جولات الملك سلمان وولي عهده.. سياسة سعودية جديدة للانفتاح على العالم
أولى جولات الأمير محمد بن سلمان الخارجية باعتباره ولياً للعهد تستكمل انفتاح الرياض على العالم الخارجي لأخذ زمام المبادرة
تمثل زيارة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى لندن استكمالا لأهداف زيارة والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لروسيا، فيما يخص الانفتاح السعودي على العالم الخارجي وفق رؤية "2030".
ففي الزيارة التي تأتي في سياق جولة خارجية انطلقت من مصر وتشمل كذلك الولايات المتحدة، يحمل ولي العهد السعودي في حقيبته مجموعة من الملفات الهامة، يتصدرها سياسياً ملف التدخلات الإيرانية ودعم طهران لمليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن، كذلك يحمل الوفد الاقتصادي المرافق للأمير محمد بن سلمان حزمة من المشروعات المشتركة التي من المنتظر أن تفضي لشراكة تجارية هي الأولى بين البلدين.
ويشكل ملف التعاون المشترك في مجال مكافحة الإرهاب والدول الداعمة له حضوراً على طاولة المباحثات بين ولي العهد السعودي ورئيسة الوزراء البريطانية، جنباً إلى جنب النقاشات الاقتصادية التي تزداد أهميتها مع اقتراب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ومساعي السعودية لتسويق مشروعاتها العملاقة في "نيوم والبحر الأحمر والمدن الصناعية الجديدة".
وتؤكد الجولة الخارجية لولي العهد السعودي على عزمه في التفاعل مع المجتمع الخارجي وفقاً لما مضى إليه الدكتور إبراهيم النحاس أستاذ العلوم السياسية وعضو مجلس الشورى السعودي، مشيراً إلى أن الزيارة تمثل تتويجاً للسياسة السعودية الجديدة المنفتحة على المجتمع الدولي، ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن العزيز آل سعود الرامية لتعزيز العلاقات الدولية، وجعلها على مسافات واحدة مع السعودية لتحقيق أكبر قدر من المصالح على المستويين السياسي والاقتصادي.
والسعودية دائماً تأخذ زمام المبادرة للتواصل مع الدول الكبرى لحل أزمات المنطقة- يتابع النحاس- فقد سبق أن توجه خادم الحرمين إلى روسيا العام الماضي للتباحث حول الأزمة السورية.
أما زيارة ولي العهد إلى لندن فسوف تتطرق إلى الأزمة اليمنية والتدخلات الإيرانية المزعزعة للاستقرار في المنطقة العربية والخليج، فضلاً عن استهدافها أمن السعودية على وجه الخصوص، كذلك التباحث حول ضرورة العمل على استقرار العراق وبناء مؤسساته.
وعن الإرهاب، أكد عضو مجلس الشورى السعودي أن الرياض كان لها دور كبير في التعاون مع لندن لمواجهة التنظيمات المتطرفة وكشف مخططات الجماعات الإرهابية قبل تنفيذها.
وسبق أن قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن السعودية دعمت لندن بمعلومات أمنية أنقذت أرواح العديد من البريطانيين.
في السياق ذاته أوضح المحلل السياسي محمد الحربي أن العلاقات السعودية البريطانية متجذرة وممتدة، مشيراً إلى أن اختيار لندن كمحطة رئيسية في الجولة تحمل دلالات عميقة في ظل ما يحيق بالمنطقة من مخاطر وتدخلات خارجية.
ونوَّه الحربي إلى أن لندن ترى في رؤية 2030 منفذا استثماريا هاماً يمكنها الاستفادة منه بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي والبحث عن أسواق جديدة يمكن العمل من خلالها.
أما الخبير الأمني اللواء زياد الغامدي فيؤكد في حديثه لـ"العين الإخبارية"، أن الملف الأمني ومحاربة الإرهاب عاملان مشتركان بين السعودية وبريطانيا في ظل الهجمات الإرهابية التي تستهدف الجانبين، موضحا أن الرياض قدمت الكثير لدعم الدول التي تحارب الإرهاب على المجالين المادي والمعلوماتي، في ظل ما حققته من نجاحات في محاربة التنظيمات الإرهابية وتفكيك أصول الفكر المتطرف.