العلاقات السعودية الإماراتية لا يمكن ويجب ألا تكون موضع شك، فهي الآن في أوجها؛ لأن المشتركات بين هاتين الدولتين اليوم تتضاعف.
التحالف السعودي الإماراتي قائم على معطيات مشتركة وتحالفات الهدف منها تحقيق إنجازات مهمة، فكلتا الدولتين تدرك جيدا مكانتها على الخارطة الدولية، خاصة أن الموقع الدولي والمكانة السياسية لدولة كبرى ومحورية، هي المملكة العربية السعودية، يمتد عبر تاريخ طويل منذ عشرات العقود، بجانب الموقع المؤثر دوليا وإقليميا لدولة الإمارات التي هي بالتأكيد تتربع في ميزان دولي مؤثر.
إن تجربة الدول الخليجية مع بعضها، خاصة معطيات الأزمة القطرية، علّمت الجميع أن الدرس السياسي والتوازن في القضايا المشركة من أهم المعايير التي يجب الاستمرار في تأصيلها في المنطقة الخليجية، حيث دول خليجية متعددة لها تأثيرات كبرى في المسار السياسي والاقتصادي والثقافي
هذه العلاقة الراسخة منذ ما يقرب من خمسة عقود بين هذين البلدين تضعنا أمام نتائج فعلية لما تتحقق بين السعودية والإمارات كدولتين خليجيتين لهما دور بارز في تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وتحصين الموقف الخليجي سياسيا على المستوى الإقليمي والدولي قبل أي شيء، فالطبيعة الدبلوماسية للعلاقات بين الدول هي في أوجها بين هاتين الدولتين لا سيما وأنهما تتشاركان المواقف في الكثير من القضايا المهمة والحساسة في المنطقة.
ما تعاني منه هذه العلاقة في الحقيقة موجود فقط على الساحة الإعلامية التي تتبناها مؤسسات إعلامية ودول وأفراد من خلال إيمان هذه الفئات بنظريات المؤامرة، وأن ما يحدث بين هاتين الدولتين يثير الأسئلة. الحقيقة الثابتة أن دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية تعرفان بعضهما حق المعرفة، وتعرف كل دولة ماذا تعنى لها الأخرى، ومهما كانت التقاطعات فهناك مصالح مشتركة تتجاوز كل التأويلات؛ لأن العلاقات بين الدول تخضع للتوازن والالتقاء في دائرة المصالح المشتركة والعمق التاريخي.
ولعل من أكبر الدلائل على متانة العلاقة بين السعودية والإمارات أن هاتين الدولتين لم تسمحا للإعلام اوتحليلاته الخاطئة وخاصة الاعلام المعادي لهما بأن ينفرد بالضخ لتكريس فجوة في الفضاء الإعلامي، فبمجرد مرور هاتين الدولتين بأي عوارض يمكن تفسيرها بطريقة خاطئة من قبل الآخرين يتم قطع ذلك بزيارات كبرى بين قيادات البلدين تبدد كل التفسيرات المنحرفة لطبيعة العلاقة السياسية بين السعودية والإمارات.
إن تجربة الدول الخليجية مع بعضها، وخاصة معطيات الأزمة القطرية، علمت الجميع أن الدرس السياسي والتوازن في القضايا المشركة من أهم المعايير التي يجب الاستمرار في تأصيلها في المنطقة الخليجية، حيث دول خليجية متعددة لها تأثيرات كبرى في المسار السياسي والاقتصادي والثقافي، هذه الدول تعلمت أن لغة المنطق هي أهم لغة يجب التحدث بها؛ لأن اللغة العاطفية والشعارات السياسية لم تجلبا للمنطقة العربية سوى الأزمات المتتالية.
العلاقات السعودية الإماراتية لا يمكن ويجب ألا تكون موضع شك، فهي الآن في أوجها؛ لأن المشتركات بين هاتين الدولتين اليوم تتضاعف، فالتحولات الدولية والأزمات الإقليمية تتطلب ذلك. العلاقات السعودية الإماراتية لا يمكن إخضاعها إلى مسار تنافسي بينهما وهذا خطأ جسيم يرتكبه الإعلام مهما كان مصدره، فالعلاقات بين الدول خاصة الدول المتماثلة فكريا وثقافيا وسياسيا لا تتنافس وكأنها في سباق دولي بقدر ما تعتبر مصالح مشتركة يحكمها العقل والمنطق، فالحياة السياسية كالأنهار إذا لم يتوفر فيها الماء الذي يمنحها الحياة تجف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة