لا تزيد ادعاءات وأكاذيب تنظيم الحمدين ضد السعودية أو الإمارات إلا إصرارا رسميا وشعبيا أكبر على ضرورة استمرار هذا التحالف القوي.
العلاقات الإماراتية السعودية تصل في أُطُرها وتفاصيلها إلى مرحلة الاندماج والتكامل، وليست مجرد علاقة دبلوماسية يفرضها أمر واقع، هذه العلاقات التي تشهد منذ مدة ليست بقريبة نقلة نوعية في مختلف المجالات، تهدف بالأساس إلى تعزيز الشراكة والوصول إلى التكامل سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وهو ما يصب بالمطلق في صالح شعبي البلدين أولاً ثم المنطقة والعالم العربي ثانياً، وقد تكللت مسيرة التعاون بين البلدين بإنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي في مايو من العام 2016، والذي حضر مراسم توقيعه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
لا تزيد ادعاءات وأكاذيب تنظيم الحمدين ضد السعودية أو الإمارات إلا إصرارا رسميا وشعبيا أكبر على ضرورة استمرار هذا التحالف القوي والاستثنائي الذي أوجع كل من تحداه أو وقف ضده، وأن كل محاولاتها المتكررة وشرائها للذمم وتجنيدها للمرتزقة حول العالم، لن تزحزح إيمان كل طرف بالآخر قيد أنملة.
وتتميز العلاقات بين البلدين بطبيعتها الشمولية والتكاملية، ويدعمها امتداد تاريخي وروابط متجذرة بين شعبي البلدين، ليأتي تأسيس مجلس التنسيق السعودي الإماراتي كبعد استراتيجي في سياسة بعيدة المدى لمواجهة التحديات التي تفرضها التغيرات الإقليمية والعالمية؛ بحيث تستثمر مصادر القوة الاقتصادية والسياسية في البلدين للوقوف كجبهة واحدة للتصدي لأي عمل أو محاولة من شأنها الإضرار بأمن ومصالح البلدين، أو زعزعة استقرار المنطقة والعالم العربي، ناهيك عن دوره في تحقيق الأمن والرخاء والازدهار لشعبي البلدين والخليج والعالم العربي.
هذه العلاقات الاستثنائية بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، أصبحت الشغل الشاغل للدوحة وشركائها، ولا يكاد يمر يوم إلا ويضج فيه إعلام قطر ومن معها من مرتزقة و"إخوان" بأخبار كاذبة وملفقة، أو في أقلها بتفسيرات مشوهة ومزورة حول خبر يذاع هنا أو هناك. ولقناة الفتنة "الجزيرة" باع طويل في بث سموم التفرقة والعبث والتخريب في المنطقة، وللقائمين عليها سياساتهم الخبيثة التي لم تعد خافية على شعوب المنطقة ودول الخليج العربي بشكل خاص، وهم الذين عانوا كثيراً قبل إعلان الدول المكافحة للإرهاب مقاطعة الدوحة، وإغلاق الباب أمام أفواه وشاشات تسببت في إشعال المنطقة، ليدفع ثمن حماقات تنظيم الحمدين شعوب آمنة ودول مستقرة بأبشع الطرق.
شبه جزيرة قطر وحكامها بمختلف أسمائهم تنظيم الحمدين والولي الفقيه وأردوغان، حاولت مراراً وتكراراً ضرب العلاقات الإماراتية السعودية، بالتوازي مع محاولاتها الفاشلة لقطع العلاقات المصرية السعودية، في سعيها لتفكيك دول توحدت للوقوف في وجه الإرهاب القطري أو المدعوم منها، ولم تتوقف محاولات الدوحة الرخيصة لزرع بذور الفتنة بين أبوظبي والرياض من خلال تهويل بعض الأخبار والترويج لأكاذيب، وتنشيط ذبابهم الإلكتروني للتعليق بشكل استفزازي ضد البلدين، ليس آخرها عن الخروج الإماراتي من التحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن، ولقاء خفر السواحل الإماراتي بنظيره الإيراني في اجتماع روتيني معلن ومعروف مسبقاً بين دول الخليج العربي.
أعمال الدوحة وسياساتها العدائية ضد جارتيها الكبيرتين السعودية والإمارات ليست وليدة اللحظة، أو نشاطاً مستجداً لتنظيم الحمدين، بل هي امتداد لمحاولات كثيرة بدأت منذ عام 1995، وقد جوبهت جميعها بالسكوت والصفح والمسامحة، ولم تجنِ من ورائها قطر إلا السمعة السيئة وإظهار الوجه البشع والدور المسموم لها، ويسجل التاريخ محاولاتها الدنيئة بالتنسيق مع العقيد القذافي، لتغيير الحكم في المملكة العربية السعودية، ودعم الجماعات الإرهابية المتطرفة داخل المملكة لزعزعة أمنها، والدعم والتمويل غير المحدود للحوثيين في استهداف حدود السعودية وأراضيها ومدنييها.
الدعم القطري الكبير والتنسيق الدائم مع إيران "الشريفة" وتركيا أردوغان، يعكس بوضوح سياسة تنظيم الحمدين، وهي سياسة التقسيم والتخريب والدمار، دعمها لتنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي وقياداته وحاشيته في العالم العربي، والدعم اللوجيستي والمادي للإرهاب الحوثي في اليمن، والتنظيمات الإرهابية بمختلف أسمائها وانتماءاتها الطائفية في سوريا ولبنان وليبيا والصومال، هو امتداد لاستراتيجية شركائها في طهران وأنقرة، الذين لا يخفى على العرب حقدهم واستهدافهم لدول وخيرات وشعوب المنطقة.
أخيراً على الدوحة أن تعي أن كل محاولة فاشلة لشق الوحدة السعودية الإماراتية تحديداً، ليست إلا تدعيماً أكبر لحقيقة أن هذا التحالف يرتقي لكونه وحدة شاملة كاملة، لا يستهدف طرفاً دون الآخر، بل لا وجود لطرفين فيه، إنما كلاهما واحد، ولا تزيد ادعاءات وأكاذيب تنظيم الحمدين ضد السعودية أو الإمارات إلا إصراراً رسمياً وشعبياً أكبر على ضرورة استمرار هذا التحالف القوي والاستثنائي الذي أوجع كل من تحداه أو وقف ضده، وأن كل محاولاتها المتكررة وشرائها للذمم وتجنيدها للمرتزقة حول العالم، لن تزحزح إيمان كل طرف بالآخر قيد أنملة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة