خبراء لـ"العين الإخبارية": مجابهة نفوذ إيران نقطة تلاقي بين الرياض وواشنطن

الدكتور سعيد اللاوندي يؤكد أن السعودية تمثل محورا رئيسيا في التحالف الأمريكي لمواجهة التدخلات الإيرانية

قال خبراء ومحللون سياسيون إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى السعودية، وتصريحاته حول دور المملكة في استقرار الشرق الأوسط، تؤكد بوضوح أهمية السعودية كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في المنطقة.

• ولي العهد السعوي وبومبيو يتفقان على استمرار التهدئة في اليمن

وأكد المحللون في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية" تطابق رؤى البلدين تجاه القضايا الرئيسية في المنطقة، وعلى رأسها مواجهة النفوذ الإيراني والصراع في اليمن، لافتين إلى أن مجابهة إيران نقطة تلاقى رئيسية بين البلدين.

وقال الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية أعمق وأكبر من أي أزمات أو خلاف في الرأي تجاه قضية، مشيراً إلى أن "حديث البعض عن تأثر العلاقات في الوقت الراهن غير حقيقي، وتلك الزيارة أبلغ رد على تلك الأقاويل".

ونوه جاد، وهو عضو بالبرلمان المصري، إلى أن السعودية والولايات المتحدة بينهما علاقات استراتيجية تحكمها مصالح البلدين الممتدة، كما أنهما تمتلكان وجهات نظر متطابقة تجاه عدة قضايا في المنطقة، وعلى رأسها مواجهة الخطر الإيراني المتمثل في تدخلات طهران المتزايدة وتهديدها لأمن المنطقة.

وأضاف أنه لا بديل عن علاقات جيدة بين الولايات المتحدة والسعودية، من أجل استقرار أمن المنطقة، باعتبار أن المملكة لاعب رئيسي في معظم القضايا التي تشهدها الشرق الأوسط.

وأكد جاد أن زيارة بومبيو بشكل عام إلى الشرق الأوسط، تعكس زيادة الاهتمام الأمريكي بالمنطقة، بعكس الفترة السابقة التي شهدت بعض التجاهل.

ومن جهته قال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية لـ"العين الإخبارية"، إن زيارة بومبيو جاءت بالأساس لتشكيل تحالف واسع لمواجهة التوسع الإيراني في المنطقة، معتبراً أن السعودية تمثل محوراً رئيسياً في مثل هذا التحالف، مؤكداً توافق سياسات البلدين في هذا الشأن.

ونوه اللاوندي إلى متانة التحالف بين الرياض وواشنطن، مؤكداً أنه أقوى من أي تبيان وجهات النظر في قضية أخرى، وهو أمر شدد عليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكثر من مناسبة.

بدورها، قالت الدكتورة سماء سليمان، خبيرة العلاقات الدولية، إن الزيارة تعكس عمق العلاقات بين البلدين والعمل على التنسيق لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا.

وأضافت سليمان لـ"العين الإخبارية" أن "خطاب بومبيو وتأكيده أن الخطر الحقيقي على أمن المنطقة هو إيران، ودعوته للدول الصديقة بالمشاركة في ترتيبات ما بعد الانسحاب من سوريا، يظهر الاهتمام الأمريكي بتنسيق المواقف مع الدول العربية الكبرى".

وأشارت إلى أن بومبيو استهدف بالأساس بحث ترتيبات إنشاء تحالف استراتيجي بين دول عربية والولايات المتحدة كأداة أمنية لتحقيق الاستقرار والأمن من وجهة النظر الأمريكية في المنطقة.

وزار بومبيو الرياض، الإثنين، ضمن جولة واسعة بالمنطقة، حيث استقبله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، كما التقى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وعدداً من المسؤولين السعوديين.

وقال بومبيو إن "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يستهدف التصدي لإيران كإحدى أولوياته، وإن إدارته عازمة على تحقيق ذلك مع حلفائها في الشرق الأوسط". 

كما شدد وزير الخارجية الأمريكي أن "العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية وطيدة جداً، ويجب أن تكون كذلك، وأن إدارة ترامب حريصة على العلاقات مع الرياض".