فضيحة كريبتو.. شركة سويسرية تتجسس على حكومات العالم
سيطرت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA ونظيرتها الألمانية على شركة تشفير سويسرية للتجسس على حكومات حول العالم.
وتحت عنوان فضيحة جديدة أعرب سياسيون سويسريون عن غضبهم وطالبوا بفتح تحقيق بعدما كُشف أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ونظيرتها الألمانية استخدمتا شركة تشفير سويسرية للتجسس على حكومات حول العالم.
الرئيس المساعد للحزب السويسري الاشتراكي "سدريك ويرموث"، قال خلال مقابلة أجرتها معه هيئة "إس آر إف" للبث في وقت متأخر، الخميس: "كيف يمكن لأمر كهذا أن يحصل في بلد يدعي أنه محايد على غرار سويسرا؟".
- أبل ليست المتهم الوحيد.. أمازون تتجسس على عملائها عبر "أليكسا"
- الاستخبارات الأمريكية: هاتف ترامب غير آمن.. والصين وروسيا تتجسسان
ودعا ويرموث إلى تحقيق برلماني بعدما توصل تحقيق لـ"إس آر إف" الأربعاء الماضي، إلى أن شركة تشفير سويسرية ثانية كانت جزءا من خطة تجسس أدارتها أجهزة استخبارات أمريكية وألمانية.
وكشف أول تحقيق، في شباط/فبراير الماضي، عن خطة مفصلة تعود إلى عقود اطلعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ونظيرتها في ألمانيا بموجبها على الاتصالات الأكثر سرية بين الحكومات من خلال سيطرة الجهازين على شركة تشفير سويسرية تدعى "كريبتو".
وكشف تقرير "إس آر إف"، هذا الأسبوع، أن شركة سويسرية ثانية أصغر تدعى "أومنيسيك" استخدمت بالطريقة ذاتها.
وباعت هذه الشركة التي انفصلت عن شركة تصنيع معدات التشفير السويسرية ”غريتاغ“ العام 1987، معدات تشفير أصوات ورسائل فاكس وبيانات لحكومات حول العالم إلى أن أوقفت عملياتها قبل عامين.
وتوصل برنامج "إس آر إف" للتحقيقات إلى أن "ومنيسيك"، على غرار "كريبتو"، باعت معدات تم التلاعب بها إلى حكومات وجيوش أجنبية.
وفي الأثناء، باعت "أومنيسيك" معداتها التي تم التلاعب بها من طراز "أو سي-500" إلى عدة وكالات فيدرالية في سويسرا، بما فيها وكالات البلد الاستخباراتية، وإلى أكبر مصارف سويسرا "يو بي إس"، وغيرها من الشركات الخاصة في البلاد، وفق تحقيق "إس آر إف".
وأثار التحقيق غضبا في سويسرا التي لا تزال ترزح تحت وطأة فضيحة "كريبتو".
وقال ويرموث:"يظهر ذلك أن المشكلة تتجاوز شركة واحدة فحسب، ولا نزال لا نملك إجابات عن جانب المسؤولية السياسية".
واتفق النائب عن الحزب الليبرالي "هانز-بيتر بورتمان“ مع ذلك قائلا إنه يشعر بالقلق على وجه الخصوص من معرفته بأن“الشركات التجارية السويسرية متورطة، وعلى الأرجح متأثرة".
وقال لـ"إس آر إف" إن ذلك“يثير أسئلة بشأن التجسس حتى ضمن البلد“.
وذكر تحقيق أجرته لجنة في البرلمان السويسري بشأن قضية "كريبتو" وانتهى في وقت سابق هذا الشهر أن جهاز الاستخبارات السويسري استفاد من معلومات جمعها نظراؤه في الخارج بمساعدة شركة التشفير.
ووفق معلومات كشفتها "إس آر إف"، وواشنطن بوست، وهيئة "زي دي إف" الألمانية للبث، استُخدمت "كريبتو" على مدى عقود للتجسس على حكومات حول العالم.
وقدمت الشركة أجهزة للاتصالات المشفرة لنحو 120 بلدا منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى مطلع القرن الحالي، من بينها: إيران، وحكومات في أمريكا الجنوبية، والهند، وباكستان.