تحديات وتحضيرات.. كيف يمكن للسعودية استضافة كأس العالم 2030؟
تتطلع السعودية خلال السنوات المقبلة لاستضافة الحدث الكروي الأهم، وهو بطولة كأس العالم لكرة القدم، التي تنوي التقدم بطلب لاحتضانها.
وكانت صحيفة "التايمز" الإنجليزية نشرت قبل أيام قليلة أن المملكة تنوي التقدم بملف رسمي لاستضافة كأس العالم 2030.
وقامت السعودية خلال السنوات الأخيرة باستضافة مجموعة من أهم الأحداث الرياضية العالمية، بينها كأس السوبر الإسباني 2020.
وبعيداً عن كرة القدم، استضافت المملكة رالي داكار للسيارات، وسباقات الفورمولا إي، وفي طريقها لاستضافة أحد سباقات فورمولا 1، كما نظمت عدة بطولات عالمية لرياضة الفنون القتالية والملاكمة، واتحاد المصارعة العالمية الترفيهية WWE، وغيرها، ونالت إشادة الخبراء والمتابعين بحسن التنظيم.
كل هذه العوامل قادت السعودية للتفكير في استضافة كأس العالم في نسختها بعد المقبلة عام 2030، خاصة أن السعودية لديها تجربة خاصة مع استضافة البطولات التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، وتحديداً كأس العالم للقارات التي استضافت النسخ الثلاث الأولى لها.
وكانت المملكة استضافت كأس العالم للقارات خلال الفترة من 1992 إلى 1997، بل إن البطولة كانت في الأصل فكرة سعودية، بأن يشارك أبطال قارات العالم في بطولة واحدة.
ملاعب استثنائية
عندما قدمت المملكة ملفها الخاص باستضافة كأس أمم آسيا 2027، أكدت فيه أنها تعتزم بناء 3 ملاعب جديدة، منها ملعبان في العاصمة الرياض، وملعب في الدمام، وكل هذه عوامل تعزز من جانب آخر من تفكير السعودية بجدية في التقدم بطلب لاستضافة المونديال.
ولن يتوقف الأمر عند هذا الحد، فالسعودية تستهدف كذلك تطوير ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض، وملعب الأمير عبدالله الفيصل في جدة.
وكل هذه الملاعب، بالإضافة للملاعب الموجودة حالياً في المملكة سواء الكبرى التي تحظى بسعة جماهيرية كبيرة (مثل ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض الذي تبلغ سعته 70 ألف متفرج)، أول الملاعب الأقل من حيث المساحة (والتي تتسع إلى 25 ألفا أو أقل) ستمثل دعماً للمملكة في استضافة كأس العالم.
وتمتلك المملكة إجمالا مجموعة من أفضل الملاعب العربية والعالمية، مثل ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة "الجوهرة المشعة" والذي استضاف مباريات كأس السوبر الإسباني، بالإضافة إلى ذلك هناك ملعب النصر "مرسول بارك".
وتمتلك أندية دوري المحترفين مجموعة من أفضل الملاعب مثل ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية معقل نادي الوحدة في مكة المكرمة، والذي يتسع لـ28 ألف متفرج، وملعب مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية في الهفوف ويتسع لـ26 ألف شخص.
وهناك كذلك ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية في بريدة، ويتسع لـ25 ألف متفرج، وملعب الأمير خالد بن سلطان بنادي الشباب ويتسع لـ15 ألفا، وبنفس السعة ملعب مدينة الأمير سعود بن جلوي الرياضية في الراكة، واستاد مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز الرياضية بالمحالة ويتسع لـ20 ألفا.
في حين أن ملعبا مثل استاد الملك فهد الدولي بالرياض يتسع إلى قرابة 70 ألف متفرج، فيما يمكن للجوهرة المشعة استقبال 63 ألف متفرج، ومرسول بارك 25 ألف متفرج.
عوامل دعم
تتمتع المملكة العربية السعودية بعلاقات دولية قوية، بالإضافة لبنية تحتية وموارد اقتصادية ووضع اقتصادي مميز، وكلها عوامل تكفل لها القدرة على استضافة الحدث الرياضي الأهم في العالم وهو مونديال 2030.
ويعتبر عام 2030 متزامنا مع الانتهاء من رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وسيكون وضع تنظيم المونديال كجزء من هذا المشروع أمرا مثاليا حال حصلت المملكة على حق الاستضافة.
وبحسب التقرير فإن السعودية قد استعانت بشركة أمريكية من أجل وضع رؤية استراتيجية لها لملف استضافة المونديال، والذي قد يكون بالاشتراك مع بلد من قارة أخرى لم يتحدد بعد، وقد يكون بلدا أوروبيا.
منافسو السعودية
وحال تقدم المملكة بطلب لاستضافة كأس العالم 2030 فإنها ستجد نفسها في منافسة شرسة مع ملف المملكة المتحدة الذي ستعده إنجلترا واسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية بالتعاون مع جمهورية أيرلندا، وهو الملف الأبرز لاستضافة البطولة حتى الآن.
وبعيداً عن الملف البريطاني، هناك ملفات مقترحة أبرزها لإسبانيا والبرتغال، فيما تفكر أمريكا الجنوبية في تقديم ملف رباعي للتنظيم يجمع أوروجواي والأرجنتين وباراجواي وتشيلي، خاصة أن الأولى تتطلع لاستضافة تلك النسخة من المونديال للاحتفال بمرور 100 عام على استضافتها النسخة الاولى للبطولة على أرضها عام 1930.
يذكر أن عملية التقدم بالترشيحات لاستضافة البطولة ستبدأ العام المقبل 2022، وكشف الفيفا في أكتوبر/تشرين الأول 2019 أن الفائز بتنظيم مونديال 2030 سيتم الإعلان عنه في 2024 على هامش كونجرس الاتحاد الدولي الذي سيعقد بعد 3 سنوات من الآن.
aXA6IDE4LjIyMS4xNjcuMTEg جزيرة ام اند امز