السفير السعودي بلندن: زيارة ولي العهد جاءت في أنسب وقت
السفير السعودي في لندن قال إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يسعى بزياراته لمصر وبريطانيا وأمريكا لدعم الرياض لتحقيق رؤية 2030.
قال سفير المملكة العربية السعودية في لندن محمد بن نواف إن السعودية تتغير بشكل سريع وأن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود يسعى لتحول اقتصادي واجتماعي بالمملكة، عبر زيارته لعواصم مصر وبريطانيا والولايات المتحدة؛ وذلك لاستعراض تلك الخطط والسعي لدعمها.
وأضاف السفير السعودي، في مقال بصحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، الثلاثاء، بعنوان "السعودية لا يمكنها تحقيق طموحاتها الإصلاحية وحدها"، أن النقطة الجوهرية في رسالة محمد بن سلمان هي جهود تحويل الدولة من الاعتماد على النفط إلى اقتصاد أكثر تنوعا، وكجزء من هذه الجهود يشدد ولي العهد السعودي على فرص الأعمال الدولية المعروضة بالسعودية ومتاحة في جميع أنواع الصناعات والخدمات.
وتابع قائلا: إن زيارة الأمير محمد بن سلمان والغرض منها بالنسبة لبريطانيا ،لا يمكن أن يكون وقتها ملائماً أكثر من ذلك حيث تسعى بريطانيا حاليا لإعادة هيكلة اقتصادها وتشكيل علاقات تجارية جديدة بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل توسع السوق السعودي فرصة مهمة للندن.
ونوه محمد بن نواف إلى أن التجارة بين السعودية وبريطانيا ليست بالظاهرة الجديدة فمنذ نحو 100 عاما حظيت خلالهما الدولتان بعلاقة قوية وقريبة.
وتطرق محمد بن نواف إلى الصورة السلبية للسعودية، التي تظهر في بعض وسائل الإعلام البريطانية، داعيا ومشجعا الشعب البريطاني لرؤية المملكة العربية السعودية عبر العدسة الجديدة التي تقدمها رؤية 2030 لولي العهد محمد بن سلمان وبرنامج الإصلاح الذي سيفسره هذا الأسبوع.
وقال السفير السعودي إن التغيير الاجتماعي، الذي تشهده المملكة، حقيقي ويحدث بسرعة، فعلى سبيل المثال باتت السيدات السعوديات حاليا مسموح لهن بقيادة السيارات، كما أن أكثر من نصف خريجي الجامعة من السيدات، مشيراً إلى تدمر بنت يوسف الرماح نائبة وزير العمل السعودي التي أصبحت للتو أول امرأة سعودية يتم تعيينها في منصب حكومي بارز.
وأكد ابن نواف أن السيدات بالفعل ناشطات في مجتمع الأعمال السعودي ويسهمن في اقتصاد البلاد، لافتا إلى أن الحكومة رفعت الحواجز التي منعت السيدات سابقا من تدشين أعمالهم الخاصة.
وأشار محمد بن نواف أيضا إلى أن صناعة الثقافة والترفيه السعودية باتت في انفتاح أيضا حيث تقيم الهيئة العامة للترفيه أكثر من 5 آلاف عرض ومهرجان وحفل غنائي في 2018، وهو ضعف عدد الفعاليات التي أقيمت العام الماضي.
وذكر السفير السعودي أن هذه التغييرات قد تبدو ثانوية في أعين الغرب لكن هذه الخطوات الإضافية مجتمعة تضيف إلى القفزة الكبيرة في التحول الاجتماعي والاقتصادي بالسعودية.
وأكد أن السعودية أيضا لا تعيش في وهم حول التحديات التي تنتظرها، موضحا أن هذا التحديث لن يكون سهلا أو شيئا يمكن أن تفعله الرياض وحدها بل ستحتاج إلى الاستفادة من خبرة الآخرين.
وأضاف السفير السعودي أنه بالنسبة لبريطانيا بشكل خاص سيكون هذا مفيدا للغاية؛ نظرا لأن السعودية بالفعل أكبر شريك تجاري لبريطانيا في الشرق الأوسط بأكثر من 200 مشروع بقيمة 11.5 مليار جنيه استرليني يتضمنون شركات مثل "إتش إس بي سي" و"ماركس أند سبنسر" و"جاكوار" و"لاند روفر".
وتابع السفير قائلا إنه خلال الخمس سنوات الماضية نمت التجارة السعودية-البريطانية بأكثر من 2.3 مليار جنيه إسترليني، وفي 2016 بلغ حجم تدفق السلع والخدمات بين البلدين أكثر من 8 مليار جنيه إسترليني، وبالطبع أصبحت السعودية بالفعل هدفا رئيسيا لصادرات وواردات بريطانيا، لكن الإمكانية المتاحة هائلة لحدوث نمو أكبر بكثير وبشكل أسر مع تكشف رؤية 2030 وتخلي السعودية عن اعتمادها على النفط.
وقال محمد بن نواف إن زيارة ولي العهد السعودي ستبني وتوسع هذه العلاقة لتطور المزيد من الصلات بين البلدين في قطاعات التعليم والصحة والتدريب والثقافة والفنون.
وأشار السفير إلى أنه مع سعي السعودية لإعادة هيكلة اقتصادها ستسعى كذلك لتطوير التكنولوجيا والصناعات الإبداعية وتنمية قطاعات الخدمات والسياحة وتوسيع البنية التحتية بتشييد مساكن جديدة ووسائل نقل ومستشفيات وفنادق.
واختتم المقال قائلا إنه مع سعي بريطانيا لتعزيز رخائها بعلاقات تجارية عالمية منتعشة، فشركاتها الكبيرة والمتوسطة والصغيرة في وضع جيد لتلعب دورا مهما في تحول السعودية، داعيا المستثمرين البريطانيين للعمل في السعودية وتعزيز الاقتصاد البريطاني بالمساعدة في بناء الاقتصاد السعودي.