زيارة محمد بن سلمان لبريطانيا.. "منصة" لتعزيز العلاقات
زيارة تأتي في وقت تخوض فيه المملكة مرحلة تغيير تعبّد الطريق نحو فرص جديدة للتعاون مع بقية بلدان المعمورة، وخصوصا بريطانيا.
يبدأ وليّ العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الأربعاء، زيارة إلى بريطانيا، في خطوة تعزّز عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتؤشر لحقبة جديدة في مسار الروابط الدبلوماسية والتعاون الثنائي.
زيارة أعلن مكتب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، الأسبوع الماضي، أنها تلقى اهتماما كبيرا من حكومة البلاد، معتبرة في بيان أن الزيارة تمثل "منصة لتعزيز العلاقات الثنائية".
ومن المنتظر، وفق المصدر نفسه، أن تشمل الزيارة إجراء محادثات حول الشراكة الاقتصادية والأمنية، علاوة على لقاءات يعقدها الأمير محمد بن سلمان مع ماي وعدد من وزراء حكومتها.
الشراكة بين المملكتين.. جسر نحو الأمن
ماي أشادت، في تصريحات وزعها مكتبها، بالعلاقات الاقتصادية والأمنية بين لندن والرياض، معتبرة أن "الشراكة بين البلدين تساعد بالفعل في جعلهما أكثر أمانا، من خلال تبادل المعلومات الاستخباراتية التي أنقذت حياة مواطنين بريطانيين".
الشراكة جعلت أيضا المملكتين "أكثر ازدهارا" من خلال توفير آلاف فرص العمل في بريطانيا، وفتح فرص هائلة للشركات البريطانية في السعودية"، ما يجعل من زيارة ولي العهد خطوة تؤسس "منصة" لتعزيز العلاقات، وفق المصدر نفسه.
زيارة تأتي في وقت تخوض فيه المملكة مرحلة تغيير تعبد الطريق نحو فرص جديدة للتعاون مع بقية بلدان المعمورة، وخصوصا بريطانيا، ضمن توجه أشارت إليه رئيسة الوزراء البريطانية في حديثها عن الزيارة.
وقالت ماي: إن "السعودية تمر الآن بمرحلة من التغيير، فقد شهدنا قرارات تسمح للنساء بقيادة السيارات اعتبارا من يونيو/حزيران المقبل".
وأضافت أن المملكة تستهدف أن "تمثل المرأة السعودية ثلث نسبة القوى العاملة بالبلاد بحلول 2030، كما تسعى إلى تطوير قطاعات مثل الرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة، وهي قطاعات تعتبر المملكة المتحدة رائدة عالمية فيها، بما يوفر فرص التعاون الثنائي.
وتعدّ هذه الزيارة الأولى من نوعها لولي العهد السعودي إلى بريطانيا منذ مبايعته في يونيو/حزيران الماضي، ومنذ انخراط بلاده في برنامج واسع للإصلاح المحلي، شمل بالأساس السماح للنساء بقيادة السيارات، وبحضور الفعاليات الرياضية، إضافة لفتح دور السينما.
تعاون استخباراتي
تعدّ السعودية من أوائل البلدان التي شاركت في الضربات الجوية لاستهداف تنظيم "داعش" الإرهابي، كما أنها تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ما جعلها طرفا دوليا فاعلا في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله.
وعلاوة على ذلك، ترتبط السعودية بعلاقات أمنية واسعة مع بريطانيا، وقد مكن التنسيق الاستخباراتي الثنائي من إحباط العديد من الهجمات الإرهابية التي تم التخطيط لتنفيذها في بريطانيا.
وعموما، فإن العلاقات السعودية البريطانية ضاربة في عمق التاريخ، وتعود إلى الحرب العالمية الأولى، وتشمل برنامج تعاون دفاعي واسع النطاق يستهدف قطاعات جميع القوات السعودية.
كما تستقبل السعودية، سنويا، 100 ألف معتمر بريطاني، و23 ألف حاج ممن يتوافدون على المملكة لأداء فريضة الحج.
علاقات تجارية
في 2016، بلغ حجم التبادل التجاري بين السعودية وبريطانيا نحو 9 مليارات جنيه إسترليني، ما جعل هذا المؤشر يصعد، في السنوات الـ5 الماضية، بأكثر من 2.3 مليار جنيه.
رقم يجعل السعودية ثالث أكبر الأسواق التي تصدر إليها بريطانيا منتجاتها.
أما بريطانيا، فتعتبر ثاني أكبر مستثمر أجنبي في السعودية بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وعموما، تقدّر القيمة الإجمالية للاستثمارات السعودية البريطانية بنحو 17.5 مليار دولار، موزعة على 300 مشروع مشترك.
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز