فضيحة تهز العراق.. طلاب يمتحنون في العراء وسط البرد (صور)
ضجت وسائل التواصل الاجتماعي في العراق بالغضب، عقب نشر صور لمدرسة ابتدائية مبنية بالطين، وطلاب يمتحنون بالعراء، رغم البرد القارس.
وتعود الصور إلى مدرسة أم النخيل الابتدائية في قضاء الدواية بمحافظة ذي قار الجنوبية، وظهر خلالها الطلاب يؤدون اختبارات نصف السنة الدراسية في العراء، رغم موجة البرد الشديد التي تضرب البلاد، ما أثار غضب وسخط كثيرين، اعتبروا الأمر "فضيحة مدرسية".
وقال الكاتب والإعلامي قيس حسن: "تكفي (الصورة) لتكون وصمة عار في جبين كل مسؤول عنها، تكفي لتكون درجة امتحان للحكومات والأحزاب، تكفي لتكون مادة جرمية تقدم لمحكمة التاريخ والإنسانية والعلم، تكفي لكي نخجل من أنفسنا، مما اقترفته القوى السياسية بحق البلد، ولتكون غلافا لكتاب (عار العراق)"، وذلك بحسب صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.
ودفعت موجة الانتقادات الشديدة وزارة التربية إلى تشكيل لجنة للتحقيق في إجراء الامتحانات في المدرسة وإحالة المقصرين إلى القضاء.
وذكرت وزارة التربية في بيان عقب انتشار صور الطلبة ومدرستهم المتهالكة في مواقع التواصل الاجتماعي أن "الوزير علي حميد الدليمي وجه بتشكيل لجنة تحقيقية عاجلة مع مدير مدرسة أم النخيل حول بعض الإجراءات المتبعة أثناء الامتحانات"، مشدداً على "عدم التهاون في محاسبة من يعرض أبناءنا الطلبة للخطورة أو يجعلهم في مواقف لا تليق بمكانة الطالب العراقي المتميزة في نفوسنا وعملنا".
وتعاني مئات المدارس الابتدائية في العراق بسبب بنائها من مادة الطين أو اكتظاظها الشديد أو قلة المقاعد المخصصة للطلاب. وكانت معلمة في مدرسة "أبطال العراق" الابتدائية في قضاء قلعة سكر بمحافظة ذي قار أيضا، قد ظهرت قبل نحو أسبوعين وهي تقوم بتدريس طلابها في الهواء الطلق بسبب النقص الحاد في عدد الصفوف المخصصة للتدريس.
وفي واقعة ثالثة، ظهر طلاب مدرسة "منة المنان" الابتدائية، في محافظة ذي قار، قبل أيام وهم يدرسون في العراء.
ورغم الوعود الحكومية الكثيرة، وكان آخرها التعاقد مع الصين لبناء 1000 مدرسة ابتدائية وثانوية، فإن قطاع التعليم ما زال يعاني اختلالات عديدة منذ سنوات ولا ترتقي معظم الأبنية المدرسية إلى أبسط المعايير التعليمية، فضلا عن المعايير العالمية.
وإلى جانب نحو 2000 مدرسة مشيدة من الطين في محافظات وسط وجنوب البلاد، بحسب إحصائيات رسمية لوزارة التربية، تلتحق أعداد كبيرة من الطلبة بمدارس مشيدة وفق نظام "الكرفانات" وغالبا ما تفتقر إلى أبسط الخدمات الصحية مثل مياه الشرب ودورات المياه.