الحريري بالرياض.. مهمة دعم لبنان "العربي" ضد التدخل الإيراني
زيارة الحريري للرياض عقب أزمة الاستقالة تؤكد قوة المحور العربي في لبنان، وتبشر بتحالفات تسير بالانتخابات القادمة لصالح الدولة اللبنانية
وصل رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى الرياض، صباح الأربعاء، بدعوة رسمية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ في زيارة هي الأولى له بعد أزمة الاستقالة التي أعلنها في نوفمبر الماضي وتراجع عنها فيما بعد.
ويزور الحريري السعودية بعد أقل من 48 ساعة من تلقي دعوة رسمية من موفد خادم الحرمين الشريفين إلى بيروت المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا.
وكانت آخر زيارة قام بها الحريري للسعودية أوائل نوفمبر الماضي، وأعلن خلالها استقالته من منصبه احتجاجا على تفاقم دور مليشيا "حزب الله" الموالية لإيران، واستغل حينها فرقاء لبنانيون تلك الزيارة للإساءة للعلاقات اللبنانية-السعودية.
أستاذ العلوم السياسية في بيروت خالد العزي، قال إن "الحريري الذي يسعى لتثبيت سياسة النأي بالنفس للبنان والتزامه بالبعد العربي ربما كان ينتظر الدعوة بفارغ الصبر، والاستجابة السريعة لها تمحو مزاعم المعارضة التي قالت إن وجود الحريري في السعودية المرة الماضية "كان مرغما عليه".
وتوقع العزي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن تشمل ملفات الزيارة علاقة السعودية بالدولة اللبنانية في ظل استمرار سيطرة مليشيا حزب الله على القرار في لبنان؛ باعتباره شريكا في الحكومة والبرلمان، وتأثير ذلك على الدول العربية المجاورة.
كما أن هذه الزيارة تلفت إلى قدرة السعودية على الاحتواء، وقطع الطريق أمام قطر وتركيا اللتين تحاولان الاصطياد في الماء العكر، وفرض نفسيهما بديلا للخليج والعرب، بحسب المتحدث ذاته.
من ناحيته، اعتبر السياسي اللبناني محمد عفيفي أن زيارة الحريري للسعودية بعد أزمة الاستقالة، تؤكد أن علاقة البلدين أقوى من أن تهتز، وأن التيار المتحالف مع المحور العربي في لبنان قادر على إثبات نفسه داخليا كقوة مدافعة عن عروبة لبنان في وجه الهجمة الإيرانية.
وعن زيارة الموفد السعودي إلى لبنان، قال عفيفي لـ"العين الإخبارية"، إنها جعلت لبنان يشعر بأنه "أقوى" وأنه جزء من معركة الدفاع عن عروبته، مدعوما بالمملكة بما تمثله من ثقل إقليمي وعربي، وهو ما سينعكس على تحالفات الانتخابات اللبنانية الجاري إعدادها.
وتجرى في لبنان 6 مايو/أيار المقبل انتخابات برلمانية هي الأولى منذ عام 2009، بعدما مدد المجلس الحالي ولايته مرتين خلال السنوات الماضية، وأعلن الحريري أنه لن يتحالف مع مليشيا حزب الله في تلك الانتخابات.