الدول العربية، ومثالا على الوعي المشترك بطبيعة المتغيرات الإقليمية والدولية المحيطة، وأهمية التعامل معها بسياسات ومواقف متسقة ومتكاملة، وقد عبر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن هذه القناعة خلال الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى الإمارات في 3 ديسمبر/كانون الأول 2016 حينما غرد عبر حسابه الشخصي على تويتر قائلا: "علاقات المملكة ودولة الإمارات تجاوزت العلاقات الدبلوماسية والتحمت لتكون علاقة العضد بعضيده.. نسأل الله أن يحمي هذا الجسد الواحد".